خيال الناشئة.. إبداع في «ملتقى الفنون»

الخليج: تحول الخيال إلى إبداع كان نتاج المشاركة في «ملتقى الفنون» في دورته الرابعة، الذي بحث في مفهوم الفن المفاهيمي بوصفه حالة تعتمد الخيال وتحول الأفكار إلى أشكال قيّمة ذات مغزى ومعنى. وبفضل مشاركة 25 من الأطفال والفتيان والفتيات من 5 مؤسسات، جنى الملتقى ثماره بإبداعات فنية مفاهيمية.
نظم الملتقى سجايا فتيات الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وشارك فيه أعضاء من مفوضية فتيات الشارقة وأطفال الشارقة وناشئة الشارقة ومؤسسة فن. وعمل جميع المشاركين من الفتيان والفتيات على ترجمة ورش العمل التي شاركوا فيها منذ انطلاق الملتقى الأسبوع الماضي إلى أعمال إبداعية وظفت فيها الوسائط الجديدة وتكنولوجيا الصورة، إضافة إلى العناصر المرتبطة بالفن المفاهيمي وهي الزمن، الصوت، الحركة، الذاكرة، الرباط، الاختيار، والفراغ.
وتشير أسماء الحمادي منسق إعلامي أول في«سجايا»، إلى سعادتها بأن الملتقى قد أتى ثماره في نفوس وأعمال هؤلاء الأطفال والناشئة من مختلف الفئات العمرية والمستويات الفنية، ولوحظ تفاعلهم وفهمهم لماهية المفهوم المفاهيمي في الفن، وبدا ذلك جلياً من ترجمة فهمهم بأعمالهم الفنية التي أبدعوها، فقدموا أفكاراً مميزة ونوهت بأملهم أن يستمر تفاعلهم وتقدمهم بناء على ما يتم تقديمه في الملتقيات الفنية المقبلة، وتضيف:«يأتي جمع الفتيات والفتيان من خمس مؤسسات وجهات ليحقق لنا رؤية تجمع بينهم في مجال الفنون وتبادل الخبرات والأفكار والخيال، حيث إن الفن المفاهيمي لا يشترط تقديم عمل جميل بقدر ما هو عمل يحمل قيمة ومفهوماً ويمكن قراءته من قبل المتلقي».

وتشير نرجس يوسف المشاركة عن سجايا فتيات الشارقة، وقد شاركت في ملتقى الفنون الثاني، إلى أن أبرز ما قدمه ملتقى الفنون بدورته الرابعة لها هو تنشيط الخيال الفني لديها، وتضيف:«يشكل لي الملتقى قيمة كبيرة من خلال تعليمي أنواعاً من الفنون غير التقليدية والتي لولاه لما اطلعت عليها، ويشكل لي استراحة من المذاكرة وتعلم شيء جديد بالإضافة إلى تطوير الخيال الفني وقدراتي على التعامل مع الألوان والأشكال، ففي المرة السابقة من مشاركتي كانت التيمة عن فن الكولاج، وهذا الملتقى يجسد الفن المفاهيمي، وهذا التنوع والاختلاف هو ما يجعله جذاباً في كل مرة»، وعملت يوسف على مشروع يجسد ماضي الدولة وحاضرها بشكل فني.
وبالرغم من أنها المرة الأولى التي يشارك بها عمر الحمادي، عن مراكز أطفال الشارقة، إلا أنه وجد في الملتقى أهم مكان يتمكن فيه من تقوية مهاراته الفنية التي يمارسها في أوقات الفراغ، ويقول:«أحاول من خلال ما تعلمته وأجسده من فنون أن أقول إن الفن ليس مجرد لوحة وألوان، بل هو معان كثيرة تمكننا من تفريغ شحنات وطاقات كبيرة بداخلنا، وهو على أنواع كثيرة جداً، يمكن تحويل أية قطعة إلى مجسم فني بحسب قدراتنا، وليس بالضرورة أن تتوفر لدينا الألوان والأوراق، وهو ما يمكننا أن نستخدم من النفايات ما نعيد تدويره ونعبّر به عن أفكار خلَّاقة».
وعمل الحمادي على مشروع فني عبارة عن قوارب تحفيزية تمكن كل شخص من كتابة عبارة تحفيزية على أحد القوارب الملونة، وهو نمط من أنماط فن الأوريجامي.
سعيد الطنيجي من ناشئة الشارقة، يشير إلى أن هذا الملتقى ركَّز بشكل كبير على الخيال وهو ما يختلف فيه عن ملتقيين سابقين كان قد شارك بهما، ورغم أنه الآن في السنة الأخيرة من الثانوية العامة وفي التخصص العلمي تحديداً،لكنه أحب المشاركة ليحقق له غايتين، الأولى هي تعلم نمط جديد من الفنون والأخرى هي تفريغ طاقاته الفنية مما سينعكس عليه إيجابياً في الدراسة، ويشير قائلاً:«يمنحنا الفن المفاهيمي التعبير عن أفكارنا بعدة وسائل وتثير تفاعل حواسنا الخمس، وهو أمر يكثف من عمل الفنان ويجعله يصب جهوده فيه لأجل الخروج بالمعنى المطلوب».
وعبر الطفل جاد المالح المشارك من مؤسسة فن، عن سعادته بالمشاركة في ملتقى الفنون، كونها المرة الأولى التي يمارس فيها الفن وبرفقة عدد من ذوي التجارب من حوله، مما جعله يستفيد من عدة جوانب، وقدم المالح لوحة رسمها بطبعات كفيه الملونة وشكلت ما يشبه الشجرة دون استخدام أية أدوات.

Image