عمان: تمكن فريق بحثي من طالبات كلية العلوم التطبيقية في صحار من ابتكار حقيبة ذكية للأطفال ذوي الإعاقة الحركية والحسية والإدراكية، تحفز للعملية التعليمية لفئة المعوقين من الأطفال، تحتوي على تطبيق يدعم عملية التعليم بطريقة سلسة وسهلة ويوفر تقنيات حديثة تفاعلية، وكذلك أيضا يسهل عملية التواصل مع الآخرين في المجتمع. يتكون الفريق البحثي من فاطمة بنت عبد الله المجينية، وجليلة بنت راشد الدايرية، وعبير بنت عيسى الهاشمية، ورقية بنت محمد الغسينية بإشراف من الدكتور هلال المقبالي….
وقالت فاطمة بنت عبد الله المجينية أن حقيبة المعوقين تحتوي على مجموعة من التطبيقات العملية، والتي تشتمل على العديد من الفوائد للمجتمع والأفراد، والهدف من إنشاء هذه الحقيبة هو لمساعدة الأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد على التواصل والتفاعل مع عائلاتهم وأصدقائهم، حيث تعتبر هذه الحقيبة هي الأولى من نوعها في السلطنة التي تدعم اللغة العربية بشكل عام والثقافة الإسلامية بشكل خاص، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحقيبة تحفز هذه الفئة للتحدث باستخدام الصور والأصوات والتي بدورها تجعل عملية التواصل والتعليم سهلة وميسرة.
أهمية البحث
وأضافت «يعمل المشروع الابتكاري إلى استخدام التكنولوجيا لإيجاد حلول للمشاكل والصعوبات التي تواجه بعض الأفراد في الحياة، حيث يواجه المعوقون مجموعة من الصعوبات في الحياة، منها صعوبات في التواصل مع ذويهم وأصدقائهم والآخرين في المجتمع، وتواجه فئة الأطفال من المعوقين العديد من الصعوبات التي تعرقل تعليمهم مما يترتب عليه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية».
أهداف المشروع
من جهتها قالت جليلة بنت راشد الدايرية «توفر حقيبة المعوقين مجموعة من الحلول الذكية والتي تستخدم في التواصل والتعليم، وهذه الحلول مبنية على أساس علمي، وكذلك على احتياجات الأفراد من المعوقين، وجميع هذه الحلول جمعت في تطبيق إلكتروني واحد ليسهل على ولي الأمر من استخدام أكثر من نشاط للطفل في نفس الوقت، ويمكن استخدام هذه الحقيبة في المنازل عن طريق ولي أمر الطفل، وفي مؤسسات الرعاية للأطفال المعوقين».
الفئة المستهدفة
وأضافت يستهدف المشروع الأطفال من فئة المعوقين كصعوبات التعلم والتوحد في المدارس والمراكز الاجتماعية لمساعدتهم على التفاعل في المجتمع ليكونوا من الأعضاء المنتجين في المجتمع.
وأكدت عبير بنت عيسى الهاشمية أن المشروع الحالي يتكون من 3 برامج، وهو برنامج تعزيز النطق: الذي يتضمن عدة ألعاب تشجع الطفل على التحدث بصوت مسموع من خلال ظهور صورة تجذب الطفل عندما يبدأ بالتحدث فإن هذه الصورة تكبر شيئا فشيئا كلما ازداد ارتفاع الصوت، مما يشجع الطفل على التحدث بصوت مسموع، وأيضا تعزز هذه الحركة مخارج الحروف وبالتالي تسهل عليه نطق الحروف، وهذا بدوره يسهل عملية التعليم بين الطفل ومعلمه، وأيضا يساعد على التواصل الفعال.
وأضافت يتضمن البرنامج أيضا برنامج تعزيز النفس بحيث يشجع الطفل على ضبط النفس أثناء الحديث، ويتكون هذا البرنامج من لاقط صوتي، ومصابيح، ومروحة وقصاصات، حيث يعمل هذا البرنامج من خلال التحدث في الميكروفون، وأثناء بدء الطفل بالتحدث تبدأ الأضواء بالظهور، وتزداد عدد المصابيح المضاءة كلما تحدث بصوت أعلى ومسموع فإذا وصل الحد الأعلى من الإضاءة تتحرك المروحة، وهذه المروحة تؤدي إلى تطاير القصاصات، وهذا البرنامج بدوره يشجع الطفل على أداء اللعبة مما يعود بالنتيجة الفعالة له، وبرنامج الرسم والتلوين: ويتكون هذا التطبيق من جانبين: جانب للتلوين مما يساعد الطفل على تحريك أطرافه، كما يوجد به قسم آخر للتعرف على الألوان من خلال وجود ميزة نطق الألوان عند الضغط على اللون المحدد.
تطوير المشروع
من جهتها قالت رقية بنت محمد الغسينية أن المشروع له خطة مستقبلية، ويعمل فريق تطوير المشروع يعمل بخطة واضحة لتحقيق الأهداف المبتغاة من أجل إيجاد حياة أفضل للأشخاص من فئة المعوقين، كما يوفر أيضا حلولا تقنية ذكية لمساعدتهم من أجل تسهيل حياتهم اليومية، ويقوم الفريق بإصدار منتج جديد يضاف للحقيبة سنوياً من أجل ضمان استمرارية وديمومة الحقيبة. وأضافت «ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف فإن فريق العمل سيقوم بعمل الكثير من المقابلات مع أشخاص متخصصين في هذا المجال لأجل فهم هذه الفئة بشكل أفضل والحصول على معلومات موثوقة، وسيقوم الفريق أيضا باختبار المشروع مع أشخاص من هذه الفئة لقياس مدى نجاحه، وتقيم القدرة الفعلية على مساعدة الأفراد من فئة المعوقين والأطفال على وجه الخصوص».
وأوضحت يطمح الفريق على توسيع دائرة ونطاق الخدمة بتوفير المساعدة اللازمة لشريحة أكبر من فئة ذوي الإعاقة كفئة الإعاقة الحركية من خلال توفير حزمة ألعاب وأدوات مادية تقوي لديهم العضلات من خلال اللعب فتحسن بدورها القدرة الحركية لدى الطفل، وأيضا من خلال توفير القدرة على التحكم بالتطبيق من خلال نظرة العين.
التوصيات
يوصي فريق العمل باستخدام التطبيق للفائدة الفعلية كما يراها الخبراء في هذا المجال فهو يساعد الأطفال من هذه الفئة على تسيير حياتهم اليومية فهو يدعم ويعزز لدى الطفل قدرة الإدراك كما يدعم أيضا عملية اندماجهم مع المجتمع لقدرته الفعالة على مساعدة الطفل في عملية تنظيم النفس مما يعزز لديه القدرة على النطق جيدا.
الإنجازات
ونظرا لأهمية المشروع والأهداف المختلفة التي يسعى إلى تحقيقها، فقد شارك الفريق البحثي في جائزة الغرفة للابتكار التي نظمها مجلس البحث العلمي، وتمكن من التأهل إلى المرحلة الثالثة والنهائية على مستوى السلطنة بعد منافسة مع أكثر من 460 مشروعا متوزعين على سبعة مراكز في السلطنة، عبر ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى والتي كانت على مستوى محافظة شمال الباطنة ومسندم كان الفريق من ضمن الفرق الخمسة المتأهلة للمرحلة الثانية، وفي المرحلة الثانية تمت تصفية الفرق الخمس وتقييم جودة العمل ليحصل الفريق على المركز الأول ويتأهل للمرحلة الأخيرة على مستوى السلطنة، حيث تأهل للمرحلة الثالثة والأخيرة أربعة عشر مشروعا من مختلف محافظات السلطنة، ولم يكن للفريق نصيب من المراكز الأولى ولكن الفوز الأكبر هو اكتساب المعرفة وعلى الحصول على الدعم من المؤسسات المختلفة، كما حضر الفريق المنتدى العالمي لرواد الأعمال الشباب، وهو المؤتمر الأول من نوعه في السلطنة وذلك لمدة يومين على التوالي، والذي أقيم في جامعة السلطان قابوس، حيث ناقش المؤتمر أهم المواضيع الأساسية في ريادة الأعمال، وكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق، إضافة إلى ذلك تعلم الفريق كيفية إعداد جدوى اقتصادية، كما قام الفريق بإرسال ورقة عمل قصيرة للمشاركة في مؤتمر كلية ولجات للعلوم التطبيقية، وتم قبولها لعرضها في المؤتمر المقام في مسقط خلال الفترة القادمة، وحظي الفريق بفرصة إعلامية للتحدث عن المشروع في برنامج فكرة التلفزيوني، حيث يقوم هذا البرنامج بعرض أفكار الشباب المبدعين، وكان لحقيبة ذوي الامتيازات الخاصة نصيب من البرنامج.
الجهات الداعمة –
وتقف وراء دعم المشروع عدد من الجهات، ومن أبرز الجهات التي دعمت وساندت الفريق الطلابي خلال فترة المشروع، هي: كلية العلوم التطبيقية بصحار، مراكز الوفاء الاجتماعي التطوعي بولايتي لوى والرستاق وخصوصا مركز الوفاء الاجتماعي بولاية لوى الذي كان مرجعا لتزويد الفريق بالمعلومات المهمة، كما أنه قام بتجربة النماذج التجريبية للتطبيقات على بعض الأطفال وقياس مدى فعاليتها، وكذلك بعض الأشخاص المختصين بهذا المجال.
يذكر أن التكنولوجيا تتطور بشكل سريع وفعال في العصر الحالي، فأصبح كل شيء مرتبطا بالتكنولوجيا مما أدى إلى جذب اهتمام الباحثين بشكل أكبر، للاستفادة من التقنيات الحديثة لتسهيل المهام اليومية المختلفة والبحث عن الدقة والجودة، وبالإضافة إلى ذلك فإن استخدام التكنولوجيا يدخل في العديد من المجالات ومنها مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولذلك فإن تطوير التقنيات المختلفة يمكن أن توفر حياة أفضل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومع التطور المتسارع لاستخدامات التطبيقات الذكية في الحياة، ونظرا لحاجة المجتمعات الى تطبيقات إلكترونية ذكية لدعم وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقات الإدراكية والحسية.