طلاب لبنانيون على خطى آينشتاين

الخليج: في عصر التكنولوجيا، ليس من عائق يمنع الشباب العربي من تحقيق إنجازات في عالم الروبوت، طالما وجدت اليد الحاضنة والعين الساهرة لمواكبة أحلام ابتكارات الشباب الصاعد. هذا ما أثبته فريق لبناني من طلاب

مدارس عدة بدعم من «نادي التكنولوجيا» في «جامعة رفيق الحريري»، تُوّج بالفوز في مسابقة الروبوتات العالمية الأولى، التي أُقيمت بالعاصمة الأمريكية واشنطن الشهر الماضي.

في حفل التكريم الذي أقامته الجامعة بهذه المناسبة، كان الطلاب الأربعة: كريم كوثراني، وسام ملاعب، شادي العريضي، وكريم هيمور، نجوم الحدث السعيد، والشباب الواعد في انتزاع لقب جائزة «التميّز العالمي لألبرت آينشتاين»، في مباراة الألعاب الأولمبية للرجل الآلي، الأولى من نوعها في العالم، وحقق الفريق المركز الثالث من بين 160 فريقاً، يمثلون 160 دولة من ضمنها الولايات المتحدة، الصين واليابان.
بعبارة «إنهم مخترعو الغد»، خاطب رئيس الجامعة الدكتور أحمد صميلي الشباب الفائز، مثنياً على «أهمية انخراط الشباب في ركب الاختراعات والابتكارات لتصاميم روبوتات مبتكرة»، متوجهاً بالتهنئة إلى الطلاب ومدارسهم وأهاليهم، وبالشكر إلى رجل الأعمال اللبناني انطوني ستيفان، الذي ساهم في تمويل تكلفة سفر الطلاب وإقامتهم في واشنطن. أمّا الدكتور بسام مسلم، المشرف على تدريب الطلاب في النادي، فبدا فخوراً بإبداع الفريق اللبناني من خلال روبوت مصمم بشكل متقن ومبتكر، وفي حسن تفاعل الفريق مع الفرق المشاركة، وهو ما أثمر فوزاً بجائزة التميّز. وقال: «أبرز الطلبة الفائزون وجه لبنان الحضاري من خلال التواصل والتفاعل مع فرق الدول الأخرى، وأعطوا مثلاً يحتذى به، وبأن التفاعل والتعاون بين مكونات الوطن، مهما كان صغيراً، يؤسس لنتائج كبيرة».

بعد عرض مباشر لعمل الروبوت من الطلاب أمام الحضور، شرح المشرف مسلم تفاصيل اختراع الطلاب الذي يتمحور حول تقنية المياه، قائلاً: «في كل مسابقة، يقوم الطلاب بتصميم روبوت خاص بهم بناء على موضوع معين، هذه السنة كان الموضوع تنظيف المياه الملوثة»، وأضاف: «كانت مهمة الروبوت أن يجمع كرات ملونة تمثّل جزيئيات المياه من أرض الملعب ويفرزها معتمداً على إحساس الضوء بحسب لونها. فكان عليه أن يضع الكرات الزرقاء التي تمثل الجزيئيات النظيفة في مكان على مستوى الأرض والكرات البرتقالية التي تمثّل الجزيئيات الملوثة بقذفها بقوة لإيصالها للهدف العالي». وتابع: «يحصل كل فريق على مجموع نقاط على أساس عدد الكرات التي سجلها في الهدف. ويفوز في آخر المباراة الفريق الذي يحصل على أكبر عدد من النقاط».

الطالب كريم كوثراني، (16 عاماً – ثانوية حسام الدين الحريري)، تحدث عن مهمته الرئيسية ضمن الفريق، وقال: «توليت برمجة الروبوت لكي يقوم بالفرز ووضع كل مجموعة في مكانها». وعن تجربة المشاركة، واصل قائلاً: «سبق أن شاركت في مسابقات داخل لبنان والخارج، إلا أنها المرة الأولى التي أفوز فيها بمسابقة عالمية». وأضاف: «تعلمت الكثير عن عالم الروبوت واستفدت الكثير من الخبرات في الخارج التي ستسهم في مجال هندسة الميكانيكا والطيران والساتلايت الذي أنوي التخصص به»، داعياً إلى إعطاء الشباب مزيداً من الدعم للوصول إلى مستوى متطور.
الطالب وسام ملاعب، (18 عاماً – مدرسة الأرز الثقافية)، يستعد لخوض غمار التخصص الجامعي في هندسة الميكانيكا، قام بتركيب الروبوت مستعيناً بقطع مخصصة للمسابقة وركّبه بمساعدة زملائه خلال شهر من التدريب، كما قام بالتحكم به خلال المسابقة، وعلق على ذلك قائلاً: «منذ خمس سنوات أشارك في مسابقات محلية وعالمية، بدءاً من منافسات وجوائز ضمن فريق المدرسة التي أنتمي إليها، كما حققت في العام 2015 المركز الأول في البطولة العالمية للروبوت». ويضف: هذه المشاركات تعطي اندفاعه كبيرة من أجل تطوير أفكارنا واكتساب خبرة العمل الجماعي معاً، معتبراً أن الفوز بمثابة فخر للشباب العربي.
الطالب كريم هيمور، (مدرسة سبيل الرشاد)، الذي غاب عن حفل التكريم بداعي السفر، فقد تولى المساعدة في تركيب الروبوت وجمعه.. في حين اهتم شادي العريضي بتجهيز الفريق بالملابس وتزيين مكان تواجد الفريق اللبناني في المسابقة وأيضاً في مهمة التواصل مع الفرق المشاركة.

Image