طالبات يكافحن التلوث باستخدام النباتات

الخليج: قدمت طالبات كلية العلوم في جامعة الإمارات ضمن مشروعهن «البكتيريا النافعة لتحسين كفاءة المعالجة الحيوية لتلوث التربة بالنفط الخام باستخدام النباتات»، الفائز بجائزة أفضل بحث علمي في مجال

الكيمياء التطبيقية والكيمياء الحيوية، وأفضل بحث علمي على مستوى جامعات الدولة في مسابقة بالعلوم نفكر2017، ابتكاراً جديداً لتحسين كفاءة المعالجة الحيوية للتلوث النفطي باستخدام النباتات.

واعتمدت فكرة المشروع على استخدام البكتيريا في دعم قدرة نباتات العائلة النجيلية على المعالجة الحيوية للتلوث النفطي، ويمكن الاستفادة أيضاً من هذا الابتكار في تنظيف التربة من أي تلوث كيميائي، وزيادة قدرة المزروعات على تحمل الملوحة أو الجفاف في الدولة.

تتحدث الطالبة سارة الراشدي، قسم علوم الحياة عن فوزهن، قائلة: «حصد فريق المشروع الذي يتكون من الطالبات مريم إسماعيل ونورة الأحبابي ونايلة جان إضافة لي، ومشرف المشروع الدكتور خالد عباس غرابيل، جائزتين في مسابقة بالعلوم نفكر 2017، والجائزة الأولى كانت عن أفضل بحث في مجال الكيمياء التطبيقية والكيمياء الحيوية، والجائزة الثانية لأفضل بحث علمي على مستوى جامعات الدولة، وتم تكريمنا من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في حفل كبير».
وتوضح الطالبة مريم إسماعيل، قسم علوم الحياة فكرة مشروعهن، قائلة: «كان الغرض من هذه الدراسة تحسين كفاءة المعالجة الحيوية للتلوث النفطي في التربة باستخدام النباتات مع خليط من البكتيريا النافعة، وبالأخص نباتات العائلة النجيلية مثل حشيش الرودس، والذي يستخدم في الدولة كأعلاف حيوانية، حيث إن المعالجة الحيوية للتلوث النفطي باستخدام البكتيريا وحدها أو استخدام النباتات فقط، أمر معروف ولكن تقابله العديد من المعوقات، وبالتالي اعتمدت هذه الدراسة على استخدام البكتيريا في تحسين قدرة النباتات على المعالجة الحيوية للتلوث النفطي، من خلال إفرازها لإنزيم مهم اسمه ACC deaminase، والذي يقوم بتكسير هورمون الإيثيلين، والمعروف باسم Stress Ethylene، والذي يتكون فقط تحت ظروف الإجهاد البيئي والإجهاد الفسيولوجي نتيجة وجود التلوث النفطي، ما يؤدي إلى ضعف كبير في نمو النباتات المستخدمة في تنظيف التربة من الملوثات البترولية.

وتشرح الطالبة نورة الأحبابي، قسم علوم الحياة آلية عملية إنزيم ACC deaminase، قائلة: بعد أن تفرز البكتيريا هذا الإنزيم وبكميات كبيرة في المنطقة حول الجذور الليفية للنباتات من العائلة النجيلية المستخدمة في تحسين كفاءة المعالجة الحيوية للتلوث النفطي في التربة، يعمل هذا الإنزيم على التقليل من تكوين هورمون الإيثيلين في جذور وأوراق النباتات المستخدمة في البحث، وبالتالي إنقاص تركيزه داخل النباتات يؤدي إلى زيادة كبيرة جداً في نمو الجذور والأوراق، ومن ثمّ إلى زيادة قدرة النبات على امتصاص البترول من التربة، ومعالجة التلوث النفطي بشكل أفضل بكثير من استخدام البكتيريا على حدة أو النباتات على حدة».

وتقول الطالبة نايلة جان، قسم كيمياء حيوية: «هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في الدولة وفي منطقة الخليج، في استخدام طريقة آمنة وصديقة للبيئة لمعالجة التربة من الملوثات البترولية، ومن مميزات هذه الطريقة أنها اقتصادية، ولا تتطلب عمالة كثيرة، ويمكن استخدامها في أي نوعية من التربة، ويمكن أيضاً استخدام هذه الطريقة في تنظيف التربة من أي تلوث كيميائي، أو في حالات علاج قدرة النباتات على تحمل الملوحة أو الجفاف، وبالتالي تساهم هذه الطريقة في تخضير الصحراء، وفي الأماكن التي يوجد بها تلوث نفطي أو تعاني مشاكل بيئية أخرى».

Image