الخليج: رفعت طالبتان في قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم جامعة أبوظبي، شعار «افتحوا أبواب التواصل بين الآباء والأبناء»، لحملتهما التوعوية من أجل تطوير العلاقات داخل الأسرة نحو بيئة أسرية صحية.
وقامت اليازية الشامسي ومريم النيادي بإعداد صفحات عبر مواقع برامج التواصل الاجتماعي «انستجرام وتويتر» لتوصيل مضمون الحملة على نطاق واسع، واستخدامها في تحفيز سبل التواصل الإيجابي بين الآباء والأبناء، واتخذتا من منطقة «سيتي ووك» في دبي مكانًا لإطلاق فعاليات حملتهن وتوصيل رسالتها إلى زوار المكان.
تحدثت الطالبة مريم النيادي عن أهمية تلك الحملة والفئات المستهدفة فيها، قائلة: ازدادت الهوة بين الآباء والأبناء في كثير من الأسر، بسبب شعور الأبناء بصعوبة الاقتراب من آبائهم والحوار معهم فيما يواجههم من مشكلات دراسية أو نفسية أو اجتماعية والبوح بها، واتهام الآباء أبناءهم بالجحود والهروب من تحمل المسؤولية والسطحية، وغيرها من الأسباب التي انعكست سلبا على دفء العلاقات الأسرية، ومن هنا جاءت فكرة تنظيم حملة توعوية لحث الأهالي على احتضان وتقبيل أبنائهم، والتعبير عن حبهم لهم، وكانت أولى خطواتنا في تنظيم حملتنا ملاحظة ودراسة سلوكيات الآباء مع الأبناء، وإجراء مقابلات استطلاعية مع عدد كبير من الآباء والأبناء للتعمق أكثر في أسباب هذه المشكلة، حيث استهدفت الحملة الآباء كفئة رئيسية والأبناء كفئة ثانوية. وتوضح اليازية الشامسي آليتهن في توصيل رسالة الحملة، فتقول: انطلقنا في اتجاهين متوازيين لتوصيل رسالتنا لأكبر عدد من الآباء والأبناء، وقمنا بتصميم صفحتين على برامج التواصل الاجتماعي «تويتر وانستجرام»، لتوصيل مضمون الحملة على نطاق أوسع، واستخدمنا وسائل جذابة لتحفيز سبل التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة، وفي الاتجاه الثاني انطلقنا من منطقة «سيتي ووك» لتنظيم فعالياتنا، واخترنا أن تحمل طابعا ترفيهيا جذابا لزوار المكان، ومن ضمن الأنشطة التي تضمنتها الحملة، وضع لوح كبير يكتب عليه كل من الآباء والأبناء رسائل قصيرة تعبر عن مشاعرهم تجاه بعضهم، وأخذ صور فورية لهم وهم يحملون شعار الحملة على شكل مفتاح كصورة تذكارية هدفها تذكيرهم برسالتها، أيضا قمنا بتوزيع هدايا ترويجية للآباء على شكل ميدالية بها مفتاح عليه نصيحة موجهة للآباء لتشجيعهم على إظهار عاطفتهم الفطرية لأبنائهم، وفتح أبواب التواصل والثقة بينهم، أما الأبناء فقمنا بتوزيع قطع من حلوى الكعك عليهم، وضعنا بداخلها رسائل صغيرة تحتوي على نصائح حول كيفية تطوير التواصل الإيجابي مع آبائهم، وقمنا كذلك بتوزيع كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية، تتناول أهمية العناصر الأربعة التالية وهي الاستماع، المودة، العاطفية، والتواصل الإيجابي في تحسين وتعزيز علاقة الآباء بأبنائهم.
وعن رد الفعل على الحملة، قالت مريم النيادي: لاقت بالفعل اهتماماً كبيراً من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وزوار منطقة «سيتي ووك» في دبي، وتلقينا مشاركات مميزة من بعض الآباء والأبناء الذين تفاعلوا واتفقوا معنا على أن العاطفة تلعب دوراً حاسماً في العلاقات الأسرية بين الآباء والأبناء.
وتتابع الطالبة اليازية الشامسي الحديث عن أهم ما ركزت عليه الحملة، قائلة: لا شك في أن أهم العوامل المغذية للفجوة بين الآباء والأبناء، وتتعلق بعصرنا الحالي، دخولنا إلى عالم التكنولوجيا والإنترنت، فجيل اليوم قادر على استخدامها ببراعة، ودخول غرف المحادثات لساعات طويلة مع أشخاص جدد لا توجد بينهم أي علاقة أو معرفة، وهذا التواصل يزيد من مشكلة الوالدين خصوصا مع افتقادهم لغة التفاهم، ما يجعل شباب اليوم يعيش أكثر في عزلة عن آبائهم، ويفقدون مع الوقت الشعور بالانتماء إلى الأسرة، أيضاً قسوة الأهل وعدم درايتهم بكيفية تربية الأبناء تزيد من عمق هذه الفجوة، فالآباء يريدون أن يكون الأبناء تحت سمعهم وطاعتهم، وعلى النقيض يبحث الأبناء عن الاستقلالية ومحاولة الشعور بالذات، وبالتالي يجب على الآباء أن يفهموا طبيعة كل مرحلة عمرية لأبنائهم حتى يتحقق التوافق والانسجام بينهم.