الخليج: هيئة الطرق والمواصلات بدبي تؤكد دائماً أنها سباقة، ومن منطلق حرصها على تحقيق رؤية الدولة بتعزيز ثقافة الابتكار بين فئة طلاب الجامعات والمدارس، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع تنظم ورش عمل، بعنوان
«أنا أبتكر»، بالتعاون مع مؤسسة إنجاز الإمارات.
يتشارك في الورش متطوعون من الهيئة، ومشرفون من إنجاز مع مجموعات مختلفة من طلبة وطالبات المدارس والجامعات في دبي، لطرح أفكار هؤلاء الطلاب حول رؤية الإمارات، وإمارة دبي على وجه الخصوص في موضوع المواصلات، وتنظيم الطرق، ومنع الاكتظاظ المروري، والعديد من الأشياء التي من شأنها أن تعطل من مسيرة دبي في مجال الطرق والمواصلات، والتي تصنف من أفضل شبكات الطرق والمواصلات على مستوى دول المنطقة، بل والعالم أيضاً.
تواصلنا مع هيئة الطرق والمواصلات لنتعرف إلى تلك الورش العملية التي ينظمونها مع «إنجاز» وطبيعتها، وحضرنا واحدة من تلك الورش الحية، لنتعرف عن قرب إلى الأفكار والابتكارات ، وأسس اختيارها .
المهندس فهد السويدي، مدير إدارة الأداء والتطوير المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، حيث تحدث في بداية الأمر عن الاتفاقية بينهم وبين إنجاز الإمارات، وأهدافها الرئيسية، حيث يقول: تعمل الهيئة دائماً على صقل أفكار فئة المبدعين وجدواها من طلاب الجامعات والمدارس، وكذلك مختلف شرائح المجتمع والشركاء والمتعاملين، تحقيقاً للهدف الثالث في استراتيجية الابتكار لهيئة الطرق والمواصلات، والمتمثل ب «إحداث تأثير ملموس على مختلف الأصعدة: اجتماعياً، مالياً، عملاء، من خلال مواجهة التحديات كافة، بهدف تحقيق تنقل آمن وسهل للجميع».
ويضيف: في إطار هذا التوجه الاستراتيجي، قامت الهيئة بتوقيع اتفاقية مع «مؤسسة إنجاز الإمارات»، تهدف للعديد من الأشياء، أهمها تعزيز ثقافة الابتكار لدى شريحة طلاب الجامعات والمدارس، والتي تعتبر ممثلة لأكبر مؤسسة عالمية غير ربحية لتدريب الشباب وتأهيلهم للأعمال والدخول إلى سوق العمل في الإمارات، حيث تمتد هذه الاتفاقية على مدار عامي 2016 و2017، إلى جانب إحداث شراكات نوعية مع منظمات ومؤسسات المجتمع إلى جانب شركاء قطاع الأعمال.
وعن الورش التي عقدت منذ بداية الشراكة وحتى الآن وأبرز أفكارها، يقول السويدي: ورشة «التوعية بوسائل المواصلات العامة»، لطلاب مدرسة زعبيل وجامعة زايد، في فندق «إتش هوتيل»، وورشة «نحو دبي الذكية»، لطلاب الصف الثاني عشر، في مدرسة المهارات الحديثة.
أما عن أبرز الأفكار التي تمت مناقشتها فتمثلت في الآتي: «طرق متعددة للتوعية بوسائل المواصلات العامة، أهمية استخدام وسائل النقل العامة، حلول مبتكرة للتشجيع على استخدام وسائل النقل العامة، حلول وتطبيقات ذكية لتسهيل استخدام المواصلات العامة، حلول وتطبيقات ذكية لإرشاد مستخدمي المواصلات العامة، وإتاحة خيارات الدفع الإلكتروني المباشر، وأخيراً وسائل نقل صديقة للبيئة مثل الدراجات الكهربائية، والعربات المعلقة، والسيارات الكهربائية، ومواقفها».
ويوضح السويدي أن الورش تستخدم عدة تقنيات تساعد الطلاب على توليد الأفكار، والتدريب على آليات وأدوات التفكير الإبداعي، بما يخدم أهداف ومشاريع وخدمات وتطلعات الهيئة، حيث تؤكد أن مستقبل خدمات وقطاع المواصلات والنقل في دبي، الركيزة الرئيسية خلال عقد هذه الورش.
وعن أبرز المحاور التي يتم تناولها يوضح قائلاً: الخدمات التي تقدمها الهيئة للطلاب، قطاع النقل في دبي 2030، سلوكيات السائقين الشباب، مبادرات الهيئة لعام القراءة، والعديد من الأشياء التي سنكشف عنها لاحقاً.
وأنهى السويدي حديثه قائلاً: هيئة الطرق والمواصلات بشكل عام تولي محوري الإبداع والابتكار، عناية خاصة، وحرصت على أن يكون حاضراً في مختلف مشاريعها، إيماناً منها بأن نموها وتقدمها وقدرتها على المنافسة، في ميادين التميز، يعتمد بشكل كبير وأساسي على اعتمادها نهج الإبداع والابتكار، وتقديم القيمة المضافة، في جميع مشاريعها وخدماتها، لمواجهة تحديات النقل في إمارة دبي، حيث قامت الهيئة بالتعاون مع أفضل الجهات العالمية بتطوير استراتيجية الهيئة للابتكار، لتشكيل خريطة طريق نحو دبي المستقبل، ولم تكتف الهيئة بهذا القدر، وإنما دأبت، ومن مبدأ مواكبة أحدث وأفضل الممارسات على تحديث هذه الاستراتيجية، وفي أكثر من فرصة، بما يخدم الطموحات المتجددة للهيئة وحكومة دبي.
ويقول محمد المنصوري من مدرسة دبي الوطنية فرع البرشاء، والذي نال فريقه المركز الأول لفكرتهم، في تحديد شكل المواصلات العامة بدبي عام 2030، حيث يقول: يتكون فريقنا مني، وخمسة أشخاص هم: «عمر العوضي، مصطفى القليوبي، ماجد القاسم، عبد الله الخوري، وخليفة منصور»، وقد اجتمعنا معاً بشكل عشوائي، حيث عرض علينا المشرفون على الورشة، أن نجمع فريقاً من ستة أشخاص، واتفقنا معاً، وبالفعل جاءت أفكارنا إلى حد كبير متشابهة، وبالفعل جلسنا وتشاورنا أثناء انعقاد ورش العمل، واتفقنا على شكل المواصلات في دبي ل 2030، ولدينا في دبي مشكلة مع الطاقة، وليس لدينا طاقة متجددة وقررنا أن نأتي بمشروع نستخرج منه الطاقة المتجددة، وبشكل مبسط تعتمد الفكرة اعتماداً كلياً على عجلات السيارة، ومع احتكاكها المستمر مع الأرض، والتي ستكون مجهزة بأجهزة تساعد على إنتاج طاقة كهربائية، تولد الضوء لأعمدة الإنارة بالشوارع.
ويضيف : يتم تخزين الطاقة الناتجة من احتكاك عجلات السيارات مع الطريق، ومن ثم نستخدم تلك الطاقة في أعمال الإنارة والعديد من الأشياء الأخرى، خصوصاً أنها ستتفوق على الطاقة الشمسية، وستنتج كهرباء بشكل كبير، وإذا قمنا بتطوير الفكرة أكثر، وأصبحت في مترو دبي، سيكون إنتاج الطاقة أضعافاً مضاعفة، نظراً لسرعة المترو التي ستساعد على توليد طاقة لبنايات سكنية.
ويوضح عبد العزيز الشامسي: يشارك معي في الفكرة التي فازت بالجائزة الثانية، التي قمنا بطرحها، خمسة أشخاص ، هم: ثامر الغثياني، عبد الله رياض، عمر راشد المهيري، عبد الله العمري، ويوسف أدهم، وقد طرحنا فكرة جديدة تساعد على حل مشكلة المرور داخل دبي، والتي يعانيها الكثير من سكان دبي والعاملون فيها، وركزنا فكرتنا على طريق الاتحاد، خصوصاً من دبي إلى الشارقة، والعكس، فهناك طريقان، يكون واحد منهما مكتظاً في ساعات النهار، والآخر في الساعات الليلية، وبالتالي توجب علينا عمل فكرة تساعد على حل هذا الموضوع، ومن ثم تطبيقها على الأماكن الأخرى المشابهة لتلك المنطقة.
ويقول عبد العزيز الشامسي في البداية سعدنا بتلك المشاركة، وتعرفت إلى الكثير من الزملاء من مدارس أخرى، ولديهم العديد من الأفكار المميزة، واستفدنا كثيراً من بعضنا البعض، إضافة إلى هذا أن تلك الورش بمثابة مختبر كبير للتجارب، خاصة مع توفير هيئة الطرق والمواصلات، ومؤسسة إنجاز الإمارات الإمكانيات كافة، لإخراج الأفكار والابتكارات من داخلنا جميعاً.
ويضيف صديقه ثامر الغثياني: نعتمد في فكرتنا على أن يكون الحاجز بين الطريقين مصنعاً ديناميكياً، أي يتم تحريكه حسب الحاجة، ففي ساعات النهار الأولى، يكون واحد من الاتجاهين في الطريق أوسع من الآخر، كي يستوعب أكبر عدد ممكن من السيارات، والعكس في ساعات الليل، وخروج الموظفين من الدوام، ونحن لن نعدل شيئاً في البنية التحتية للشوارع والطرق العامة، ولكننا اعتمدنا على تحسين الأداء لحل الأزمات المرورية في الأماكن ذات الاكتظاظ المروري.
ومن الفريق الذي حصل على المركز الثالث، التقينا عبد الله آل رحمة، وغزار هاني، حيث أكد آل رحمه أنها ليست المشاركة الأولى له بتقديم أفكار وحلول لبعض المشاكل الخاصة بدبي في بعض المجالات، حيث يقول عن مشاركته في مبادرة RTA وإنجاز: شاهدنا العديد من المقترحات والأفكار المميزة لبعض الزملاء الذين تشاركنا معهم في تلك الورشة، وجميعها ممتاز، وإن شاء الله، يكون لها مستقبل في ورش وأماكن أخرى، وبتطورات أكثر، وعن مشروعنا كفريق قمنا بعمل فكرة السيارات الطائرة، لتجنب الازدحام المروري بدبي، لتخفيف الازدحام وخلق طرق وأماكن جديدة، من شأنها الحفاظ على مظهر دبي الجمالي، وتكون إضافة لعديد من الأشياء الجذابة بتلك الإمارة.
وعن فكرتهم يقول غزار: تعتمد اعتماداً كلياً على الهندسة الميكانيكية، فالسيارة تقوم بتدوير العجلات استعداداً للطيران، ولا نقصد بالطيران مثل الطائرات، ولكن تكون بسرعات مساوية للسيارة العادية أيضاً، وهذا وجدناه في الأفلام قديماً واستهزأنا به، ولكن اليوم، وخلال الفترة المقبلة سيكون حقيقة على أيدينا.
نقطة انطلاق
قالت سلاف صالح الزعبي المدير التنفيذي لإنجاز الإمارات: نفتخر بشراكتنا مع هيئة الطرق والمواصلات، ونعتبر ورشة «أنا أبتكر» التي يدعمها مرشدو هيئة الطرق والمواصلات، نقطة انطلاق مهمّة لطلابنا، ليس لإكسابهم مهارات الأعمال والمشاريع فقط، بل لإطلاعهم على مستقبل دبي الابتكاري والمستدام أيضاً، فهم طلاب اليوم، وقادة أعمال ومبتكرو الغد.
اترك تعليقاً