ابتكارات روبوتية حديثة.. عقول الشباب هي الحل

الخليج: شارك عدد من طلاب جامعة خليفة، في معرض نجاح 2016، الذي أقيم الثلاثاء الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وعلى منصة الجامعة التي زارها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية

المعرفة، عرضت الجامعة عدداً من مشروعات هؤلاء الطلاب، عكست المستوى المتطور الذي وصلت إليه أبحاث الروبوتات في الجامعة، إضافة إلى التزام الجامعة بابتكار بحوث مشتركة، وتطوير التكنولوجيا في مجالات مهمة لمستقبل الدولة.

ويظل أهم ما كشفت عنه هذه المشاركات، هو المستوى الذي وصل إليها الطلبة، تفكيراً وابتكاراً وتنفيذاً، للمشاركة في حل مشكلات الحاضر والإسهام في صنع المستقبل.

على منصة جامعة خليفة في المعرض، عرض نظام محاكاة تفاعلي لقيادة السيارات، حيث صمم طلاب قسم الهندسة الصناعية وهندسة النظم في الجامعة، نظارات متطورة تُستخدم لتتبع العين، لإجراء دراسات حول التشتت أثناء القيادة. عن هذا المشروع، تقول أمل اليماحي، الطالبة في كلية الهندسة الصناعية، وهندسة النظم في جامعة خليفة، إن المشروع نظام مكون من جهاز محاكاة تفاعلي لقيادة السيارات، يستطيع من خلال النظارات تتبع ومراقبة نظرات السائق. الفائدة من هذا المشروع معرفة هل أنت في المكان الصحيح أم الخطأ، حيث يساعد المشروع السائق الجديد الذي ربما يقع في بعض الأخطاء.

تكنولوجيات متطورة

أحد المشاريع التي شهدها المعرض، كان عبارة عن غواصة تعمل عن بعد، مصممة للوصول إلى عمق 100 متر، يستطيع مشغل الغواصة السيطرة الكاملة عليها، وتحريكها في جميع الاتجاهات، باستخدام محركات خاصة، بهدف جمع بيانات عن الحياة البحرية، عبر كاميرات وأضواء «إل إي دي» وتكنولوجيات أخرى متطورة. والمشروع عرضه خمسة طلاب من جامعة خليفة، من تخصص الهندسة الكهربائية الإلكترونية والهندسة الميكانيكية، وهم: آمنة الجروان، نوف العماري، عبدالعزيز الزعابي، محمد الملا، عبدالله باسويد.

وتشير آمنة الجروان، الطالبة في كلية الهندسة الكهربائية الإلكترونية بالجامعة، إلى أن المشروع المعروض، وهو عبارة عن مركبة «غواصة» يُتحكم بها عن بعد، هي في شكلها أشبه بسمكة القرش، صممت بهذه الكيفية، لأن أكبر عمق في الخليج العربي يصل إلى 90 متراً، والذي من خلاله يستطيع مشغل الغواصة السيطرة الكاملة عليها وتحريكها في جميع الاتجاهات. وتلفت إلى أن المشروع يستخدم للأبحاث والاستكشاف والرقابة، حيث إن المركبة مزودة بكاميرات للتصوير ومجسات حسية.

وتؤكد نوف العماري، الطالبة في كلية الهندسة الكهربائية الإلكترونية، أن هدف مشروع التخرج الذي شارك فيه خمسة من طلبة الجامعة، استكشاف الأمور التي قد تعرض حياة الناس إلى الخطر، مضيفة أن تنفيذ المشروع استغرق نحو ثمانية أشهر، أي فصلين دراسيين، واصفة إياه بأنه مشروع «هندسي مائي».

فكرة سهلة ومبسطة

كذلك قام عدد من الطلبة بعمل مشروع تخرج، عبارة عن سيارة إطفاء تدخل إلى مكان الحريق، وتعمل السيارة أو الروبوت بجهاز تحكم، من خلال أجهزة الاتصال. ويشير د. هاني صالح، من قسم هندسة الكمبيوتر والإلكترونيات في الجامعة، إلى أن هذا الجهاز الذي قدمه الطلاب ضمن مشروعات التخرج في الجامعة، فكرته سهلة ومبسطة تعتمد على تقنيات متطورة، يمكن بواسطتها إطفاء الحريق عبر جهاز يوجد في السيارة يتم التحكم فيه عن طريق الهاتف أو «التاب»، للقضاء على الحريق في وقت وجيز، من دون أي جهد أو عناء، ودون التعرض للأذى.

وفي مشروع آخر تعاونت فيه جامعة خليفة مع مبادلة للتنمية وستراتا، وتم عرض نظام لطائرة من دون طيار، صممت باستخدام أحدث تقنيات التصنيع، قادرة على استخدام كمية أقل من الوقود مع حمولة أكبر، مزودة بتقنيات اتصال وقدرة على المناورة، أعلى من تلك الموجودة في الطائرات من دون طيار الحالية.

رأسمال بشري مؤهل

تؤكد جميع هذه المشاريع القدرات والمهارات المتميزة التي يتمتع بها الكثير من طلاب الجامعات، وخصوصاً جامعة خليفة، للمساهمة في استراتيجية الدولة في مختلف المجالات، باستخدام أحدث التقنيات لابتكارات وأفكار مميزة يمكن تطبيقها عملياً. فضلاً عن أن هذه الكوادر الوطنية الشغوفة بحب العمل، تبشر بمستقبل واعد ومشرف.
في هذا السياق قال د. عارف الحمادي، مدير جامعة خليفة، تسعى الجامعة إلى توفير أحدث المرافق والمختبرات، وكل ما يحتاج إليه الطلبة من دعم، لإجراء بحوث ذات أهمية في مجالات تصب في تعزيز اقتصاد الدولة وتقدمها. وقد صممت البرامج الأكاديمية لسد احتياجات الدولة من رأس المال البشري المؤهل على أعلى مستوى، وسواء قاموا بإجراء بحوث في الأنظمة الجوية أو الأمن الإلكتروني، فهم جميعاً من المتحمسين لإيجاد حلول للمسائل التي تواجهها مؤسسات الدولة.

Image