مبادلة الكتب.. مبادرة شبابية

مسقط: «الخليج»: برغم ثورة التكنولوجيا، لا يزال المجتمع العماني مجتمعاً قارئاً صديقاً للكتاب المطبوع، والدليل على هذا تنوع وعدد الفعاليات والمبادرات التي تشجع على القراءة، والإقبال عليها.

ويتعدد أصحاب هذه المبادرات، بين جمعيات متخصصة وأفراد ومنظمات أهلية، من هذا النوع مبادرة أطلقتها شركة «لتس جو» التي أسسها فريق من الطلاب العمانيين، وتخصصت هذه المبادرة في مبادلة الكتب بين أفراد المجتمع، لنشر ثقافة القراءة.

متى تأسس فريقكم وما هو عددكم وتخصصاتكم؟

– نحن فريق يضم 20 طالباً من مختلف التخصصات: الهندسة المدنية والمعمارية وهندسة الكهرباء والميكانيك والمعدات الطبية والكمبيوتر. اجتمعنا معاً من خلال مسابقة «شركتي» التي نظمتها مؤسسة «إنجاز عمان» في عام 2015، حيث فزنا بالمسابقة، واستمرت شركتنا «لتس جو» حتى الآن، وهي شركة تختص بإقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة.

كيف بدأت فكرة فعالية «تبادل الكتب» التي قمتم بتنظيمها مؤخراً؟

– الفكرة جاءت انطلاقاً من مبدأ المسؤولية المجتمعية للشركة، وكانت البداية التبرع بالكتب المستخدمة للاستفادة منها مرة أخرى، لنشر ثقافة القراءة، بدلاً من حفظ هذه الكتب على الرفوف، لكن تم تعديل الفكرة بعد ذلك إلى تبادل الكتب، لأن ذلك يساعد على تأكيد أن من يأخذ كتاباً سيقوم بقراءته، بدلاً من مجرد الحصول عليه ليتركه على الرف أو في مكتبته.

ما هو هدفكم من وراء هذه الفعالية؟

– الهدف كان نشر ثقافة القراءة، وتشجيع الناس على الاهتمام بهذا الجانب الذي أشغلتهم – أو غالبيتهم – عنه التكنولوجيا، فضلاً عن أنه أمر قرآني لنا بالقراءة. أيضاً تشجيع الشباب خصوصاً على القراءة، في ظل مزاحمة الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والهاتف الذكي للكتاب. ومن الأهداف نشر الكتب المستعملة التي قد تكون غير متوفرة في المكتبات، وكذلك غرس حب القراءة في نفوس الأطفال وتعويدهم عليها منذ نعومة أظفارهم.

كونكم شباباً.. هل تعتقدون أن الشباب اليوم لا يزالون مهتمين بالقراءة في ظل ثورة التكنولوجيا؟

– نحن نرى أنه رغم ثورة التكنولوجيا، إلا أنه لا يزال يوجد جيل قارئ بل محب للقراءة، والدليل هذا الإقبال الكبير على فعالية: #أمة_اقرأ_وجدت_لتقرأ. إضافة إلى معارض الكتاب التي تقام سنوياً في السلطنة وفي الدول الأخرى، كما بات من المؤكد أن الشبكة العنكبوتية والكتاب الإلكتروني، رغم ما يوفرانه من إمكانات ومزايا في مجال تداول المعلومات، إلا أنهما ليسا الوسيلة المفضلة لدى القراء، وهو ما يؤكد استمرارية الكتاب في أداء رسالته التثقيفية والتعليمية، وفي الحفاظ على نشر الفكر والثقافة والأدب لعقود كثيرة مقبلة.

وأنتم كمجموعة من الشباب ما هو المفضل لديكم: القراءة الإلكترونية أم في كتاب؟ ولماذا؟

– إضافة إلى استمرارنا في التوعية بأهمية القراءة، فإننا نفضل القراءة في الكتاب المطبوع، لأن هذه العملية يحس فيها الإنسان بمشاعر جميلة، لا تمنحها القراءة من خلال وسيلة إلكترونية، كما تمنح القارئ شعوراً مميزاً أن لديه جليساً يرافقه أثناء قراءته و«خير جليس في الزمان كتاب».

ما نوعية الكتب التي تتم مبادلتها من خلال الفعالية؟

– كتب متنوعة في مجالات معرفية مختلفة، منها الكتب الدينية والثقافية والتربوية والعلمية، كما تمت مبادلة عدد من الكتب السياسية والتاريخية، كذلك الروايات المتنوعة. وكان للأطفال ركن خاص بهم، يتضمن مبادلة قصص الأنبياء للأطفال والسيرة النبوية، إضافة إلى بعض الكتب التعليمية المبسطة التي تناسب أعمارهم.

* هل كان حجم الإقبال على هذه المبادرة كما توقعتم؟

– الحقيقة أن الإقبال لم يكن كما كنا نتوقع، لأن توقعاتنا كانت أكثر مما تحقق بالفعل، ولكن تظل نسبة الزوار والمهتمين جيدة جداً، وتشكل لنا دافعاً لتكرار التجربة في المرات المقبلة، إذ نطمح إلى المزيد مما يمكن تحقيقه.

* أخيراً ما هي طموحاتكم وفعالياتكم المقبلة؟
– نحن كفريق سنستمر في تنظيم وإقامة الفعاليات التي تحقق الفائدة للشباب والمجتمع كله، ونبحث حالياً عن أفكار مبتكرة خلاقة تجذب الناس إليها، وتحثهم على المشاركة والمبادرة، وسنعلن عن ذلك في وقته. وكل ما نتمناه أن تظل مجموعتنا يداً واحدة، وأن ننجح في أن نكون قدوة لغيرنا من الشباب العماني، نحفزهم على بذل الجهود وتقديم الأفكار الخلاقة.

Image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات