أفضل معلمات مبتكرات: البيئة ساعدتنا على الابداع

الخليج: أكدت المعلمات الخمس اللواتي فزن بجائزة أفضل معلم مبتكر على مستوى الدولة، أن الابتكارات والإنجازات التي عملن عليها خلال مدة تدريسهن التي امتدت في المتوسط 15 عاماً، هدفها الأسمى كان الحرص

على جودة التعليم المقدم لأبنائنا الطلبة، والحرص على تخريج أجيال متعلمة، قادرة على المضي قدماً بمسيرة الوطن، وفق أعلى المعايير التربوية والعلمية.
وأجمعن على أن البيئة المدرسية المحفزة للإنجاز، هي التي ساعدتهن على مواصلة الإبداع في العمل، كما أنهن جاهزات للتكليفات والمهام الجديدة كمساعد مدير النطاق، والتي وجه وزير التربية والتعليم على ترقيتهن لها مع عدد من المرشحات للجائزة، مؤكدات أنهن سيسعين لنقل مهاراتهن على مستوى أكبر من خلال الوظيفة الجديدة.
وركزت معايير الجائزة على معيار إفادة المعلم من خبراته ومشاريعه للمحيطين به، لاسيما الطلبة والهيئة التدريسية وأولياء الأمور، وكلما ازداد تأثير المعلم إيجابياً، زادت حظوظه بالفوز بالجائزة.

ابتسام سبيت الشميلي، معلمة فيزياء في مدرسة الرؤية للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، الحاصلة على جائزة أفضل معلم مبتكر على مستوى الدولة، وهي الجائزة التي خصص لها مكافأة مليون درهم، أكدت أنها لم تتوقع فوزها في ضوء المنافسة القوية لزميلاتها، فكل معلمة تميزت بجانب معين، وصعب التخمين بالفوز، إلا أننا حين وصلنا للتصفيات الأخيرة بالجائزة، اعتبرنا أن وصولنا للمرحلة النهائية هو بحد ذاته فوز للجميع.
وأوضحت بأنها اشتركت مع مجموعة من طالباتها لابتكار عدة وسائل ومشاريع باستخدام قوة الضغط والاحتكاك وغيرها من العمليات المختصة بالفيزياء، وحصلت على عدة جوائز على مستوى الخليج، كما ظهرت ابتكاراتها مع طالبتها في وسائل الإعلام ولاقت صدى جيداً إعلامياً إلا أنها تفاجأت بدرجة الصد الذي لاقته من المؤسسات والجهات المختصة في تبني تلك المشاريع المنتجة.

وأوضحت أن ابتكارات المدارس تحتاج إلى من يتبناها ويخرجها من حيز التطبيق المحدود إلى التطبيق الفعلي والواقعي، فقط ليدرك الطلبة أهمية تلك الابتكارات التي اخترعوها، وليصبح التعليم أكثر متعة وفائدة في الوقت نفسه.

وقالت إنها مع طالباتها صممن دائرة كهربائية تقوم بتحويل الطاقة الحرارية إلى كهربائية ليتم ربطها ببطارية السيارة لتساعدها في تشغيل الكمبيوتر والحساسات فيطيل عمرها الافتراضي، كما تم تطوير الجهاز ليكون جهازاً متنقلاً يحول الطاقة الحرارية في أي مكان إلى كهربائية ليقوم بشحن مختلف الأجهزة الكهربائية المحمولة كالهاتف المحمول و أجهزة mp3, mp4, psp و هي أول دائرة من نوعها تقوم باستغلال الحرارة من المزدوج الحراري.

كما بحثنا في مشروع «لتكن رؤيتي أوضح» عن حلول للحد من الحوادث التي تحدث مع حدوث الضباب وتم طرح 6 حلول لذلك منها 3 حلول متفردة وسهلة التطبيق، وفي مشروع آخر أطلقنا على «نيروموتر» واستطعنا تحويل الحركة الاهتزازية لحركة السيارات على المطبات إلى طاقة كهربائية تستغل في إنارة الشوارع ليلاً وتشغيل مضخات الري نهاراً أو إمداد المنشآت الجديدة بالكهرباء.

ويوفر المشروع الطاقة الكهربائية المتجددة، النظيفة، والمجانية للعديد من القطاعات التي يصعب إيصال الكهرباء إليها.

ومشروع «بر الأمان» الذي يقترح 6 حلول لمساعدة الأفراد الذين يحتجزهم الحريق في المنزل ويساعدهم على الخروج، كما أنه يوجد حلاً لمساعدة المكفوفين أيضاً، وتتميز الحلول برخص ثمنها وسهولة تطبيقها، وفي العام الحالي اخترعنا عدة ابتكارات منها السيارة الخارقة ويعالج هذا المشروع مشكلة صعوبة وجود مكان لصف السيارات وصعوبة تحرك المركبات العائلية في الطرق السريعة.

شتاء بلا ضباب

المعلمة نورة سعيد محمد الشحي، معلمة الفيزياء خريجة جامعة الإمارات كلية العلوم، من مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي، الحاصلة على جائزة أفضل معلم مبتكر، وهي إحدى المعلمات الأربع اللواتي فزن بالجائزة وبمكافأة 500 ألف درهم، وأكملت 11 عاماً في التدريس، أشارت إلى أن أبرز اختراعاتها كان جهاز «شتاء بلا ضباب»، يعمل على الطاقة الشمسية المستدامة، مكون من مروحة وحساس ويعطي أمراً لدائرة كهربائية بإدارة المروحة، لتقوم بعملية دفع جزئيات الضباب عن الطريق وتحويل الطاقة الحركية إلى طاقة حرارية فتبخر الضباب، وتركب على أعمدة الإنارة في الشوارع، وتبنتها وزارة الأشغال العامة، والتطبيق المبدئي سيكون في منطقة جبل علي في دبي.

كما حصلت على شهادة الإشراف الابتكاري في مسابقة فادية السعد بالكويت، وابتكرت جهاز تحويل الطاقة الحرارية إلى كهربائية، والعديد من الابتكارات التي حصلت على براءة اختراع عليها مسجلة من وزارة الاقتصاد، ولديها حقوق ملكية فكرية في اختراعين.

وأكدت نورة وهي موظفة وأم لعدد من الأبناء، أن أبرز ما ساعدها على الإنجاز، طموحها لأن تكون متميزة، وحرصها على أن تتبع طالباتها خطاها في التميز والإنجاز، وقالت: أخلق الوقت كي أكون مع طالباتي وأعلمهن، وأجهزهن لأفضل مشروع مطبق في الجوائز المختلفة، وأساهم في إشراك المدرسة ككل كأفضل مدرسة ابتكارية.

وتثني على دور مديرتها فتحية الشحي التي كان لها دور كبير في تدريبها على الأمور الإدارية ووضع خطة واضحة وهدف لكل مشروع فالتخطيط المسبق، هو مفتاح لنجاح أي مشروع، وكنت عضوة في فريق التخطيط الذي كونته في المدرسة ولنا اجتماعات دورية، رغم الضغط الذي نكون فيه، لذا أشكرها على ذلك الدور الذي لعبته في التأثير في شخصيتي.

وتقترح نورة الشحي بأن تكون لوزارة التربية والتعليم، مؤسسة خاصة بالابتكار لكل منطقة تعليمية، تديرها المعلمات الحاصلات على جوائز الابتكار، ويكون لهن دور في غرس ثقافة الابتكار في المجتمع المدرسي ككل، وتدريب المعلمات على كيفية تحقيق الابتكار في التدريس، مشيرة إلى أن دورهن سيكون أوضح في الميدان التربوي.

دافع وتحدٍ جديد

آمنة عبدالله الزعابي، معلمة رياضيات في مدرسة الظيت للتعليم الثانوي، الفائزة بجائزة أفضل معلم مبتكر على مستوى الدولة، كما فازت مؤخراً بفئة المعلم المبتكر في جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي في الدورة الحادية عشرة، وهي معلمة ذات خبرة امتدت إلى 15عاماً في التدريس، أكدت أن إصرارها بأن تكون المعلم الرقم الصعب، والاستثنائي هو الذي يدفعها دائماً للابتكار والإنجاز، موضحة أنها لم تكتف بأن تكون الرقم واحد، بل الرقم الصعب، لتخوض التجارب وتتمسك بطموحها بإنجاز المزيد في الميدان التربوي.

وقالت إنها فخورة بأن تكبر مهماتها في ظل تقلدها لمساعدة مدير النطاق للشؤون الأكاديمية، فهذا يعطيها دافعاً وتحدياً جديداً لأن تبدع وتحقق طموحاتها، موضحة أن علاقتها الجيدة مع طالباتها وزميلاتها المعلمات، ومع القيادات التربوية هي أيضاً ما كانت تسعى لتحقيقه لتحقق الاستفادة والإفادة في تطوير الذات، موضحة أن تحرص على غرس البذور الطيبة في طالباتها وتسعى لأن تخلق فيهم المواطنة الصالحة، باعتبارهن بذوراً لا تلبث إلا أن تنتج في المستقبل ثماراً يانعة، تفيد المجتمع ككل.

وأشارت إلى أن أبرز إنجازاتها كانت تسعى من خلالها أن تلتمس الأثر في تطبيقها على طالباتها وفي الهيئة الإدارية والتدريسية وحرصت على تسخير طاقاتها لترعى الطالبات أكاديمياً وكذلك تطوير مهاراتهن ومواهبهن.
وأوضحت أن المبادرات التي تبنتها انعكست آثارها على الطالبات وأولياء أمورهم وعلى محيطها التربوي، إذ إنها بدأت قبل أربع سنوات بمشروع «الرياضيات الذكية» قبل أن يتوسع ويصبح «المدرسة الذكية» إذ وظفت فيها التقينات الحديثة للتعامل مع الطالبات والمعلمات، مستخدمة المنصات التعليمية edmodoوهي عبارة عن مجموعات إلكترونية خاصة يستخدمها المعلم للتواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم، كما يتسنى له التواصل مع بقية المعلمين من خلال تحميل البرنامج الإلكتروني على الهاتف الذكي أو الحواسب الآلية، ويقدم فيه الامتحانات المباشرة بعدما يحدد ساعات معينة للاختبار، وتستطيع الطالبة حل الامتحان وهي في المنزل مستعينة بالكتاب أو الوسائل الإيضاحية التي اختارتها لتمكنها من الحل بشكل صحيح.

وأردفت معلمة الرياضيات أن تلك الطريقة الإلكترونية ساعدت الطالبات، على فهم المسائل الرياضية بشكل أسرع، فقد أصبح حلها يشكل تحدياً بين الطالبات اللواتي يتسابقن في حل الاختبار في المنازل، كما وضعت بالمنصة التعليمية مكتبة إثرائية فيها الكثير من مقاطع الفيديو التعليمية، ويمكن اتخاذها كمرجع تعليمي للطالبات.

مستوى الطالبات

أما عن مشروع آمنة عبدالله الزعابي الثاني الذي فازت من خلاله على أفضل معلم مبتكر هو مشروع «استاهل امتياز» وهو مشروع تحفيزي أطلقته قبل 8 سنوات لمادة الرياضيات، عبارة عن تصميم له شعار الكرة الصفراء المبتسمة، بدأته في البيئة الامتحانية، التي أقدم فيها للطالبات هدايا عينية، وكذلك أعمل على ترتيب الصبورة بحيث تكون جاذبة وأضع عليها العبارات المحفزة، وبعدها انتقلت في المشروع إلى المواد الأخرى كالأنشطة، كما استطعت أن أنقل تجربتي إلى عدة مدارس، بعدها لاحظت الأثر الإيجابي الذي تركه المشروع في تقدم الطلبة في التحصيل الدراسي وفي انجذابهم للحصة الدراسية وبالأخص دروس الرياضيات، وبحمد لله تعالى استطعت من خلاله أن أحفز طالبات استطعن أن يصلن لمراكز متقدمة على مستوى الدولة في التحصيل الدراسي.

بناء جيل متطور

سماح الضنحاني معلمة علوم حاسب آلي في مدرسة دبا الفجيرة، في منطقة الفجيرة التعليمية، أوضحت أن فوزها بجائزة أفضل معلم مبتكر، هو نتاج لتلك السنوات الماضية التي اجتهدت فيها لبناء جيل متطور، ومواكب للتطورات والتغيرات الإلكترونية، لافتة إلى أن البيئة المدرسية التي تدار من خلال عقول متفهمة ومتعاونة هي بحد ذاتها تشجع على الابتكار والتعاون.

وأكدت الضنحاني أنها مرت على 3 مديرات مدرسة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وكل واحدة منهن حمستها على تقديم كل ما هو مفيد وساعدتها في الابتكارات التي صنعتها للميدان، موضحة أنها سعت من خلال مشروع «معاً نحو الاستخدام الآمن للتقنية » الذي طبقته على مدى خمس سنوات، على نشر الوعي بين شرائح الطلبة وأولياء الأمور في مرحلة الثانوية العامة، ثم تدرجت إلى المراحل الأخرى، ودعمت مشروعها بأبحاث إجرائية لقياس مدى الاستفادة التي نتجت عن المشروع حول رفع الوعي الأمني بين تلك الشرائح.
كما اجتهدت، وهي أم لأربعة أبناء، من خلال مدونة من عمل الطالبات والأمهات متخصصة للبرامج والمواضيع المتخصصة عن الأمن الإلكتروني، وتعمقت في صناعة الأفلام الكرتونية الوثائقية، وربطتها بالمواضيع المتصلة بالمواد العلمية لتحبيب الطالبات بها كالفيزياء والأحياء، غير تحويل المدرسة إلى مدرسة ذكية عبر التعامل بالبرامج الإلكترونية والتخلص من استخدام الأوراق، وشعارها التي يدفعها للإنجاز هو أن تترك بصمة في عملك حتى لو لم تفز بأي من المسابقات.

وأكدت أنها مستعدة لأي من التكليفات، والأعمال، ويشرفها أن تعمل كمساعدة لمدير النطاق، رغم اعتزازها وارتباطها بمهنة التدريس.

البيئة المحيطة المشجعة

نادية سعيد الكعبي، معلمة مجال أول، تخصص لغة عربية، من جامعة الإمارات، معلمة في مدرسة الجود للتعليم الأساسي حلقة أولى، التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم في مدينة العين امتدت خبرتها إلى 15عاماً في التدريس، الفائزة بجائزة أفضل معلم مبتكر على مستوى الدولة، تقول: أبرز إنجازاتي هي المشاريع والألعاب الإلكترونية التي أعددتها للطلبة لتحفيزهم وزيادة استيعابهم خاصة لمهارات اللغة العربية، كما أخذت الملكية الفكرية لعدد من المشاريع والخطط، وأنجزت الكثير منها، مثل مشروع «بين يدي قصة».
وأكدت، وهي أم لستة أطفال، أن أبرز ما يشجع المعلم للابتكار، هو البيئة المحيطة به، إذ إن الطاقم الإداري بدءاً من المديرة خديجة الجيلاني، ومساعدة المديرة مريم النيادي بالإضافة للإخصائية الاجتماعية صفية الجنيبي، إذ وقفت كل منهن لتسهيل مهماتي وتحفيزي للمشاركة، وتدرك كل معلمة في الميدان التربوي حكمة «أن وراء كل موظف متميز إدارة متميزة» لذا تستحق كل منهن التقدير والثناء على أدائهن التربوي طوال السنوات الماضية.

تحليل نتائج التحصيل التعليمي للطالبات

تقول آمنة عبدالله الزعابي: صممت استبانات إلكترونية لتحليل نتائج التحصيل التعليمي للطالبات، فقد كان الوقت المستغرق لتحليل النتائج لكامل طالبات المدرسة، أكثر من شهر، وبعد استخدامي للبرنامج الإلكتروني الذي اشتريته من حسابي، عممته على المعلمات، كما ساعدتي عدة معلمات لإدخال كافة البيانات اللازمة، وبعدها يسهل علينا تحليل النتائج بين الفصول الدراسية، وتحديد مستوى الطالبات في الفصل الدراسي الواحد، كما سهل البرنامج علينا تحديد الطالبات الفائقات في التحصيل الدراسي والطالبات الضعيفات.

وتؤكد أن تطبيق تلك البرامج سهل في نشر ثقافة التعلم الذكي، حتى باتت التعاميم التي تصلنا سابقاً من المنطقة التعليمية، تصلنا مباشرة من خلال البريد الإلكتروني الذي ترسله سكرتارية المدرسة.
وتوضح أن آخر وسيلة طورتها إلكترونية هي تصميم الألواح إلكترونية للعصف الذكي، إذ تعاني المعلمات ضيق الوقت، خاصة أثناء الحصص الدراسية، لذلك ارتأينا أن نطبق الألواح الإلكترونية للعصف الذهني بوضع محاور النقاش ونحدد ساعات زمنية معينة بحيث تبدي كل معلمة رأيها، وتشاهده مباشرة كل المعلمات والتربويات المشاركات في العصف، ويتم تبادل النقاش إلكترونياً وعمل تقرير مفصل في نهاية العصف الذهني، وهو مشروع قدمته المدرسة كإحدى المبادرات الذكية لأسبوع الابتكار.

نحو 100 مشاركة في «جائزة الابتكار»

عادل أحمد المرزوقي، خبير التطوير المؤسسي في وزارة التربية والتعليم، أشار إلى أن المعلمات الخمس تم اختيارهن من ضمن أكثر مئة مشارك في المسابقة التي أعلن عنها لاختيار المعلم المبتكر، وتم تصفية المشاركين إلى 75 مشاركاً، وبعدها إلى أقل من 25 مشاركاً، وتم تنظيم مقابلات شخصية، وزيارات ميدانية للمشاركين، إلى أن وصل العدد إلى 5 معلمات.

وأوضح أن أبرز المعايير التي ركزت عليها المسابقة، هي استفادة أكبر شريحة ممكنة من الميدان من الإنجازات والابتكارات التي حققها المعلم، إذ ركزنا في الزيارات الميدانية على قياس مدى الاستفادة المتحققة من تلك المشاريع، حتى بسؤال الطلبة أنفسهم، إذ إن أهداف المسابقة تطمح إلى أن يكون الطالب مستفيداً من تلك الإنجازات، ولا يقتصر دوره على مجرد كونه مستمعاً.

Image