عمان: يحلم شباب السلطنة بتحقيق إنجازات علمية خلال دراستهم الأكاديمية في الجامعات والكليات داخل السلطنة ويسعون إلى تحقيق ذلك بالجد والاجتهاد والمثابرة في سعي متواصل لشق طريق المستقبل لبناء وطنهم وخدمة مجتمعهم.
وقد شهدت الآونة الأخيرة قيام عدد من الشباب العماني الطموح في بإبراز عدد من الاختراعات والابتكارات العلمية التي تسهم في صقل مواهبهم وقدراتهم من خلال سلسلة من الابتكارات التي يتطلع إليها الشباب في محاولة لتجسيد هذه الأفكار والطموحات والابتكارات كي تكون واقعا ملموسا على أرض الواقع، خاصةً أنَّ لديهم العديد من الأفكار والمشروعات التي لا تزال حبراً على ورق في انتظار من يأخذ بأيديهم ليصلوا بمبتكراتهم إلى التنفيذ الفعلي عن طريق إيجاد منافذ لدعم الابتكار سواء من القطاع الحكومي أو الخاص على أمل أن يحققوا ولو جزءاً يسيراً من أحلامهم وتطلعاتهم عبر تبنيّ الأفكار المتميزة وتحويلها إلى منتجات تدعم الاقتصاد العماني خلال مرحلة القادمة.
نظام رصد حوادث السير والتدخل السريع ومراقبة السرعة عبر طرقات عمان باستعمال شبكة الهاتف المتنقل ونظام تحديد المواقع هو فكرة رائدة لمشروع شبابي يعكس طموحات وتطلعات مجموعة من طلاب الكلية التقنية بإبراء بمحافظة شمال الشرقية يعمل على تنفيذه حاليا خمسة من المبتكرين وهم أحمد بن ناصر المسكري وعبدالله بن سالم المسكري وفهم بن عبدالله الجهضمي وزاهر بن أحمد الحبسي وزاهر بن محمد المشرفي فيما يشرف عليه علميا كل من الدكتور غوبي كريشنا والدكتور سامي الغنيمي رئيس قسم الهندسة بالكلية التقنية بإبراء.
ويعد المشروع واحدا من المشروعات الابتكارية لشباب السلطنة، والمشروع عبارة عن صندوق أسود يوضع داخل السيارة وبحسب المبتكرين يقوم بوظيفتين الأولى: قياس سرعة السيارة وعند تجاوز السرعة المحددة يقوم الجهاز بتنبيه السائق عبر رسائل نصية ترسل إلى هاتفه النقال لإشعاره بتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها، وعند عدم استجابته يرسل الجهاز رسالة نصية إلى مركز الشرطة للتبليغ عن السائق المخالف وكذلك القيمة المالية للمخالفة المستوجب دفعها.
أما الوظيفة الثانية: يقوم الجهاز باستشعار وقوع الحادث عن طريق حساسات خاصة تقوم بالإبلاغ عن وقوع الحوادث ومواقعها وإبلاغ أقرب مركز للشرطة بهدف التدخل السريع لإنقاذ المصابين في أسرع وقت ممكن خاصة في المناطق البعيدة بالسلطنة حيث يقوم الجهاز بإرسال رسائل نصية عاجلة تتضمن إحداثيات بموقع الحادث ووقته والمسافة التقريبية بين مركز الشرطة والوحدات المختصة بالتدخل السريع من بينها الدفاع المدني والإسعاف.
يهدف هذا الابتكار الذي يتطلع المنفذون له إلى حث السائقين عبر الطرقات على الالتزام بقواعد المرور وعدم تجاوز السرعة المحددة عبر طرقات السلطنة فضلا عن التدخل.
نتطلع للدعم
المبتكر أحمد بن ناصر بن خميس المسكري يقول: نفذنا المشروع بمساعدة الزملاء ضمن أنشطتنا التطبيقية المقدمة للكلية، وقمنا بعرض هذا النموذج في العديد من المعارض، وكان آخرها معرض السلامة المرورية بولاية بدية بمزرعة سهل الخمائل للعمل التطوعي خلال زيارة لجنة تقييم مسابقة السلامة المرورية، حيث قدمنا الابتكار أمام اللواء حمد الحاتمي مساعد المفتش العام للشرطة والجمارك للعمليات، وقد اعجب بالمشروع وطلب منا التطوير المستمر لمثل هذه المشروعات، وبالفعل نسعى حاليا لإيجاد ممول تجاري لتنفيذ المشروع إلى واقع، ونأمل أن تقوم شرطة عمان السلطانية بتقديم الدعم والمساندة كي يرى ابتكارنا النور، وحاليا من خلال التجربة لاحظ الزوار أعضاء لجنة تقييم مسابقة السلامة المرورية إيجابيات هذا العمل وسوف نواصل جهودنا كطلاب في بلورة هذه المشروعات وتطويرها للأفضل كي تخدم الصالح العام.
حماية للفرد
وأضاف المسكري: بلا شك المشروع في بدايته ويخدم شريحة الشباب بشكل عام ويساعد في التقليل من الحوادث من خلال تنبيه كل من السائق بأنه تجاوز السرعة أو في مجال حمايته وإسعافه خلال وقوع الحوادث خاصة أثناء الرحلات الخلوية في الجبال أو الرمال التي يصعب الوصول إليها من قبل المسعفين، ونحن في هذه الفكرة نحاول إيجاد صندوق أسود يحفظ المعلومات ضمن ذاكرة تقنية تسهل الإبلاغ والوصول السريع في حالات الطوارئ لكل من المسعفين، كما تعطي رجال الشرطة بيانات واضحة عن الحادث وموقعه وأسبابه أيضا.
الشباب مبدعون
واختتم المسكري حديثه قائلا إن شباب الوطن مبدعون في العديد من المجالات، مضيفاً أنَّ الجهات التعليمية تسعى جاهدة لمساندة الطلاب المبتكرين بكامل طاقاتها، ولكن في حدود إمكاناتها المحدودة فهي بلا شك تهتم بالجانب التطويري لتقديم الاختراع بشكله الكامل.
مشيراً إلى أنَّ الكليات التقنية بإبراء شجعتنا على إظهار هذا الابتكار الجماعي للشباب الخمسة وتشجعنا على عرض هذه النماذج من خلال المشاركات في المعارض والملتقيات المحلية، ونأمل أن يكون القطاع الخاص حاضنا ومشجعا لنا نحن الشباب لأن في ذلك مصلحة لنا جميعا الطلاب والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام.