وقود القراءة

تخيل أنك تجلس مع شخص لفترات طويلة، وتعرف كل أخباره تقريبا، ثم ينصرف كل منكما عن الآخر، ولا يزداد علما ولا عملا ولا اطلاعا على خبر، كيف سيكون لقاؤكما بعدها، لا شك أنكم ستبقون في حوار صامت، أو أن تعيدوا وتكرروا ما عرفتموه سابقا عن بعضكما كنوع من الذكريات وتمضية الوقت.

والعكس بالعكس يحصل عند اطلاع الإنسان، وسعيه للثقافة ومعرفة الجديد، وهناك مصادر كثيرة، تعتبر القراءة أبرزها وأهمها بل والأسرع في تحقيق القفزات المذهلة في سلم النمو المعرفي للفرد، فالشخص مدمن القراءة، لا تمل من الجلوس معه، لأنه بارع في تقليب قنوات معارفه بين من يعرفهم، فهذا يحدثه عن أساليب التربية، وذاك عن تاريخ دولة معينة، والآخر عن آخر ما يستجد في الواقع العربي، وهكذا يأسر القلوب بطرحه وحواره الشيق.

هكذا ينبغي أن يكون المعلم مذهلا لطلابه، آسرا لقلوبهم بالقوة المعرفية، لاسيما في هذا العصر الذي أصبح فيه التنافس في ميدان المعرفة حاميا بين المعلم والطالب، خصوصا في المراحل العليا، فلم يعد المعلم ولا المنهج هما مصدر المعرفة، وإنما هناك الكثير مما يرتاده الطالب للتعلم الذاتي، الذي يجعله في مصاف أساتذته أحيانا، ولكي يحصل المعلم على الثقة بين طلابه في المعرفة التي يقدمها، كان لزاما عليه أن يقبل بهذا التنافس الشريف، الذي يرتقي بالأطراف كلها في آن واحد.

وإليك عزيزي المعلم باقة من الوسائل المعينة التي تحقق لك سرعة في اكتساب المعارف التي تهمك، وأركز على ما يمكن تثبيته في الجهاز الذي لا يكاد يفارقك، وهو الهاتف المحمول، فكثير منا لا يستثمر هذه الثروة التي بين يديه، مقتصرا على برنامج الواتس أب الشهير الذي أصبح هو الشغل الشاغل لكثير من الناس، وفيما لو وجدت برامج منافسة في قناعة الشخص لصعد درجات في سلم المعرفة المثبتة، ومن هذه البرامج: برنامج القراءة الجيدة (goodreads) الذي يوفر خلاصات الكتب من قبل الأشخاص الذين قاموا بالاطلاع عليها، فهو يوفر عليك الوقت والجهد، ويكون بالاشتراك في الموقع المخصص له، وبتحديد المجالات التي تهمك كقارئ. كما أن هذا الموقع، يوفر لك فرصا للتحدي بقراءة 100 كتاب في السنة على سبيل المثال وإنتاج خلاصات لا تزيد عن الصفحة لكل كتاب. وهذه فرصة جيدة يمكنك دخولها مع زملائك وتحقيق الكثير. وهنا صورة لصفحة الموقع، لتكون دافعا للمشاركة فيه:

برنامج المكتبة (iBooks) الذي يمكنك تحميل عدد كبير من ملفات البي دي أف للاطلاع عليها وقراءتها في أوقات الانتظار، وضمن الخطة المحددة، كما توجد برامج كثيرة لوضع الملاحظات والتلخيص يمكنك البحث عنها، والإسهام في إنتاج الملخصات لتفيد الغير.

رحمة بنت سالم الحارثية
[email protected]

Image
مقالات ذات العلاقة