17 فائزاً في مسابقة القصة المقروءة بطريقة “برايل”

الخليج: أثمرت جهود 17 طالباً بحصد جوائز مسابقة القصة المقروءة بطريقة برايل للمكفوفين تحت شعار ”الجميع يقرأ”، جهود أثبتت أن المكفوفين ذوو إرادة يجتهدون ويجنون ثمار جهودهم، فهم ببصيرتهم، وتفكيرهم، وعزيمتهم أنجزوا ما لم يقدر عليه المبصرون الذين لا يقدر كثير منهم قيمة بصرهم للقراءة وتنمية الفكر .
للعام الثامن تثبت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة متمثلة في مركز مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية للجميع، أن المكفوفين وذوي التحديات البصرية أسوياء، لا ينقصهم سوى محفزات تثبت قدراتهم المتميزة، متمثلة بالمسابقات التي تكشف عن مهاراتهم وعزيمتهم، مترجمة بذلك أن البصيرة أقوى من البصر، ذلك أن كثيراً من المبصرين لا يكلفون أنفسهم عناء مطالعة الكلمات .
من بين 77 من المشاركين في المسابقة حصد 17 منهم الجوائز، من دون أن ينتقص ذلك من المشاركين الذين لم تبخل المؤسسة عليهم بالتكريم، هذا الدعم الذي تلاقيه تلك الفئة أجمع على أهميته لهم أهالي المكفوفين والمشرفون، الذين أكدوا أن جهود المؤسسة تمثل دعماً معنوياً كبيراً لفئة المكفوفين، وتمنحهم النور الذي لم يبصروه، منوهين إلى تحقيق هدف المؤسسة المتمثل بالتشجيع على المطالعة لغرس وتعزيز الوعي بالقضايا الدينية والأخلاقية والمجتمعية، وإثراء الحصيلة اللغوية والخيالية لهم . حيث فاز في المستوى الأول في المركز الأول الطالب سعيد عبدالله العامري، وراشد عبدالله بن طوق في المركز الثاني، وحصدت الثالث إلاريا سيورتينو من ألمانيا .
ويشير الإماراتي سعيد عبدالله العامري، إلى أن فرحته الغامرة بالفوز لم تكن فقط لحصوله على المركز الأول بل كونها المرة الاولى التي يشارك فيها في المسابقة، منوهاً إلى أن ما استخلصه من فوزه أن الشخص حينما يثابر ويولي أي عمل جهده لا بد أن يكافئه الله تعالى بما يفرحه، ولعل المفاجئ للعامري أنها المرة الأولى التي يقرأ فيها بطريقة برايل . أما صاحب المركز الثاني الإماراتي راشد عبدالله بن طوق، فهو يشابه من سبقه في أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في المسابقة، لكنها ليست الأخيرة بحسب ابن طوق، الذي تبدو الحماسة كبيرة على ملامحه، مندفعاً ليس فقط للمشاركة السنوات المقبلة، بل للقراءة بطريقة برايل ذاتها، وحول ذلك يقول: “وفرت لنا المسابقة مجموعة من القصص للقراءة، شجعتني من خلال محتواها على القراءة بطريقة برايل، فمحتواها سلس ومفهوم، ولذلك لم يصعب علي القراءة، وكان هذا أحد أسباب فوزي، لكن لن أنسى أن أشكر إخوتي الذين لم يبخلوا عليّ بأي مساعدة، خاصة وأنني كنت أقرأ بشكل يومي منتظم ما يقارب الساعة حتى الساعة والنصف” .
من المستوى الثاني، الذي فاز فيه عبدالعزيز خالد الخواجة بالمركز الأول، وفي الثاني غيث محمد الغفلي، وحصدت جميلة حمد الهاشمي الثالث، يلمع اسم الإماراتي الخواجة، فهو من المشاركين الدائمين في المسابقة، وبحسب والده الذي كان حافزه للحديث عن ولده أكبر من عبدالعزيز ذاته شيء يبشر بالخير، فلطالما كان تأثير الأهل هو الأقوى في نشأة الأبناء، ويشير والده إلى أن ابنه يعتبر الأكثر تفوقاً من بين إخوته الأسوياء، غير محبذ المقارنة لكن إبراز قدرات عبدالعزيز كان الدافع، ويشير الخواجة إلى فوز ولده في عدد من المسابقات منها إحدى جوائز التميز التربوي في الدولة، حُول مشاركته في المسابقة يقول عبدالعزيز: “القراءات الخارجية عززت من قدراتي المدرسية، فمنذ الأول الابتدائي وأقرأ بطريقة برايل، ولكن قراءة القصص خارج وقت الدراسة كان له الأثر في تقوية لغتي ومستواي الدراسي” .
أما جميلة حمد الهاشمي، فهذه مشاركتها الثالثة في المسابقة، وحصولها على المركز لم يكن جهداً فردياً، بل ما تؤكده والدتها أن مساندة الأهل لهذه الفئة من الأبناء أساس نجاحهم، بالإضافة إلى جهودهم ورغبتهم الشخصية .
في المستوى الثالث، الذي حصد ثماره مريم أحمد اليزيدي من قطر في المركز الأول، وفي الثاني رنيم أحمد كايد حمودة من الأردن، وتشارك المركز الثالث شيماء سليمان المرزوقي، وعمر فايز العمري من الإمارات، ورغم أن مشاركة اليزيدي هذه الأولى في المسابقة، لكن خبرتها في القراءة بطريقة برايل تعود لسنوات، فاليزيدي اليوم في الصف الأول الإعدادي، وطالما كانت تدرس موادها بطريقة برايل، لكنها بحسب قولها المرة الأولى التي تقرأ القصص بطريقة برايل .
وفي المستوى الرابع، حاز المركز الأول محمد عبد الحميد من السودان، والثاني لمواطنه الطالب الصادق محمد الصادق، بينما ذهب الثالث للبحرين من خلال عبدالله عصام الملا، شاركته فيه وفاء عوض مبروك من الإمارات، وتحدثنا مع الملا الذي يقرأ بطريقه برايل كسابقه من عمر الأربع سنوات، وهو اليوم بعمر 20 عاماً، لكنها مشاركته الأولى في المسابقة رغم خبرته الطويلة في القراءة بطريقة برايل، يقول: “لم أكن أدرك أهمية المشاركة في المسابقة طالما أنني أقرأ بطريقة برايل منذ سنوات، لكن تشجيع الأهل والأصدقاء ووجود وقت الفراغ حفزني، وحين بدأت قراءة الكتب المخصصة في المسابقة وجدت أنني بدأت أكتسب مفردات لغوية جديدة، وسرعت قراءتي، وعرفتني على رؤى أدبية جديدة لم أكن أعرفها” .
أما المشارك السوداني محمد مبارك حنفي (21) عاماً، الذي حصد الثاني في المستوى الخامس، مع ميس أحمد كايد حمودة من المركز الأول من الأردن، ونورة راشد صعاق المري من الإمارات الحاصلة على المركز الثالث، أصبح جزءاً من فريق العمل، فهذه المرة السادسة التي يشارك فيها في المسابقة، فحنفي الحاصل على المركز الثاني من المستوى الخامس، لم يعيقه كرسيه المتحرك ولا نظره الضعيف من المشاركة، بل كان الأكثر تميزاً وانضباطاً في المسابقة، يدرس حنفي الإعلام في جامعة عجمان، ويقرأ بطريقة برايل من عمر الأربع سنوات حتى اليوم .

Image