مسقط – الشبيبة
الحافلة ستجوب مختلف محافظات السلطنة لدعم الابتكار والمبتكرين
علياء الحبسية: تعد الحافلة بيئة مدرسية داعمة للابتكار
مياء العزرية: تضيف الحافلة نقلة في نوعية الابتكارات المقدمة من قبل الطلبة على مستوى السلطنة، والمستويين الإقليمي والدولي
للحافلة أبعاد ثلاثة: الإسعاف العلمي، والسياحي التعليمي، وحلقات العمل والفعاليات
لتوفير فرص التعليم الذاتي والتشجيع على الابتكار بين طلاب المدارس وإيجاد منصة لعرض هذه الابتكارات في مختلف محافظات السلطنة، وإيجاد جيل واع لديه القدرة على التفكير المنهجي والابتكاري في ظل الثورة الصناعية الرابعة، دشنت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية وبدعم من الشركة العمانية للاتصالات(عمانتل) مبادرة مشروع حافلة ” نفكر ونبتكر”.
فكانت لنا وقفة في الحديث عن هذه المبادرة والهدف من تنفيذها، ومم تتكون؟، وما الذي ستضيفه هذه المبادرة في تعزيز ونشر ثقافة الابتكار لدى طلبة المدارس؟
المشروع الأول
هدفت هذه المبادرة إلى استحداث مشروع لأول مرة على مستوى السلطنة يعنى بمجال تعليم وتعلم تكنولوجيا العلوم المختلفة، والابتكارات العلمية تتجول في كافة محافظات السلطنة، وعرض المعرفة والمفاهيم العلمية ومستجداتها بأسلوب مرح، باستخدام أدوات ومكونات التعليم الافتراضي التفاعلي، وتقديم برامج ودورات علمية متخصصة في مجال الابتكارات والبحث العلمي في مختلف مجالات التعليم والهندسة والتكنولوجيا، وتعزيز روح الابتكار والمنافسة بين طلبة المدارس، ودعم المبتكرين منهم وتشجيع المواهب العلمية، إلى جانب تثقيف المجتمع المحلي بأبعاد العلوم المتكاملة، ودورها في الحياة وارتباطها بالمهن المستقبلية للأجيال.
بيئة داعمة للابتكار.
وحول تدشين مشروع حافلة “نفكر ونبتكر” قالت علياء بنت سعيد الحبسية المديرة العامة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية حول تدشين حافلة “نفكر ونبتكر”: “نحن سعداء بتدشين هذه المبادرة، والتي ستسهم بلا شك في دعم الجهود المبذولة في المحافظة؛ لإيجاد بيئة مدرسية داعمة للابتكار، مؤكدة على دعم وتقدير المديرية بشكل خاص والوزارة بشكل عام لمثل هذه المبادرات والتي تعكس التزام الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) بمسؤوليتها الاجتماعية”.
لنطور ابتكاراتهم
وقالت الدكتورة مياء بنت سعيد العزرية الخبيرة التربوية والمكلفة بأعمال مديرة دائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بالوزارة:” تعد هذه الحافلة إحدى المبادرات في مجال الابتكار واستكمالا للمبادرات السابقة التي قامت بها الوزارة بالشراكة مع القطاع الخاص؛ لإيجاد برامج نوعية في مجال الابتكار، حيث تركز الوزارة في الوقت الحالي على تدريب الطلبة في المجالات الجديدة للتقنيات الحديثة؛ لتطوير الابتكارات العلمية الطلابية، وبناء قدراتهم في مجال الإلكترونيات والبرمجة والروبوتكس(علم الروبوتات) والطباعة ثلاثية الأبعاد لتطوير ابتكاراتهم ونماذجهم الابتكارية، لذا كان لابد من وجود هذه الأدوات الموجودة في هذه الحافلة وتوفيرها في مختلف محافظات السلطنة، وليس فقط في محافظة شمال الشرقية، فهذه الحافلة ستضيف ـ حتماـ نقلة في نوعية الابتكارات المقدمة من قبل الطلبة التي ستنعكس بشكل إيجابي على نوعية الابتكارات التي سيقدمونها على مستوى السلطنة، والتي يشاركون بها مستقبلا في المسابقات على المستويين الإقليمي والدولي.
أبعاد الحافلة
ويأتي تدشين هذه الحافلة تماشيًا مع توجه السلطنة في رؤيتها 2040 في مجال التعليم وربطه بالثورة الصناعية الرابعة، من حيث الاهتمام بتقنيات التعليم الحديثة والذكاء الاصطناعي وتنمية الجوانب الابتكارية لدى طلبة المدارس؛ للوصول بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة، لذا كان لتدشين هذه الحافلة أبعاد ثلاثة، ومنها: الإسعاف العلمي: فهذه الحافلة بمثابة سيارة الإسعاف، حيث أنها ستجوب كافة المناطق والقرى بالسلطنة برفقة المختصين في مجال الابتكار وتكنولوجيا التعليم؛ لتلبية احتياجات المبتكرين سواء كانوا طلبة المدارس، أو حتى أولياء أمورهم الذين لديهم ميول علمية وابتكارية؛ وذلك لمساندتهم وتمكينهم من القيام بمشاريعهم وابتكاراتهم العلمية وتحويلها إلى منتج؛ كي تكون روافدا للجامعات والكليات وسوق العمل والذي بدوره سيعين على النمو الاقتصادي في السلطنة ، كما أن لها بعدا سياحيا تعليميا: حيث ستقوم هذه الحافلة بجولات سياحية لمختلف الأماكن السياحية بالسلطنة، وذلك لتوجيه رسالة لكل من يزور السلطنة، بأن السلطنة ممثلة بوزارة التربية والتعليم تعمل جهدها في ترسيخ ودعم الابتكارات العلمية، وتمكينها في نفوس أبنائها، بينما يأتي البعد الثالث وهو بعد حلقات العمل والفعاليات المصاحبة لهذه الحافلة: حيث سيقدم المرافقون لهذه الحافلة حلقات عمل وورش تدريبية وفعاليات منوعة في مجال الابتكارات العلمية وحلقات عمل للمجتمع المدرسي والمحلي في مجال الابتكارات العلمية.
فكرة الحافلة وأركانها
جاءت فكرة تنفيذ مبادرة مشروع حافلة “نفكر ونبتكر” التي نفذتها المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية وبدعم من الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل)من حافلة العلوم المتكاملة القائمة على العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا كإحدى المشاريع الناجحة المطبقة في الولايات المتحدة الأمريكية. وحول أهم أركان حافلة “نفكر ونبتكر”، قال بدر بن أحمد الحبسي رئيس قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية: جاءت مبادرة مشروع حافلة “نفكر ونبتكر” تكملة للمسار والمبادرات التي تنفذها المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية ـ لاسيما بعد إنشائها لمركز الاستكشاف العلمي، ومركز لابتكار عمان في نيابة سناو بالمحافظة ـ؛ وذلك من أجل نشر وتعزيز ثقافة الابتكار وتأهيل وتدريب الطلبة المبتكرين، وممن لديهم ميول في الجانب الابتكاري سواء كانوا معلمين أو أولياء أمور الطلبة، حيث تم تجهيز هذه الحافلة بأركان ثابتة في مختلف مجالات العلوم والإلكترونيات والتكنولوجيا، ومن هذه الأركان: ركن الجيولوجيا، وركن العلوم، وركن الرياضيات، والهندسة، وركن إعادة التدوير، وركن التكنولوجيا، حيث تتنوع الأركان في تقديم المعرفة التطبيقية للطلبة من خلال حقائب علمية وبرامج حوسبة وتطبيقات ثلاثية الأبعاد، وجهاز(ZSpace) الواقع المعزز والواقع الافتراضي لعرض المعلومات في المناهج الدراسية، وأجهزة الحاسب الآلي والشاشات التفاعلية و(40) نظارة تفاعلية، والسينما العلمية ثلاثية الأبعاد والتي تتضمن(250) فيلما علميا مرتبطة بالمناهج العلمية في مختلف المراحل الدراسية، وحقائب خاصة بالروبوت والذكاء الاصطناعي، وحلقات عمل في مجال البرمجة المتقدمة، وتلسكوبات، وغيرها من الأدوات، بالإضافة إلى طاولات مرنة يمكن توظيفها في تنفيذ التدريب اللازم للطلبة.
مؤشرات نجاح الحافلة
وحول مؤشرات نجاح هذه المبادرة خلال هذا العام من بدء تدشينها أشار بدر الحبسي: سيصل عدد الطلبة المستفيدين من هذه الحافلة إلى أكثر من (15) ألف طالب وطالبة، كما أن هذه الحافلة ستصل إلى أكثر من (40) مدرسة، وهنالك سيتم تنفيذ أكثر من(40)من حلقات عمل وبرامج التدريب والتأهيل للمعلمين والمعلمات في المجالات المتخصصة للابتكارات العلمية والأولمبيادات وسيحصل كل منهم على شهادات معتمدة كمدربين، كما سيكون لهذه الحافلة العديد من المشاركات في الفعاليات الوطنية بالسلطنة: كمهرجان عمان للعلوم ومسابقات الرياضيات والروبوت والطاقة المتجددة، كما سيتم ربطها بالمؤسسات المعنية بالابتكارات العلمية كصناديق الابتكار ودعم الابتكار ومجلس البحث العلمي والاستفادة من خبراتهم.
الحافلة صقلت مهاراتنا
والتقينا بعدد من طلبة تعليمية محافظة شمال الشرقية المشاركين في حافلة “نفكر ونبتكر”، والمشاركين في الطاولات المصاحبة لها، ليحدثونا عن البرامج التي تقدمها لهم الحافلة لدعم ابتكاراتهم وصقل مواهبهم الابتكارية، فحدثتنا كل من البتول بنت سيف الرواحية وبلقيس بنت عبدالله الراشدية الطالبتان بالصف التاسع من مدرسة سناو للتعليم الأساسي بالمحافظة عن مدى استفادتهن من البرامج الإلكترونية التي تقدمها الحافلة، فقالت البتول: بما أننا نعيش في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فقد أسهمت هذه الحافلة في تطوير مهاراتنا وقدراتنا في المجالات الإلكترونية: كبرمجة (الأردوينو)، و(روبوتEV3) ، وتصميم الأشكال وطباعتها في طابعة ثلاثية الأبعاد ، ومشاهدة الأفلام العلمية والشروحات لمواد العلوم في السينما العلمية ثلاثية الأبعاد الموجود في هذه الحافلة، بينما قالت بلقيس: الحافلة بها أركان عدة وبرامج منوعة في مجال الابتكارات وتقنية المعلومات، ومن بينها: برنامج (ليجومايندستور) الذي يقوم على برمجة الروبوتات بواسطة الحاسوب والتحكم بها عن بعد أو القيام ببرمجتها مسبقا كي تتحرك وتؤدي الوظائف الموكلة لها، كما ان هذه الحافلة ساعدتني في صقل مهاراتي في مجال الروبوت والمشاركة في مسابقات الفيرست ليجو والروبوتات بين مدارس المحافظة والحصول على مراكز متقدمة، فضلا عن وجود جهاز الواقع المعزز والواقع الافتراضي( ZSpace)، فمن خلاله نستطيع الدخول إلى جسم الإنسان والتعرف على أعضائه والخلايا المكونة لكل عضو.
قصبة التنقية الحيوية
من جانبهما قال البراء بن خلفان البدوي الطالب بالصف الثاني عشر من مدرسة عزان بن تميم(11-12)بتعليمية المحافظة عن مشروعه :”قصبة التنقية الحيوية” وهي عبارة عن أنبوبة متصلة بعدة أنابيب تقوم بتنقية المياه الرمادية والمياه المعكرة لجعلها مياه صالحة للاستخدام والشرب ، وذلك عن طريق استخدام مستخلصات نباتية طبيعية موجودة في البيئة العمانية تم معالجتها بواسطة قشور الفواكه، ولها مواصفات تقنية تم ربطها بالإنترنت، لتعين الباحثين على معرفة مدى صلاحية هذه المياه للاستخدام البشري من خلال جهاز واحد فقط، دون اللجوء إلى استخدام مقاييس معقدة ، وأضاف: حافلة “نفكر ونبتكر” ستوفر لي الكثير من الأدوات التي تعينني على تنفيذ مشروعي، فبالطابعة ثلاثية الأبعاد استطيع تصميم المجسم الأساسي لمشروعي، كما سيقدم كل من المشرفين والمختصين المرافقين لهذه الحافلة الدعم والتوصيلات الإلكترونية والكهربائية، والبرمجيات اللازمة لتنفيذه وتطويره.
الدوائر الكهربائية
وقالت لين بنت خالد الحبسية الطالبة بالصف الرابع الأساسي من مدرسة الفتح للتعليم الأساسي بالمحافظة، عن مشاركتها في إحدى الطاولات المرنة لحافلة “نفكر ونبتكر”: تعلمنا في مادة العلوم كيفية صنع الدوائر الكهربائية، التي من خلالها يمكننا تشغيل الأدوات والأجهزة الكهربائية: كالمصابيح، والمذياع والساعة الرقمية، ودائرة اللمس.. وغيرها، فهذه الحافلة وفرت لنا الأدوات التي من خلالها نستطيع تطبيق ما تعلمناه، والقيام بصنع العديد من الدوائر الكهربائية لتشغيل العديد من الأجهزة الكهربائية.
نظارة الأمل
من جانبه قال أيهم بن عبدالله الشكيري الطالب بالصف العاشر، من مدرسة المتنبي للتعليم الأساسي بتعليمية المحافظة عن مشاركته في طاولة “حافلة نفكر ونبتكر”: شاركت في مشروع نظارة الأمل وعصا الأمل، والتي تأتي فكرتهما لمساعدة المكفوفين للتنقل بكل حرية دون الحاجة إلى أشخاص يقودونهم ويرشدونهم إلى وجهاتهم، فعندما يبدأ المكفوف بالمشي مرتديًا النظارة وممسكًا بالعصا، فإن هذه النظارة ستقوم بإرسال ذبذبات نحو العصا باستخدام (الأردوينو)تنبه المكفوف بأن هنالك جسما أمامه ليتجنب الاصطدام به، ومن هنا أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة التربية والتعليم بشكل عام والمديرية العامة لتعليمية شمال الشرقية بشكل خاص على دعمها للابتكار العلمي والمبتكرين في جو يسوده التفاعل تحقيقًا لمبدأ نفكر ونبتكر الذي توجت به هذه الحافلة.
مبيدات بديلة آمنة
وذكرت لمياء بنت حمد الحنظلية الطالبة بالصف العاشر من مدرسة الغبرة للتعليم الأساسي بتعليمية المحافظة بالنيابة عن زميلتيها حبيبة الحنظلية ومروة الحنظلية المشاركات في إحدى طاولات حافلة “نفكر ونبتكر” عن فكرة مشروعهن حول اكتشاف ومكافحة النمل الأبيض باستخدام مبيدات بديلة آمنة، فقالت:” عند استخدام المبيدات الكيميائية للقضاء على النمل الأبيض فإنها ستعرض البيئة بكافة أغلفتها للضرر كما أنها ستضر بصحة الإنسان، لذا قمنا باستخدام المستخلصات والزيوت الطيارة من النباتات المنتشرة في البيئة المحلية، وتجربتها على شغالات النمل الأبيض، وقد أظهرت النتائج أن نسبة هلاكها بهذه المستخلصات هي تعادل نسبة هلاكها بالمبيد الكيميائي”، وقد حصلنا بهذا المشروع على المركز الأول على مستوى السلطنة في مسابقة التنمية المعرفية لعام 2018/2019، وشاركنا أيضا في معسكر الشباب في جمهورية الصين الشعبية، وحصلنا على المركز الثاني على مستوى دول الخليج العربي في مسابقة ابتكار دولة الكويت، ونأمل في المستقبل أن نلقى الدعم لتطوير هذا المشروع، وتسويقه”.