“والله نستاهل”.. برنامج شبابي يطرح القضايا الطلابية عبر “يوتيوب”

الرؤية: لم يعد موقع الفيديو الشهير “يوتيوب” بالنسبة لعدد من شباب مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة بوابة للتسلية عبر شبكة الإنترنت، بعد أن تمكنوا من استغلال إمكانياته في إظهار مواهبهم في العمل الإعلامي لطرح قضايا شباب السلطنة ومناقشة الحلول المقترحة لها، وهو ما يمثل نقلة نوعية للحراك الإعلامي “الموازي” للقنوات الفضائية وغيرها من الوسائل التي باتت تقليدية.

وفي هذا الإطار، خرج إلى النور برنامج “والله نستاهل” عبر “يوتيوب” من تنفيذ فريق عمل شبابي يضم طلابًا من جامعة السلطان قابوس وكليات العلوم التطبيقية، التقت بهم “الرؤية” للتعرف على مسيرة البرنامج وخطواتهم المقبلة لتطويره.

قبل عامين، تأسست حملة طلابية في جامعة السلطان قابوس بعنوان “ليولد كبيرًا” بهدف حشد طلاب الجامعة من أجل تأسيس اتحاد طلابي نتج عنه برنامج “والله نستاهل” يتحدث باسم الطالب الجامعي في ظل غياب الممثل الشرعي والرسمي للطلاب في الجامعة.

وعن سبب اختيار ذلك الاسم، قال المعتصم المعمري مقدم البرنامج وهو خريج كلية الطب: “إنّه الإيمان بأحقية الشباب في مزيد من الدعم والاهتمام لتهيئتهم لواجباتهم الوطنية المقبلة”، وفي البداية كان فريق العمل يضم ٦ طلاب فقط ، جميعهم من طلبة جامعة السلطان قابوس، ويفتقر إلى أساسيات العمل من أجل مخاطبة الجمهور عبر موقع الفيديو الشهير “يوتيوب”، لكن الفريق تعلم من كل خطوة وتطور بعد كل حلقة، حتى أصبح يضم ١٤ عضوا من مختلف المؤسسات التعليمية كجامعة السلطان قابوس وتطبيقية نزوى والتقنية العليا. وأصبح العمل أكثر تنظيماً، وجرى تقسيم الفريق إلى عدة مجموعات للإعداد والتسويق والعلاقات والدعم الفني، ويسعى الفريق إلى ضم المزيد من المواهب العمانية الشابة.

وقال سعود الفارسي مخرج البرنامج والطالب بقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس: “في كل موسم يتبنى البرنامج توجهًا خاصًا ويختار القضايا الأكثر أهمية في كل مجال بعد جلسة مطولة للعصف الذهني، وناقش البرنامج في الحلقات الأولى قضايا طلابية بحتة مثل العلاوة المالية والأنشطة والسكن والمواصلات واتحاد الطلاب ثمّ تطرق إلى قضايا عامة في شهر رمضان مثل الاستهلاك والسلوكيات والسياحة الداخلية في الإجازات.
وأضاف أنّ البرنامج يهدف إلى نقل صورة واضحة للمشكلات الشبابية في السلطنة، وتقديمها بطريقة موضوعية ومخاطبة الجهات المعنية للقيام بدورها في دعم الشباب وتقديم الحلول الممكنة والواقعية للمشاكل المعروضة.

وقالت هالة القرنية من الفريق الفني :”لم يقتصر اهتمامنا على قضايا طلاب الجامعة، وخرجنا بقضايا عامة تتناسب مع الشهر الفضيل. وكان لنا هدف آخر يتمثل في تجريب المجال العام واكتساب الخبرة فيه وخضنا تجربة جيدة جداً، وعملية المراجعة والتطوير مستمرة. وغالباً ما يتم ذكر المؤسسات المعنية في الحلقات، ورسائلنا تتسم بالوضوح والشفافية. ونقولها بصراحة: على المؤسسات الحكومية في السلطنة أن تتابع الحراك الشبابي في وسائل التواصل الاجتماعي إن كانت تسعى لتقييم أدائها وتحسينه.، والتجاوب مع القضايا المطروحة كان حاضراً بخجل، ونحن سعيدون جداً لهذه البداية الطيبة، ولكننا لم نصل لمستوى طموحنا حتى الآن”.

وحول ما يُميّز البرنامج عن باقي البرامج المعروضة على اليوتيوب قالت القرنية إن الحراك الظاهر عبر اليوتيوب في السلطنة يسعدنا جميعاً، ونتمنى أن يستمر وينشط لخدمة الشباب والوطن عموماً. ومعظم البرامج تنتهج المسار الكوميدي، وهي طريقة لها جمهورها الواسع أما برنامج والله نستاهل فقد انتهج الجدية في طرح القضايا بهدف الحفاظ على قدر عالٍ من الموضوعية والواقعية، ودعمها بالإحصائيات والأرقام. وما يميزنا التزامنا بعرض الموضوع من زوايا مختلفة، وتقديم حلول قابلة للتطبيق. ونتمنى أن نستمر بإذن الله.

وعن تحديات العمل قال المعتصم المعمري: بدايتنا كانت بإمكانيات ضئيلة جداً، وكثيراً ما كنا نستخدم أدوات مصنّعة يدوياً ! ثم في شهر رمضان تلقينا دعماً من شركة مسقط للإعلام لاستخدام أجهزتهم وأدواتهم التصويرية وبشكل عام فإنّ مصاريف البرنامج يغطيها الأعضاء بتبرعاتهم، ولو كان لنا دعم مادي ثابت لطورنا البرنامج بشكل سريع جداً .
وأبرز تحديات العمل تتمثل في أن الحصول على المعلومات صعب جداً، ونحن نفتقر لقاعدة بيانات متكاملة في معظم المجالات إلى جانب صعوبة الحصول على ردود رسمية من الجهات الحكومية وصعوبة إجراء المقابلات وكذلك صعوبة إيجاد الوقت المناسب لأعضاء الفريق في ظل انشغالاتهم الشخصية والعلمية فضلاً عن صعوبة تغطية نفقات الفريق.
وأضاف عبيد الكلباني من فريق الإعداد متحدثا عن التحديات: من أهم التحديات التي نواجهها كفريق إعداد هو شح المعلومات والإحصائيات والتي عادة ما تكون من أهم أدوات التحليل والموضوعية، ما يقلل جودة المضمون ويجعلنا نميل إلى الاجتهاد وتحليل الموضوع وفق ما نراه أصلح لواقعنا، فمعظم المواقع لا تتوفر فيه الإحصائيات الدقيقة ومما يزيد الأمر صعوبة أكثر هو صعوبة اللقاء بالمسؤولين حيث تأخذ المواعيد فترات زمنية ليست بالقصيرة، وإذا تحقق اللقاء وجدنا تحفظا من المسؤول. إلى جانب صعوبة تجمع الفريق حيث يضم كثيرا من الأعضاء من مختلف المناطق والمجالات، مما يجعل التنسيق للاجتماعات أكثر صعوبة، لاسيما أننا أعضاء متطوعون، وكذلك هناك عقبة قصر مدة التحضير أحيانًا وضيق الوقت بسبب الالتزامات المختلفة.

وفيما يتعلق بالترويج والدعاية للبرنامج قال عمر الفهدي من فريق التسويق: الترويج للبرنامج من أكثر العمليات حساسية، لهذا قسمنا الجهود بين الفريق لنستخدم كل ما يمكن لدفع الجمهور لمشاهدة البرنامج ودعمه بالاشتراك، والأفكار والنقاشات، حيث نستخدم جميع مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر، وفيسبوك ، والانستجرام لما لها من اهتمام واسع لدى الجمهور من الشباب، ولم ننس استخدام أهم البرامج وهو (واتس اب) لكونه أحد أبرز القنوات فاعلية لنشر كل ما يخص البرنامج إضافة إلى نشر أخبار الفريق في الصحف، ولله الحمد نرى تفاعلا جيدا من هذه الوسائل.

وأعربت عذراء البوسعيدية وهي عضو جديد في الفريق الفني وطالبة في تطبيقية نزوى عن سعادتها بالانضمام للفريق بقولها: انضممت إلى الفريق حديثاً ولم أتصور آلية العمل من قبل، ولكنني اندهشت بما رأيت من الأهداف الرائعة والنبيلة لهؤلاء المبدعين، سأعمل جاهدة لأعطيهم ما لدي لتغيير نمط التقديم الاعتيادي ليصبح أكثر تشويقاً للمشاهدين.

وقالت زهرة النبهانية من الفريق الفني وطالبة بتطبيقية نزوى: نوجه كلمة شكر وامتنان للجمهور الذي تفاعل معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وساهم في نشر حلقات البرنامج، ونحن سعداء بهذه التفاعل السريع، وكلمة شكر أخرى لمن وقف معنا وساندنا معنوياً بالكلمة الإيجابية وبروح التفاؤل لمواصلة مشوارنا ونعدهم بأن نكون عند حسن ظنهم.

وأخيرًا قال المعتصم المعمري: لدينا هدف متفقين عليه وهو أن نكون رواد العمل عبر يوتيوب في عمان. ونحن ماضون نحو هذا الهدف بكل عزيمة وحماس. سنقدم مجموعة حلقات خلال الفترة المقبلة حيث تم الاتفاق على عناوين الحلقات والعمل جارٍ للإعداد لها. وحلقاتنا ستكون متباعدة وقد يفصل بينها شهر أو أكثر، لكن الجودة والاستمرارية هما المعياران الرئيسان، ونحن نقول للشباب : لن يدعم الشباب أحد أكثر من الشباب أنفسهم، ودعمكم للفريق بشتى الطرق المتاحة هو دعم للقضايا الشبابية عموما، وللجهات المسؤولة نقول: نتمنى منكم أن تدعموا المبادرات الشبابية الناشئة، قبل أن يتقدم أصحابها بطلب الدعم منكم، فكلنا نخدم الهدف نفسه، وهو تعزيز العمل المجتمعي لخدمة أهدافنا الوطنية.

Image