حذاء طالبات «التكنولوجيا التطبيقية» الذكي.. عين المكفوفين

البيان: «نحن نتحمل مسؤولية البحث عن أفضل الطرق كي يعيش المكفوفون حياة سهلة، لذا نحاول جاهدين تسخير التكنولوجيا في خدمتهم». بهذه الكلمات، استهلت الطالبات: سارة السويدي وعائشة الزعابي وعائشة السنيدي، في الصف الثاني عشر من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، حديثهن عن ابتكارهن «الحذاء الذكي للمكفوفين». المشروع عبارة عن حذاء يحذر الكفيف قبل اصطدامه بالحواجز أمامه، عوضاً عن العصا التقليدية أو العصا الذكية التي درج استخدامها منذ وقتٍ بعيد.

الطالبة سارة السويدي قالت إن المشروع يساعد المكفوفين أثناء المشي، ويحذرهم من العوائق والحواجز أمامهم، ويتكون الحذاء من عناصر رئيسية مثل الحساسات، والطنان الكهربائي الموصّل بالحذاء، فعندما يقترب الكفيف من عائق، يصدر الحذاء صوتاً يحذر به بضرورة تغيير الاتجاه نحو آخر سالك وآمن، مضيفة إن أعضاء الفريق حرصوا على البحث عن ابتكار يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، أملاً في تطويره مستقبلاً.

وأضافت السويدي إن الهدف الأساسي هو غرس الثقة بالنفس وتعزيز اعتماد الكفيف على نفسه، وحث أكبر شريحة من المكفوفين على استخدام الحذاء، خاصة وأنه غير مكلف وخفيف الوزن ولا يسبب أي مشكلات صحية، موضحة أنهن شاركن في معرض «بالعلوم نفكر» الذي أقيم في دبي أخيراً، وقبل افتتاح المعرض، أعد الفريق فيلماً قصيراً مدته دقيقة ونصف، كي يشاهده زوار المعرض ولجان التحكيم، ويتناول الفيلم مشهداً تمثيلياً قصيراً لأحد المكفوفين ينتعل الحذاء، ثم يمشي وأمامه بعض الحواجز فيتفادى الاصطدام بها بكل سهولة ويسر.

خطط وأحلام

وأشارت الطالبة عائشة الزعابي، إلى أن أحلام الفريق الطلابي وطموحاته عالية ترنو إلى ابتكار المزيد من الأفكار والاختراعات التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً المكفوفين، مؤكدة أنهن وضعن خطة عمل مستقبلية لتطوير الحذاء الذكي، تتمثل في تزويده بخاصية الربط مع الأجهزة الكهربائية والحساسات بالحذاء، وتصميم جهاز تحكم قادر على تشغيل الأجهزة عن بعد.

وأوضحت الزعابي أن فكرة الحذاء مستوحاة نسبياً من طريقة الاستدلال بالعصا، لكن العصا تتسبب في بعض الأحيان بإزعاج الآخرين، وفي بعض الدول الغربية يستعين المكفوفون بالحيوانات مثل الكلاب، ولكن في الأماكن العامة مثل مراكز التسوق أو في المساجد، لا يمكن اصطحاب الحيوانات، ما يتسبب بشعور المكفوف بانعدام الثقة وعدم القدرة على الاعتماد على النفس.

ثلاثة أسابيع

وأكدت عائشة السنيدي، أن فريق العمل استخدم أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية الموصلة بلوحات ودوائر مطبوعة كهربائية، كما حرص على تركيب الطنان الكهربائي الذي يصدر صوتاً لتحذير الكفيف عند اقترابه من أي عائق من مسافة متر أو أقل قليلاً، مضيفة إن تكلفة المشروع لم تتجاوز ١٥٠٠ درهم، باستخدام أجهزة استشعار عالية الجودة، إضافة إلى ذلك فإن الحصول على هذه الأجهزة احتاج نحو ثلاثة أسابيع. وقد ساهم فيه معلمو قسم الهندسة الكهربائية التطبيقية في المدرسة، الذين شرحوا كيفية استخدام وتركيب هذه الأجهزة.

وذكرت السنيدي بعض الصعوبات الأخرى، تمثلت في استخدام أسلاك كهربائية رفيعة، ما أدى إلى انقطاعها مرات عدة، لكن في المرة الأخيرة اختار الفريق أسلاكاً متينة ونجح في تثبيتها بقوة. من التحديات التي واجهت الفريق أيضاً، تزامن موعد تطبيق فكرة الحذاء مع امتحانات الفصل النهائية، لكن مع تنظيم الوقت، نجح الفتيات في أداء الواجبات والتكليفات على كل الجبهات.

Image

آخر الإضافات