الخليج: انتهت اللجنة التنفيذية لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدعم التعلّم باللغة العربية بوسائل ذكية من توزيع 5150 جهازاً لوحياً على طلبة رياض الأطفال والمدارس الحكومية ونحو 240 معلمة في الإمارة .
تجسد المبادرة حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على رفد منظومة التعليم بالإمارة بأحدث النظم والبرامج التعليمية التي تم تشكيل مفرداتها بأياد وطنية، أثبتت عبر جودة مخرجاتها الماثلة في برامج ونظم الحاسوب اللوحي، كم الجهود التي بُذلت على مدار أكثر من عامين، علاوة على المنهج العلمي الدقيق الذي تم الاستناد إليه في تصميم البرامج التعليمية بشكل يلائم الفئات العمرية كافة، وبما يتناسب مع مختلف المراحل الدراسية ويحقق الرسالة المنشودة ويصيب هدفه نحو تفجير طاقات الإبداع والابتكار لدى الطالب والمعلم في آن واحد .
يشكل المشروع الأول من نوعه في الوطن العربي، عنصراً متفرداً في أدواته وعناصره الأكاديمية، تم تكوينها بشكل مدروس، في سياق استراتيجية عامة ترمي إلى تحديث وتطوير أركان العملية التعليمية في إمارة الشارقة .
يحمل كل جهاز من الأجهزة اللوحية بين ثناياه عدة برامج وتطبيقات تفاعلية و تعليمية جديدة ومبتكرة باللغة العربية للطلاب، وبرامج تدريبية للهيئة التدريسية .
تولت “حروف”، التابعة لمجموعة “كلمات”، إعداد محتويات وتصميم التطبيق الذكي الخاص بالمبادرة، وتوفيره على الأجهزة اللوحية، إلى جانب توفير إصدارات “حروف” المطبوعة .
حقيبة تعليمية مطبوعة
أحد أركان المبادرة جمع برامج وتطبيقات الجهاز اللوحي في حقيبة تعليمية مطبوعة تم توزيعها على كل فصل من فصول مدارس رياض الأطفال على مستوى الإمارة بحسب عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، التي أضافت أن الحقيبة عنصر مكمل وداعم لبرنامج “حروف” وتطبيقات الأجهزة .
أضافت سيف أن نحو 260 معلمة وموجهة رياض الأطفال على مستوى الشارقة خضعن لتدريب مكثف للتعاطي مع الأجهزة من قبل مدربات يمتلكن الخبرة والمعرفة التامة بمحتويات الجهاز وأهدافه .
وقالت ملاك عبيد عضو اللجنة التنفيذية للمبادرة ومحررة المشروع إن برنامج حروف التعليمي وتطبيقاته الذكية قابلة للتوسع كل عام، في إشارة إلى التخطيط طويل المدى وقدرة الأجهزة على دمج المستحدثات التعليمية مع مرور الزمن .
من جهتها أشارت مريم فوزان عضو اللجنة ومسؤول التدريب إلى أن برنامج “حروف” يعتمد على مبدأ التفاعل والتعلم الذاتي ويعزز مهارات الاكتشاف، ويدعم القدرات اللغوية والتفاعلية لدى الطفل، معتبرة أن تنوع محتويات البرنامج يمثل إضافة لمناهج وزارة التربية والتعليم .
ويحتوي جهاز الحاسوب اللوحي على برامج حقيبة الحروف ويضم برنامج “امرح” الذي يحتوي على مجموعتين من القصص الفيلمية التي تعتمد على الصوت والصورة بتقنية فيديو وجرافيك متطورة مدعومة باللغة العربية الفصحى قراءة وكتابة .
برامج الألعاب بالجهاز توفر الحافز العقلي وتفجر طاقات الإبداع الإيجابية بداخل كل طفل، وتشير بثينة علي السميطي مختصة ومعلمة التربية الخاصة، إلى أن برامج الحاسوب سيكون لها الأثر الفعال في تطوير وإثراء الجانب اللغوي والمهارات الحسية لدى الأطفال بشكل عام وخصوصاً الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم والصعوبات الإنمائية من ذوي الاحتياجات الخاصة المدموجين .
وترى السميطي ان الجهاز يتيح فكرة التكرار وما لها من أثر في تثبيت المعلومة في أذهان الطفل، علاوة على عنصري التشويق والتحفيز واستثارة الحواس وأهمها على الإطلاق حاسة اللمس التي لها تأثير كبير في المراحل العمرية المتقدمة .
كما يشمل الحاسوب برامج “تلوين” الذي يتمكن الطفل من خلاله استخدام أصابعه في تلوين الأشكال بسهولة ويسر، علاوة على برامج تركيب الأشكال التي تتسم بنوع من الغموض لاستثارة فضول الطفل وتنمية مهاراته العقلية .
برنامج “عائلة الحروف”، يضم كافة حروف اللغة العربية ويقود كل حرف الطفل إلى قصة مرئية ومسموعة ويكسبه مهارة جديدة في نواح تعليمية وحياتية .
برامج “المفاهيم” يضم مجموعة من الأفكار والقيم العلمية والاجتماعية التي تكفل سهولتها وأسلوبها القائم على المحاكاة والتشويق عنصر جذب وتأثير كبير في نفوس الأطفال، علاوة على برامج “أتمرن” الذي يقدم قياساً وتنمية للقدرات التطبيقية، يشترك معه في ذلك برنامج “عالمي الخاص” الذي يشكل ساحة ذكية للطفل لاستخراج ابتكاراتها وتحويلها من أفكار إلى مشاريع عبر لمسة زر وباستخدام أنامله .
ويعد الجهاز وسيلة تقنية هائلة تتوفر به برامج الكبار من الإنترنت وبرامج الطباعة والخرائط إلى غيرها من الاستخدامات الاعتيادية لأجهزة الحاسوب، ويتميز بقدرته على التطوير والتوسع في برامجه باللغتين العربية والإنجليزية .
تأثر الأطفال بالأجهزة
قالت آسيا علي خميس مديرة مركز تطوير رياض الأطفال بالمنطقة الشرقية، إن ارتباط الطفل بالتكنولوجيا التي تحيط به في كل نواحي الحياة، أسهم في سرعة انجذاب الطلبة نحو الجهاز، معتبرة أن هذا هو الجديد في المبادرة، فلقد روعي تماماً في تكوين الجهاز وتصميم برامجه البعد النفسي والقدرات العقلية والتباين في الأعمار لدى الفئات المستهدفة، لذلك لم نستغرب سرعة تجاوب الأطفال مع الجهاز .
وأوضحت أن التجربة تلمست حاجة الطفل وشغفه بالتقنية، لذا تمثل فئة طلبة رياض الأطفال الشريحة الكبرى من الشرائح المستهدفة لتطبيق المشروع . وأشارت إلى أن سن الأطفال من 3-6 سنوات، هي السن الأنسب لبناء القاعدة الأساسية من الشخصية، من حيث اللغة والتفكير والمهارات والإبداع .
عنصر مكمل وداعم للتعلم الذاتي
عن مدى تأثير التقنية الجديدة في طبيعة المناهج الدراسية في مراكز رياض الأطفال، أوضحت آسيا علي خميس أن الحاسوب اللوحي تم تصميمه كعنصر مكمل للعملية التعليمية التي تستند إلى الكثير من الأدوات، كاشفة عن تطبيق الجهاز لمنهاج التعلم الذاتي بشكل تلقائي عبر برامجه ووسائله، مشيرة إلى أن إتاحة الجهاز بعد التحول من منهاج الخبرات التعليمية إلى منهاج التعلم الذاتي سيشكل نقلة نوعية في ميدان رياض الأطفال بالإمارة، يساعده في ذلك خضوع المعلمات لدورات تدريبية مكثفة على أساسيات التعلم الذاتي وتقييم الأطفال بعد خضوعهم للتعلم عبر الحاسوب .