دعم المبدعين لا ينتهي بعرض الاختراعات

الخليج: انطلاقاً من اقتناع أجهزة الدولة بدور الشباب في تحقيق التنمية، وإيماناً بوجود ابتكارات وإبداعات تقدم إلى الواقع مشروعات تقنية تتماشى مع الثورة التكنولوجية التي تطبقها في جميع المجالات، تتبنى الحكومة دعم مشروعات المشاركين في معرض “بالعلوم نفكر” من خلال حزمة إجراءات تخرج هذه الأفكار إلى حيز التنفيذ، وتضمن تطبيقها بما يفيد المجتمع وتطلعاته إلى النهضة العلمية والتكنولوجية .
“الخليج” التقت عدداً من المشاركين في المعرض لاستعراض سبل دعم أفكارهم ومشروعاتهم بعد انتهائه .
أمين عبد الله العولقي طالب ماجستير في المعهد البترولي وموظف في شركة أدنوك للبترول يقول: “شاركت مع زميلي عبد العزيز الزحمي من خلال مشروع يقوم بتنقية الهواء من الرطوبة، عملنا فيه لمدة سنة كاملة، جربنا خلالها عدداً من التصميمات حتى وصلنا إلى التصميم الأمثل، وهو خفيف الوزن وصديق للبيئة”، ويرى العولقي أن أغلب الشباب المبدعين في الإمارات يتجهون نحو المجالات الحيوية الحديثة، كالطاقة البديلة أو تطبيقات الهاتف المتحرك، أما عن دعم مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب لمشروعه بعد المعرض يقول العولقي: “لم يكن هناك دعم مباشر للمشروع، بل كان من خلال تأمين برامج تدريبية لنا إذ أننا المشاركون المتميزون في المعرض، فهذه البرامج شملت رحلات إلى بريطانيا وكوريا، حيث قمنا بعرض مشروعاتنا أمام أناس مختصين في المجالات العلمية، وتلقينا النصح منهم” .
ويرى زميله في المشروع عبد العزيز الزحمي أن المعارض العلمية مثل معرض “بالعلوم نفكر” يؤمن فرصة التقاء الطالب المبدع مع الشركات والمؤسسات الراغبة في تبني الأفكار الخلاقة، كما تتيح له فرصة التعرف إلى مبتكرات يعمل عليها أبناء جيله، الأمر الذي يوسع أفقه ويساعده في تطوير المشروع الذي يقدمه، يقول الزحمي: “أعطاني المعرض تقييماً مبدئياً، وهي أولى الإيجابيات التي حصلنا عليها من المشاركة، واختياري ضمن سفراء “بالعلوم نفكر” زاد من ثقتي بنفسي وأكد لي أننا على الطريق الصحيح”، ويشير الزحمي إلى أن المشروع ما زال في بدايته، وهناك أمور كثيرة يجب تطويرها، ويضيف: “ما زلنا في البداية وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن نتعلمها حتى يتحول مشروعنا إلى حقيقة، حاولت مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب منحنا هذه العلوم من خلال البرامج التدريبية التي وفرتها لنا، حيث التقينا شخصيات مهمة في شركات عملاقة مثل سامسونج وإتش بي، وتعرفوا إلى المشروعات التي قدمها الطلاب في المعرض، وأعطونا رأيهم في المشروع والجوانب الإيجابية فيه والجوانب التي علينا تطويرها” .
حميد آل علي موظف في هيئة تنظيم الاتصالات وقد شارك في المعرض من خلال تطبيق للهاتف المتحرك، وعن مشروعه يقول: “هو تطبيق هاتف متحرك مخصص لحوادث السيارات، فبمجرد تعرض السيارة لحادث يقوم التطبيق بعد دقيقة بإرسال رسالة إلى مركز الشرطة حول مكان الحادث وشدته، وقد وصلنا إلى هذا التطبيق بعد جهد كبير”، ويشير آل علي إلى أن العلوم الحديثة هي الأكثر جذباً لابتكارات الطلاب، كتقنيات النانو وتطبيقات الهاتف المتحرك وتوليد الطاقة والحفاظ على البيئة، وعن دور معرض بالعلوم نفكر في تطوير مشروعه يقول آل علي: “لم يقم معرض بالعلوم نفكر بتبني مشروعي أو أي مشروع آخر، ففكرته تقوم على تنمية قدرات صاحب المشروع، بحيث يصبح قادراً على تطوير مشروعه بشكل ذاتي، وكان هذا الأمر من خلال الرحلات العلمية التي اصطحبتنا فيها المؤسسة إلى عدد من دول العالم”، ويؤكد آل علي الفائدة الكبيرة التي جناها من هذه الرحلات .
مريم الزعابي خريجة هندسة ميكانيكية من جامعة الإمارات وموظفة في أدما العاملة تقول عن مشاركتها في المعرض: “مشروعي تركيب نوع جديد من العوازل الحرارية، يكون صديقاً للبيئة وليست له آثار سلبية في صحة الإنسان، وقد توصلت إلى هذا النوع الذي يقوم بعزل 15% من الحرارة أكثر من العوازل العادية”، وتشير إلى أن عدداً كبيراً من مشروعات الطلبة يتم توارثها من سنة إلى أخرى، فالمشروع الذي قدمته تعمل على تطويره الآن مجموعة من طالبات جامعة الإمارات بإشراف أحد المدرسين، وعن دور المعرض تقول: “كان نافذتنا إلى المجتمع بمختلف أطيافه، فمن خلاله استطعنا توصيل أفكارنا إلى شريحة أكبر من المجتمع، الكثير شجعنا على الاستمرار والبعض قدم لنا نصائح جيدة، مشروعي وصل إلى مرحلة متقدمة، ويمكنني القول إنه وصل إلى مرحلة التصنيع” .
مها محمد خريجة هندسة مدنية بيئية من جامعة الإمارات تقول: “شاركت في المعرض مغ زملائي من خلال تصميم فلتر لتنقية المياه الرمادية كبحث تخرج أعدته أنا وحصة الحرمي عن قسم الهندسة المدنية والبيئية في جامعة الإمارات، وأحمد أهلي عن كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة دبي بإشراف الدكتور حسن درويش عمران، وفي ذلك تقول مها: “بحسب ما قمنا به أنا والزملاء من بحث فيما يخص نسبة الاستهلاك من المياه النقية، تبين أن ما يقارب 60% من الماء النقي يستخدم في ري المزروعات، ولذلك نهدف إلى تقليل هذه الكمية وسط شح المياه الذي يعانيه العالم والدولة، وتضيف: “المعرض نقل مشروعي من مجرد بحث تخرج إلى فكرة تنتظر التطبيق على أرض الواقع، وتبلورت الفكرة في مخيلتي أكثر من خلال سفرنا إلى بريطانيا وكوريا حيث قمنا بتقديم عرض مفصل عن المشروع أمام خبراء” .

Image