عمان: مارست معلمة الفنون التشكيلية ليلى الروشدية هوايتها الفنية في وظيفتها مما ساهم في نجاحها مهنيا حيث شكل الفن متنفسا للتعبير عن النفس والمجتمع فجسدت الفن بأروع اللوحات وشاركت في الكثير من المعارض الفنية وحصلت على العديد من الجوائز وكانت مثالا للمرأة العمانية الناجحة، وقد بدأت ترسم منذ كان عمرها 15 سنة، ثم أخذت تنمي موهبتها من خلال دراستها الاكاديمية في جامعة السلطان قابوس بقسم التربية الفنية حيث تعرفت أكثر على أسس الرسم وخفاياه.
مرايا التقى الروشدية وسلط الضوء على لوحاتها.
ـــ لمن ترسمين ولماذا ؟
معطياتي الفنية تمثل مفهوم الانسان والانسانية ومن خلال الفن أستطيع ان أحقق رسالتي الانسانية عبر المنجز الفني حيث اطمح من خلال لوحاتي الى تجسيد كل ما هو راق ويهم المجتمع اضافة الى مضمونه الاجتماعي فمن خلال رسالة الفن نستطيع ان نهذب الكثير من ذائقة الاخرين ونرتقي بهم الى الحقيقة والخير والجمال والحق والحاجة الى الفن وفق مكامن الشخصية وكينونتي الداخلية هي الاحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه لوحاتي فهي تمثل الواقع حولنا.
واخترت الفن التشكيلي لأنه يلمس شيئا بداخلي، والحمد لله عندي موهبة الرسم، والفن إبداع ولا حدود للإبداع، وهو اشراق للحياة، والفن يترجم المشاعر الداخلية في صورة لوحة فنية معبرة عن الذات، وأجمل وأمتع الأوقات التي أقضيها في حياتي عندما أكون منغمسة في عالم الفن، لأن عالمه عالمي وأهله مرآتي وأنا أجد فيه نفسي . الفن حياتي وهو جزء مني واقول دائما لا حدود للإبداع الفني وحيثما كنا سنبدع ما دام لدينا الموهبة والرغبة والإصرار.
ـــ كيف يخدم الفن قضية ما ؟
الفن أرقى وأذكى وأعمق وسائل التعبير، هو صرختنا بلا صوت، وهو بالنسبة لي الخادم الأمين، لكل القضايا على تنوعها واختلاف حدّتها، الشعر مثلا حمل همّ الأمة، وكانت أصوات الشعراء دليل ذلك. والفنون أكثر المجالات تحسّساً وحساسية تجاه ما يحيط بها، وهي الأسرع والأقدر على ترجمة انفعالات وتفاعلات الإنسان، والجميل أن الفن، لا يقتصر على قضايا معينة، هو مجال وفضاء ممتد للإنسانية وقضاياها.
وفي رأيي أن الفن التشكيلي يعتبر من أجمل الفنون لأنه يمتع الناظر، ويمس الوجدان وللشخص الحرية في قراءة اللوحة الفنية على حسب رؤيته الفنية وتذوقه للفن واللوحات التي تعكس الواقع.
ــــ هل على الفنان ان ينهل من كل الينابيع ام ينتمي الى مدرسة معينة ؟
الفنان يمر بمرحلتين الأولى مدرسية وهذه تتطلب ان ينهل طالب الفن من المدارس والحركات الفنية بلا محددات وحين يرتقي هذا الطالب بفطرته الاولى وذائقته التي يهدفها عبر دراسته ينتقل الى مرحلة تعد هي استقرار الاسلوب يفصح من خلاله عن مكنوناته الذاتية ويتميز في الاسلوب الذي يجد نفسه به حيث يترجمها الى لوحات تبهر المشاهد بأسلوبه. وبالنسبة لي فإن ميولي تتجه للفن الواقعي، والواقع يلامس الانسان ويشدة لأنه يعبر ويترجم عن مشاهد بيئية واضحة وممتعة للمشاهد. إن هدف الفنان الواقعي هو تصوير «الواقع الإنساني» في صورة حقيقية، والتعبير عن العلاقات الناشئة في الحياة الواقعية بين الناس والمجتمع والطبيعة ودائما تجد الواقع يلامس جميع شرائح المجتمع.
ــــ من وجهة نظرك هل للفن التشكيلي علاقة مع بقية الفنون الأخرى؟
بالتأكيد، فالفنون مترابطة ببعضها، لأن المسرحية مثلا قد تحتاج لموسيقى وتحتاج إلى لوحة فنية للعرض، فلا بد من استخدام الفن لإبراز جماليات العمل المقام، لأنه يضيف الجمال لأي عمل وهو الروح الحية له.
ــــ ما هي أبرز مشاركتك في هذا الميدان؟
شاركت في العديد من المعارض منها معرض الأعمال الصغيرة ومرسم الشباب بمسقط، كما كانت لي مشاركات في معرض المرأة في جمعية البريمي للفنون التشكيلية وايضا في المعرض السنوي للفنون ومرسم الشباب في صحار وملتقى ايام الحواضر والبوادي التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية، وأقمت معرضا شخصيا في سفير مول صحار “مبدعات على الطريق” وشاركت في معارض في سوق الحرفيين وفي قاعة المعارض في صحار.
ـــــ ماذا اضافت لك مشاركتك في المعارض الفنية؟
مشاركتي في المعارض الفنية في صحار ومسقط أفادتني كثيرا حيث تعرفت بفنانين من مختلف المدارس الفنية ولوحاتهم المعروضة كانت تشدني للتساؤل واكتساب الخبرة الفنية وكما ساعدني الاحتكاك بشرائح المجتمع وتواصلي فنيا وتمت دعوتي للعديد من المراسم والمعارض.
ـــــ أخيرا ما هي الرسالة التي توجهيها للفنانة العمانية؟
المرأة العمانية يجب ان لا تحدها العادات والتقاليد بل لابد لها من إبرزا موهبتها أيا كانت لترى النور حيث ان الانسان لابد له من اثبات نفسه في المجتمع ولا بد له من مواكبة الحداثة والتحديث حتى يستطيع ان يوازي التجربة العربية والعالمية ويشكل حضوره الادبي والفني والسياسي والاجتماعي في شتى المجالات.
