شيخة أنور: الظل يستحق أن يكون علماً

الخليج: الظل أمر يومي يشاهده الجميع، لكنه استوقف شيخة أنور “خريجة الهندسة المعمارية” لتبدأ رحلة بحث علمي قادها لوضع فرضيات علمية تشرح وللمرة الأولى سبب الظلمة في نظرية “ماهية الظلمة – الليل” وأخرى تشرح

سبب نشأة الظل، ووضعت معادلات تترجم بعض الحقائق العلمية عنه، دراستها بكل المقاييس، وفتح الباب لتفسيرات علمية جديدة، مستندة على الاستدلال العقلي والمنطقي، ولاتزال أنور تبحث عن مؤسسات تدعمها في بحثها العلمي، كما تقول في الحوار معها:

ما علاقة تخصصك الهندسة المعمارية بنظريات الظل والظلمة؟

لا توجد علاقة مباشرة، لكن حبي وللتأمل في خلق الله تعالى قادني لنظريتين .

ما مضمونهما؟

النظرية الأولى عن ماهية الظلمة (الليل)، وتقدم تفسيراً عقلياً مقبولاً لظلمة الفضاء القاتم إذا ما قارنا بينه وبين النجوم المضيئة الوهاجة ذات الأعداد والأحجام الهائلة في الكون . تقول النظرية: الظلمة عبارة عن ظلال الأجرام السماوية (بما فيها النجوم والكواكب) الناتجة عن الضوء الساقط عليها من النجوم الأخرى المختلفة في الحجم والطاقة، أي باختصار الظلام عبارة عن ظلال الأجسام المضيئة والمعتمة في الفضاء .

أما النظرية الأخرى “نظرية الظل” فتقول إنه عبارة عن إلكترونات فاقدة للطاقة الضوئية وترتيبها يختلف عن ترتيب إلكترونات الضوء التي تكون على شكل حزم ومنتشرة . فالظل هو ضوء فاقد للطاقة الضوئية، وكلما كان محاطاً بضوء قوي يقل عمقه اللوني . ونظرية الظل بغض النظر عن صحتها أو خطئها، تحوي تفاصيل دقيقة صحيحة عنه . 

وعلى أي أساس توصلت لتلك الفرضيات؟

لم يكن التوصل لهذه الفرضيات أمراً سريعاً بل كان تدريجياً، واستندت على المتابعة المستمرة للضوء في فترة النهار وتلاشيه وتدوين الملاحظات على مشاهداتي، ومتابعة شروق الشمس وغروبها والظلال الناتجة من الأجسام ليلاً ونهاراً، وإيماني بأن الله سبحانه وتعالى هو الخلاق العليم ولم يخلق أمراً إلا وله فيه آية، دعاني لتعظيم كل ما تراه عيني من مخلوقاته عز وجل، وبعد أن تأملت في الظل، كنت أقول في نفسي: “ظلال الأجسام التي على الأرض مصدرها أضواء المصابيح، يا ترى النجوم التي هي كالمصابيح في السماء ما هي الظلال التي تنتجها؟” إذ لا يمكن لأحد أن يدعي أن كل هذه الأجرام السماوية الهائلة الحجم والفائقة الطاقة الضوئية لا تلقي ضوءها على أجرام سماوية أخرى ينتج منها ظلال، فهذا أمر لا يمكن إنكاره، فقادني هذا الاستفسار لنظرية الظل والظلمة مستندة أساساً على الاستدلال العقلي والمنطقي الذي يقبله العقل السليم .

تشيرين إلى أن نظرية الظل التي وضعتها لم يسبق عرضها وقد تفتح الباب لتفسيرات جديدة وعلم جديد وهو علم الظل، على ماذا استندت؟

لا يوجد إلى الآن أي كتاب متخصص تفصيلي عن الظل وطبيعته، وادعائي بأن نظرية الظل هي امتداد لعلم حقيقي لم يدرس بعد وهو علم الظل لم يأت من فراغ، فهو مبني على ما توصلت إليه من حقائق حول الظل تكاد تكون من بساطتها ووضوحها أموراً لا تستحق الاهتمام وهي في الأصل حقائق وأرقام ومعادلات، فمثلاً:

امتداد الظل، ومجال الضوء والظل الناشئ عنه، وأقصى مسافة يصل إليها الظل، كلها فروع علمية تثيرها ظاهرة الظل، وهي مجالات خاضعة للقوانين الفيزيائية والحسابية عند التمعن فيها، مما يعني أن الظل يستحق وبجدارة أن يكون علماً مستقلاً كظاهرة الضوء .

والأمر العجيب الآخر، وهو أن للظل سرعة تساوي سرعة الجسم المتحرك، وهو باب جديد من أبواب علم الظل الذي أشير إليه، فهذا يعني أن قوانين الحركة والسرعة والسكون تنطبق على الظل، وهو أمر ممتع ومثير يستحق الاهتمام والتدبر .

هل أجريت تجارب عملية؟ 

أجريت تجارب بسيطة جداً بما توفر عندي من أدوات وأجسام، لأدون القياسات والملاحظات على المشاهدات وأجري الحسابات لظلال الأجسام، وهذا ما تطلبه طبيعة المادة التي أتعامل معها وهي الظل، فهي ظاهرة طبيعية مشاهدة سهلة التعامل والملاحظة، ولا تحتاج إلى تجربة علمية لإثباتها، ولكنها تحتاج إلى عقل يسأل عن تجلياتها، وقياسات تدون، ومن ثم تفسير يقبل، فنظرية تسجل، فمعادلة تشرح تلك الفرضية، وتقدم أرقاماً صحيحة .

هل طرحت ما توصلت من نظريات على أساتذة في الجامعة؟ 

لا، إذ إنني قمت بتجميع مبدئي للمادة العلمية التي توصلت إليها هذه السنة أي بعد تخرجي في الجامعة بسنتين، ولم يتيسر لي عرضها على أحد المختصين بعد، ولم أسمع بأحد من المختصين يهتم بموضوع الظل وتفاصيله ، وهذا ما زاد من صعوبة الأمر . 

هل وجدت الدعم من جهات مهتمة بالأمور العلمية والبحثية؟

تواصلت مع الهيئة الوطنية للبحث العلمي، مؤخراً ووجدت من مديرها د . حسام العلماء الدعم المعنوي والتشجيع وإمكانية إحالة موضوعي لأحد المختصين في علم الفيزياء والطاقة في الجامعات المعتمدة في الدولة، وهذا ما دفعني لتوثيق تجاربي العلمية وفق المنهج العلمي لعرضها على المختصين، ولكني أحتاج لمزيد من الوقت للتوثيق، فكتابة النظريات وإجراء التجارب وصياغة المعادلات وتوثيقها بمادة علمية للعرض على المختصين أمر ليس بالهين .

ما طموحك؟ 

حلم حياتي أن تنقلب المعادلة ولو لمرة واحدة ، بحيث يصبح “علم الظل”، علماً موسعاً تم تفصيله وتطويره وصياغة معادلاته بأيدي العلماء والباحثين العرب ومن ثم تصديره للعالم فيكون بداية لنظريات وعلوم تطبيقية جديدة .

 

Image