البيان: بداية كل عام دراسي، تجد المدارس نفسها مثقلةً بأحمال توجيهية، ومرهقة بأعباء إدارية، ومطالبة بجهود تدريسية مضاعفة، كل ذلك بهدف تأمين بداية سلسة وأيام دراسية متزنة في
بيئة دراسية مستقرة، ويا حبذا أن يلتزم الجميع في حدود الحقوق والواجبات، وأن يعرف الطالب والمعلم والمدير وولي الأمر (ما له وما عليه)، دون «تكرار واجترار»، حتى لا تذهب الجهود نثراً في أدراج النسيان.
من أجل الأفضل، وسعياً إلى واقع الاستقرار الذي تنشده المدارس في كل عام، كان لمدرسة أم سقيم النموذجية «حلقة ثانية» بنات في دبي، نهجاً مبتكراً وسلوكاً مثمراً، إذ أراحت إدارة
المدرسة نفسها من كثير من الأعباء واختصرت الطريق في إيصال جملة من التوصيات واللوائح والنصائح وما إلى ذلك، لطالباتها ومعلماتها ولأولياء الأمور أيضاً، والتي أفضت إلى انتظام ورضا واستقرار منذ اليوم الأول.
أما الآلية فكانت في مفكرتي الطالبة والمعلمة، اللتين حملتا شعار «تعليم بلا حدود».مديرة المدرسة نورة سيف المهيري، أوضحت أنها تبادر بداية كل عام دراسي بتوزيع مفكرتي الطالبة والمعلمة، على مئات الطالبات والمعلمات في مدرستها مجاناً، وهذه المفكرة تختصر على المدرسة عناء التواصل مع الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور (الآباء والأمهات) في إيضاح كافة التفاصيل الأكاديمية والتربوية، والتي تهم البيئة المدرسية والمجتمع الخارجي.
على غلاف المفكرة، حرصت إدارة المدرسة على إبراز مقولات للحكام والشيوخ عن العلم والمعرفة والتربية عموماً، تحفيزاً للطالبات وسواهن، ثم تُقلب الصفحة على تعهدين، للطالبة وولي الأمر فحوى الأول «الالتزام بقوانين المدرسة والمحافظة على ممتلكاتها والاجتهاد في الدراسة».
والثاني «متابعة المستوى التحصيلي للابنة وحضور جميع اللقاءات والاجتماعات المدرسية، والالتزام بلائحة السلوك المدرسية». وذُيّل التعهد بتوقيع ولي الأمر والطالبة بعد كتابة الإيميل ورقم الموبايل. وبذلك كما أكدت المهيري، فإن إدارة المدرسة تحقق «إيجابية نفسية» في التعامل مع المدرسة بشيء من الالتزام والجدية.
مواقف وأدعية
وتقلب صفحة التعهد إلى رؤية المدرسة، ثم أدعية تخص الطالبات، منها: قبل المذاكرة وبعدها، وعند التوجه إلى الامتحان، ودخول اللجنة، وبدء الإجابة، وعند تعسر الإجابة، وعند النسيان، وفي النهاية.
وأفردت إدارة المدرسة في مفكرة الطالبة، مساحة للتعريف بالمدارس النموذجية وفلسفتها، تأتي بعدها صفحة التقويم المدرسي، وإجازات الفصول الثلاثة، ثم جدول مواعيد لقاءات أولياء الأمور وما يُنتظر أن تؤديه هذه اللقاءات من تفاعل مع المعلمات للارتقاء بمستوى الطالبات.
هرم التميز
كما شملت مفكرة الطالبة، صفحة تعريفية بالإجازات والمناسبات العالمية المختلفة، إضافة إلى المناسبات الدينية والوطنية، وأفردت في صفحة أخرى من المفكرة، تفصيل للائحة السلوك الطلابي، تشتمل على حيثيات التنبيه الشفوي والخطي والإنذار الأول والنهائي، وما يتوجب على الطالبة فعله لتجنب الوقوع فيها.
وفي صفحة مهمة من المفكرة، صممت المدرسة هرماً للتميز التربوي، يشتمل على نقاط تحصل عليها الطالبة في حال قيامها بمهام وإنجازات معينة، وحصولها على الميداليات وشهادات التقدير، والظفر بتقييم سلوكي وأكاديمي متقدم، وتحقيقها مراكز متقدمة في الجوائز التربوية المختلفة، لتصل إلى قمة النجاح وهي الجائزة الكبرى.
مفكرة المعلمة
وفي مفكرة المعلمة لم تختلف الصورة كثيراً إلا في إيضاحات أخرى، منها الرسالة الإدارية للمعلمة وواجباتها نحو المدرسة والطالبات والمجتمع المحلي. ثم صفحة الغايات والأهداف الاستراتيجية للعملية التربوية، وتفصيل لواجبات ومهام المعلم، ونبذة تعريفية عن المعلم القدوة.
واشتملت المفكرتان، للطالبة والمعلمة، على دروس نموذجية في بعض المواد الدراسية، وعلى جمل تحفيزية، وتفصيل للمهارات الدراسية باللغة الإنجليزية، فيما أتاحت إدارة المدرسة الفرصة للطالبات والمعلمات للاحتفاظ بالمفكرة طوال العام الدراسي، لا سيما وأنها تتضمن مئات الصفحات البيضاء التي تتيح لهن كتابة ما يردن من ملاحظات، والاستفادة منها عملياً طوال أيام العام الدراسي.