مستقبل التعليم في أبوظبي لا يعترف بالحفظ ولا التلقين

دار الخليج: يواصل مجلس أبوظبي للتعليم هذا العام تنفيذ عدد من البرامج الناجحة في الصفوف من الروضة وحتى الصف السادس، والتي طبقت في العام الدراسي الماضي 2012/،2013 حيث زود المعلمين بأفضل الممارسات والاستراتيجيات التربوية للمساعدة على تطبيق أساليب التدريس الفعالة في الصفوف الدراسية، وتشجيعهم على الاطلاع وإجراء البحوث قدر المستطاع، كما تم شراء رخصة لاستخدام المعلمين بعض المواقع التربوية التي تتناسب ورؤية المجلس التطويرية، والتي ستوفر لهم كماً هائلاً من القصص والمراجع ومخططات الدروس، إضافة الى توفير 50 ألف مصدر رقمي “كتاب إلكتروني ووسائل تعلم مساعدة” .

أكد الدكتور مغير خميس الخييلي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي تضع في مقدمة عناصرها تحديث المناهج الدراسية وتطوير طرق وأساليب التدريس، التي تعتمد المشاركة الفعالة للطلبة وإكسابهم المهارات اللازمة للقرن الحالي، مشيراً إلى أن تطوير المنظومة التعليمية وتطبيق الأساليب الحديثة يجعلان الطالب محوراً للعملية التعليمية، والتطبيق التدريجي للأساليب المتطورة، وتنمية المهارات المطلوبة للطالب في هذه المرحلة التي تعتمد على التفكير الإبداعي، والابتكار، والعمل الجماعي، والتواصل، واتباع طرق التقييم التي تخدم العملية التعليمية .

وقالت الدكتورة كريمة المزروعي مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم إن اعتماد مصادر تعلم متنوعة في المناهج الدراسية يأتي ضمن الخطط الطموحة التي يطبقها المجلس في تطوير التعليم في الإمارة، مشيرة إلى أن التعليم في امارة أبوظبي يتجه نحو الابتعاد عن الأساليب التقليدية المتمثلة في الحفظ والتلقين، بحيث يصبح الطالب مسؤولاً عن البحث عن المعلومة وإيجاد حلول للمسائل والمشكلات، كما يتمحور التعليم حول المعرفة التطبيقية، وهذا ما يهدف النموذج المدرسي الجديد لتحقيقه .

وأكدت أن المجلس يولي اهتماماً كبيراً بتدريب مديري المدارس من أجل دعم جهود تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي امتد هذا العام ليشمل طلبة الصف السادس من الحلقة الثانية، موضحة أن إدارة التطوير المهني وقطاع التعليم المدرسي في المجلس نفذت برنامجاً للتوجيه والتدريب لمساعدة مديري المدارس على التعرف إلى النموذج المدرسي الجديد، والتغييرات التي سيشهدها العام الدراسي الحالي .

وأوضحت أن الصف السادس يشهد هذا العام تغييرات كبيرة من بينها تقديم ست حصص أسبوعياً لكل من العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم، مشيرة الى ان المدة الزمنية للحصة الواحدة 45 دقيقة، كما أنه من المقرر استحداث كتب جديدة للغة الإنجليزية، التي بدورها ستعزز التمسك بالهوية الوطنية، مع إتاحة الفرصة أمام المعلمين وأولياء الأمور للاطلاع على المصادر الإلكترونية، علاوة على توفير قصص مقسمة إلى فصول باللغتين العربية والإنجليزية من أجل تحفيز الطلبة على القراءة، كما يتم تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، و4 حصص لمادة الدراسات الإسلامية، ولم يطرأ على مواد التربية الرياضية والفنون أي تغيير في عدد الحصص الخاصة بها، وتم التركيز بصورة أكبر على الهوية الوطنية والبيئة والفنون والموسيقى المرتبطة بالدولة وتراثها، كما تم تضمين الجوانب الصحية في حصة التربية الرياضية التي تغير مسماها الى حصة “الصحة والتربية الرياضية”، تم إلغاء مادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تم دمجها ضمن المواد الأخرى، وتحويل معلمي التكنولوجيا لمنسقين لأنشطة التعلم الإلكتروني لدعم معلمي بقية المواد الدراسية .

وقالت إن المجلس استحدث مادة الدراسات الاجتماعية المتكاملة التي تدرس لطلبة الصف السادس (الحلقة الثانية) وللمرة الأولى هذا العام بواقع 3 حصص أسبوعياً، وتشمل التاريخ والجغرافيا والدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع والإرشاد الوظيفي، مؤكدة أن إعداد المادة الجديدة جاء بصورة تعزز الهوية الوطنية للطلبة وترشدهم نحو مستقبل مهني مشرق، ومن خلال ما تحتويه هذه المادة سيتعرف الطلبة إلى رؤية الدولة المستقبلية، إضافة إلى استيعاب الخطوات اللازمة للمساهمة الفعالة والإيجابية على مستوى المجتمع والبيئة .

Image