جامعة زويل تفتح أبوابها للدفعة الأولى

دار الخليج: على مدى سنوات طويلة، ظل العالم المصري أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء، يحلم بتأسيس مدينة تعليمية متكاملة تحتضن المواهب وتكون نواة لتخريج علماء المستقبل . ورغم الصعاب التي واجهته لتحقيق هذا الحلم، ظل متمسكاً بالأمل، حتى اندلاع ثورة 25 يناير، التي فتحت الطريق أمام تحقيق هذا الحلم الذي أطلق عليه “النهضة العلمية”، حينها منحته حكومة د . عصام شرف الانتقالية الأرض والمباني بمدينة الشيخ زايد غرب القاهرة، وبدأ بتأسيس مدينته التعليمية التي ترعى الأبحاث العلمية، قبل أن تفتح الجامعة أبوابها هذا العام لاستقبال الدفعة الأولى من الطلاب أو علماء المستقبل .


زويل، رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للمدينة، وجه كلمة مسجلة للطلاب بصوته من كاليفورنيا، أعرب خلالها عن سعادته، ببدء الدراسة في الجامعة، وقال: إنه يوم مشهود، معرباً عن ترحيبه بالطلاب وهنأهم على قبولهم بالدراسة في الجامعة بعد اختبارات عدة أثبتت نبوغهم .

وأكد زويل، خلال كلمته، أن “هذا اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة إلى هذا المشروع الذي واجه تحديات عدة، وكانت ثورة 25 يناير سبباً في إعادة إحيائه، وهو يهدف إلى بناء قاعدة بحث علمي تضع مصر على بداية التطوير العلمي، انطلاقاً من أن الأمم لا تنهض إلا بالتعليم والبحث العلمي” .

تقع مدينة زويل التعليمية بمدينة الشيخ زايد بالقرب من مدينة 6 أكتوبر، وتعد الجامعة مؤسسة مستقلة غير هادفة للربح، وتهدف إلى تدريب نخبة من الطلاب، منتقاة بعناية، على أحدث العلوم الأساسية والهندسية لمنحهم فرصاً للمشاركة العملية في البحث العلمي . وخلال الفترة الماضية جهزت الجامعة بأحدث الأدوات والمعامل، واجتذبت مجموعة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين عاد معظمهم من كبرى الجامعات العالمية للمشاركة في تحقيق حلم النهضة العلمية . ويتضمن الهيكل الأكاديمي الأساسي مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا وما بعدها، لكن باتّباع منهج جديد متعدد التخصصات والأوجه .

وقبلت الجامعة 300 طالب في عامها الأول، بعد أن استطاعوا اجتياز اختبارات القبول بالإضافة إلى مجموع الثانوية العامة، وتراوحت مجاميع الطلاب الذين تقدموا للجامعة بين 5 .98% و106%، وكان باب التقديم فتح في شهر مارس/آذار الماضي، وتقدم 6 آلاف طالب متفوق، وقرر مجلس أمناء مدينة زويل، عدم حرمان أي طالب من الدراسة في الجامعة شرط استيفاء شروط القبول، فهي تقدم منحاً دراسية كاملة للمتفوقين وغير القادرين .

وقال الطالب أحمد عادل، إنه سعيد جدًا بقبوله في جامعة زويل للعلوم، حيث يريد أن يدرس في قسم هندسة النانو، موضحاً أنه تقدم بأوراقه منذ مارس/آذار الماضي، وظل في انتظار انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وحصل فيها على مجموع 97%، ثم نجح في اختبارات القبول، في الدفعة الأولى للجامعة .

وأعربت دعاء السيد، والدة الطالب أحمد عادل، عن فخرها بنجلها الذي استطاع بمجهوده وتفوقه أن يلتحق بهذه الجامعة العلمية الكبيرة، مؤكدة أنها انبهرت عندما تجولت داخل المباني وشاهدت المعامل وقاعات الدراسة، خلال تواجدها مع ابنها في اليوم الأول للدراسة في مؤتمر استقبال الطلاب .

الطالبة مي رجب قالت إن أكثر اللحظات سعادة بالنسبة إليها كانت مرورها من بوابات الجامعة العملاقة كواحدة من طلاب الدفعة الأولى، مشيرة إلى أنها كانت تخشى رفضها بسبب الأعداد الكبيرة التي تقدمت للحصول على مقعد في مدرجات الجامعة العلمية الأولى من نوعها في مصر . وتوضح أنها لم تحتفل بحصولها على مجموع 98% في اختبارات الثانوية العامة، حتى إعلان قبولها في جامعة زويل، لتحقق حلمها بالدراسة في قسم فيزياء الأرض والكون .

ولم يخف الطالب محمد سعيد مخاوفه، التي ظلت تطارده طوال الفترة الماضية منذ تقدم بأوراقه للجامعة من خلال الموقع الإلكتروني، إذ توقع في حال قبوله أن تطلب منه الجامعة مصاريف دراسية كبيرة، إلا أنه اطمأن عندما علم أن الجامعة لن تحرم طالباً من الدراسة لأسباب مادية، لأن هناك منحاً دراسية تتكفل بالمصاريف .

وقال والده، المهندس سعيد حلمي، إن محمد هو أصغر أبنائه واستطاع أن يحقق حلماً كبيراً للأسرة بعد أن طرح فكرة التحاقه بجامعة “زويل” قسم هندسة الفضاء والمعلومات عندما سمع بها من خلال وسائل الإعلام، إلا أن والدته توقعت أن يكون القبول بالجامعة من خلال الوساطة، غير أن محمد أصر على تقديم أوراقه واجتاز اختبارات الثانوية العامة بمجموع كبير، وفاجأ الأسرة بقبوله في الجامعة .

وخلال اليوم الدراسي الأول، أعلن د . شريف صدقي، الرئيس الأكاديمي للجامعة، قرار مجلس الأمناء بإعفاء طلاب أول دفعة بالجامعة من النفقات العملية والتعليمية لمدة 5 سنوات، بعد أن قدمت جهات مختلفة منحاً دراسية كاملة للطلاب تقديراً لتفوقهم ونبوغهم، ومراعاة للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر .

وشرح صدقي للطلاب وأولياء أمورهم مكونات المدينة وأهدافها وطبيعة الدراسة بأقسام الجامعة، بعد ذلك فتح باب الحوار مع الطلاب وأولياء أمورهم وأجاب عن جميع أسئلتهم واستفساراتهم، وتعرف الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس، الذين اصطحبوهم في جولة بالمدينة تعرفوا خلالها على المعامل والقاعات والأجهزة التي تعد الأحدث في الشرق الأوسط، حيث تسعى الجامعة لتقديم أرقى مستوى تعليمي طبقاً للمعايير العالمية .

وأكد صدقي أن الجامعة فيها تخصصات غير موجودة بالشرق الأوسط، إذ تشمل الدراسة بجامعة زويل للعلوم 8 تخصصات حديثة غير موجودة بمصر وهي: هندسة تقنية النانو، وهندسة البيئة، وهندسة الطاقة المتجددة، وهندسة الفضاء والمعلومات، والعلوم الطبية الحيوية، وعلوم المواد وعلوم النانو، وفيزياء الأرض والكون، وتعهد بأن تقدم الجامعة أفضل مستوى تعليمي طبقا للمعايير العالمية، خاصة أنها تضم تجهيزات ومعامل وقاعات لا مثيل لها بالشرق الأوسط، حسب قوله .

Image

آخر الإضافات