البيان: تابع أكثر من 1.5 مليون طفل روسي قرع الجرس الأول في مسيرتهم الدراسية، إذ افتتح العام الدراسي الجديد في روسيا وسط تحضيرات واسعة ويبدأ التلاميذ تلقي مناهج حديثة تم وضعها بعد سنوات من السجال والنقاشات بشأنها.
وحسب وزارة التربية فإنّ عدد التلاميذ في مختلف الصفوف في المدارس الروسية وصل إلى 13.5 مليون تلميذ، ودخلت 42 مدرسة في الخدمة العام الدراسي الحالي، وخضعت نحو 5 آلاف مدرسة لترميم شامل في أنحاء روسيا، ووصل عدد المدارس في عموم البلاد إلى أكثر من 44 ألف مدرسة. وفي العامين الأخيرين خصصت روسيا قرابة 4 مليارات دولار لتحديث المدارس وتغيير المناهج على مراحل الدراسة بما فيها التمهيدي للدخول إلى المدرسة.
وكان موضوع تحديث المناهج الدراسية مثار جدل واسع لفترة طويلة، إذ ترافقت فترة انهيار الاتحاد السوفييتي وسنوات الفوضى التي تلت ذلك مع انتقال حال الفوضى الشاملة إلى المناهج الدراسية ووسائل التعليم،.
وظلّت المدارس الروسية لسنوات عدة تقوم باختيار الكتب الدراسية لتلاميذها بشكل منفرد لكل مدرسة، ما أدى إلى ظهور خلل كبير خصوصاً في مجالات مثل كتب التاريخ التي اختلفت في تأويلاتها للأحداث التاريخية بحسب المزاج السياسي لمؤلفيها.
توحيد مناهج
وأكّد الخبير اناتولي ماكاروف في تصريحات لـ «البيان»، أنّ «هذا الموضوع أثار انتقادات كبرى دفعت إلى تدخّل البرلمان لمناقشة الموضوع أكثر من مرة بهدف توحيد المناهج الدراسية وتقديم رؤية تربوية متكاملة تراعي التوازن والموضوعية وتحض على التقصي والبحث العلمي وتراعي دور ومكانة روسيا المعاصرة»، مضيفاً أنّ «روسيا اضطرت لإنفاق نحو أربعة مليارات دولار خلال السنوات الأخيرة للوصول إلى مناهج دراسية حديثة وموحّدة».
وأبان ماكاروف أنّ مشكلات الدراسة في روسيا لم تقف عند المناهج وأوضاعها برغم أهمية هذا الملف، إذ ظلت أوضاع المدارس ذاتها والحاجة إلى تحديثها عقبة كبيرة وخصوصاً في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى على حد قوله. وأعرب مسؤولون روس عن رضاهم في بداية العام الدراسي الحالي، معتبرين أنّ «روسيا تجاوزت هذه الأزمة».
نقص معلمين
وكشفت وزارة التربية عن وجود نقص بقرابة 22 ألف معلم رغم بدء العام الدراسي معظمهم في اختصاص الرياضيات واللغات الأجنبية للصفوف الأولى. ومع أنّ نسبة لا بأس من المدارس في مناطق مختلفة في روسيا تعمل بنظام ورديتين للدوام فإن 733 مدرسة سوف تبقى مغلقة الأبواب في روسيا بسبب عدم وجود عدد كافٍ من التلاميذ منها 252 مدرسة في القرى والأرياف.
وزودت المدارس بالمعدات الطبية اللازمة للإسعاف، واشترت وزارة التربية قرابة 3 آلاف باص مدرس جديد. وتقدّم الحكومة وجبات غداء لنحو 88 في المئة من التلاميذ. وتنظم المدارس في الفترة ما بين الأول والعاشر من سبتمبر دورات للإسعاف المنزلي ويستمع التلاميذ إلى دروس خاصة بالسلامة العامة، وطرق مكافحة الحرائق، أو افراغ المكان في حال حصول أي طارئ. كما خصصت دروس للتوعية بالمخاطر الممكنة حسب طبيعة المنطقة التي يعيش فيها التلاميذ.
توحيد زي
وبعد انقطاع طويل أصــبح لزاماً على التلاميذ ارتداء اللــباس المــدرسي الموحّد، مع إعطاء الحق لكل مدرسة في اختيار الزي المناسب. وكان الزي الدراسي الموحّد ظهر في روســـيا في نهــاية القرن التاسع عشر في عهد القيصر نيكولاي الثاني،.
وجرت تعــديلات كثيرة على الزي إلّا أنّه تمّ إلغاء الزي الموحّد في بداية التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وفي العام الجاري قررت الســـلطات العودة إلى الزي الموحّد بعد انقطاع 22 عاماً. وفي العام 1980 تمّ إقرار الأول من سبتمبر عيداً للمعرفة وقبل العام 1930 لم يكن هناك يوم موحد لبدء المدرسة في البلاد.