27 مدرسة في الشارقة تسبح بطلبتها في أفق “التعلم الذكي”

دار الخليج: تخطو وزارة التربية والتعليم نحو تعميم مبادرة “التعلم الذكي” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، العام الدراسي الماضي، فبعد أن بدأت تنفيذ المبادرة في شهر سبتمبر 2012 في الصف السادس ب18 مدرسة حكومية، أعلنت تعميم المبادرة على الصف السابع ب123 مدرسة في دبي والمناطق الشمالية مع بداية العام الدراسي الجديد 2013-،2014 وذلك حسب جدول زمني لتعميمها على جميع المدارس في المناطق التعليمية بالدولة خلال 5 سنوات .


استأثرت منطقة الشارقة التعليمية في المرحلة الثانية من تطبيق المبادرة بنصيب الأسد، حيث اشتملت خطة التطبيق في مرحلتها الثانية على الصف السابع ب27 مدرسة في الإمارة، بما يعني تطبيقها على الصف السابع في جميع مدارس الحلقة الثانية، بعد أن تم تطبيق المشروع على 3 مدارس فقط العام الماضي، هي مدارس الوشاح والمجد والمنار، حيث أضيف لهم هذا العام 24 مدرسة، لافتة إلى أن متوسط عدد الطلبة في الصف الواحد 20 طالباً أو طالبة، سيتم تزويدها بأجهزة “الآي باد”، كما تم الانتهاء من أعمال الصيانة والتجهيزات لهذه المدارس وتزويدهم بالبنية التحتية اللازمة، استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد، ويتم تدريب جميع مديري المدارس المستهدفة بالمبادرة على مدار العام الدراسي، لتأهيلهم بشكل جيد على كيفية التعامل مع الوسائل الإلكترونية، وأداء الدروس للطلبة من خلالها .

وأكد سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية، أهمية الاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة في التعليم، ما يخلق جيلاً يستطيع التعامل مع متغيرات الحياة الحديثة، ومستجدات التقنية بشكل كبير، وقال إننا نرفع أسمى آيات الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة، فنحن نشعر أننا سبقنا أقراننا في الدول العربية، والآن تخطينا ذلك إلى المقارنة بالدول المتقدمة .

وأضاف: أعتقد أننا من خلال هذا المشروع قد اختزلنا سنوات للأمام، وأتوقع تعميم التجربة خلال المرحلة المقبلة، فالوزارة تسير وفق برنامج زمني يمكنها من تعميم التجربة في غضون 3 إلى 5 سنوات، حيث يتم نقل التعليم إلى التعلم الذكي، فضلاً عن أننا نعمل على التحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية خلال سنتين .

أما في ما يخص المشكلات التي تواجه هذا المشروع، أوضح الكعبي أن أكبر العقبات قد تكون في أن بعض المدارس غير مهيأة لاستقبال برنامجها التعليمي نتيجة لضعف شبكات البنية التحتية، وكذلك فإن بعض المعلمين يحتاجون إلى إعادة تأهيل، كما يجب أن يتغير فكر الطلبة حول هذه الوسيلة، من لوح كوسيلة للعب إلى وسيلة كتاب محمول، وكذلك من الضروري أن يجيد ولي الأمر التعامل مع هذا اللوح الإلكتروني .

من جانبه ذكر خالد الحمادي مدير مدرسة الحمرية للتعليم الأساسي (ح2)، أنه تم الانتهاء من جميع التجهيزات وتوصيل الأجهزة الخاصة ب”التعليم الذكي” في مدرسته التي تضم شعبة واحدة في الصف السابع، بها 12 طالباً، مشيراً إلى أن أولياء أمور الطلبة كانوا يتابعون عمليات التركيب، وأبدوا ترحيباً شديداً بالمبادرة، آملين أن تعمم على جميع الصفوف .

ولفت إلى أن منطقة الشارقة التعليمية توفر مراكز لتدريب المعلمين ومديري المدارس المستهدفة، وذلك على مدار العام الدراسي، إضافة إلى لقاء المعلمين والإداريين الذين حظوا بتطبيق هذه المبادرة في مدارسهم العام الماضي، لاكتساب الخبرة منهم، منوهاً بأن كل معلم سيتسلم جهاز “آي باد”، سيسلمه لإدارة المدرسة نهاية العام الدراسي، كما أنه سيتم توزيع الأجهزة على الطلاب، وستستمر معهم حتى إتمام الحلقة التعليمية .

وأشادت ليلى السويدي “معلمة” بتجربة “التعليم الذكي”، مشيرة إلى أن أسلوب تصحيح أوراق الامتحانات مع هذا نظام، لن يمثل مشكلة أبداً، حيث من الممكن تحويل التصحيح ورصد الدرجات إلى النظام الإلكتروني عن طريق استخدام “الباركود”، لكن الموضوع يحتاج إلى الثقافة المعرفية والبنية التحتية وتدريب، متوقعة أن يتم التحول إلى هذا النظام بشكل كامل خلال ثلاث إلى خمس سنوات .

وتابعت: إن الطالب يمكنه القراءة واسترجاع دروسه بواسطة اللوح الإلكتروني، أما الاختبارات فيمكن أن تكون ورقية، وخاصة في ما يتعلق بالأسئلة الموضوعية التي تحتاج إلى الكتابة بشكل كبير، وتعتمد على تقييمات المعلم في وضع الدرجة كسؤال الإنشاء في اللغة العربية، كما يمكن أن تكون بعض الأسئلة إلكترونيةً مثل الاختيارات، وسؤال التكملة وسؤال “صح أو خطأ”، حيث إنه ليس من الصعب أن يجري الطالب امتحاناً إلكترونياً ويتم تصحيح إجاباته إلكترونياً أيضاً، وأعتقد أن هذه الطريقة من الاختبار والتصحيح ستكون أكثر أمناً وأكثر موضوعية، فالمعلم يضع الأسئلة، ويرسلها لجميع الطلبة في الوقت نفسه عن طريق زر “SEND”، ثم يقومون بالإجابة عنها، وفي الوقت نفسه يستطيع أن يعطي أوامر للجهاز بتقييم الإجابات وتصويب الخطأ منها، ثم يحصل على النتيجة بشكل فوري .

Image

آخر الإضافات