تنفيذ إستراتيجية الثقافة العددية في العام المقبل

وكالة أنباء البحرين: شهد مجلس سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم مناقشات حول عدد من الأمور المتعلقة بمملكة البحرين وحظي التعليم بالجزء الأكبر خصوصاً مستجدات المشاريع التطويرية ومنها ما يتم تنفيذه في العام الدراسي الجديد 2013/2014م خصوصاً البدء في تنفيذ تدريس إستراتيجية الثقافة العددية للمرحلة الابتدائية.


حضر المجلس عدد من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء ومعالي المهندس سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وكبار المسؤولين بالدولة ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال وأعضاء عدد من الجمعيات السياسية والإعلاميين والمواطنين.

و أكد الوزير أنه استمراراً لتنفيذ المشاريع التطويرية فإن العام الدراسي المقبل 2013/2014م سيشهد البدء في تنفيذ برنامج إستراتيجية الثقافة العددية للمرحلة الابتدائية، والمتمثلة في القدرة، والميل إلى استعمال الرياضيات لحل المشكلات في سياقات حياتية متنوعة، وهي تنطوي على الثقة والكفاءة في استعمال المعرفة الرياضية وما يتصل بها من مهارات وفهم، حيث يمثل اكتسابها أمراً ضرورياً يدفع الطلبة نحو النجاح في المدرسة، وإعدادهم لمواصلة دراستهم وتأهيلهم لعالم العمل، وتعتبر الثقافة العددية عنصراً من عناصر الثقافة، ويمكن القول إن العلاقة بين الثقافة العامة والثقافة العددية هي علاقة باتجاهين، إذ أن ثقافة الفرد العامة لا تكتمل إذا كان هناك خلل في ثقافته العددية ،وقدرته على التعامل مع الأعداد والكميات في حياته العملية، وبالعكس فإن الثقافة العددية لا يمكن أن تتطور عند الفرد، وبخاصة في المواقف العملية الحياتية إلا إذا توفرت عنده عناصر ثقافية متعددة من ضمنها اللغة والتواصل.

وأوضح الوزير كذلك بأن جزءا من تنفيذ هذه الإستراتيجية قد جاء بعد دراسة نتائج ومستويات الطلبة البحرينيين في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات (TIMSS) ووفقاً لمعايير الإنجاز التعليمية الدولية ومقارنة بأداء أقرانهم من الدول المشاركة، حيث أثبتت الحاجة ضرورة تطوير مهارات الطلبة على حل المسائل الرياضية من جانب، واستخدام الرياضيات بصورة فاعلة كمهارة حياتية على الجانب الآخر، لذلك من المهم جداً أن يكون الوقت المخصص لتعليم الرياضيات كافياً إذا أريد للطلبة أن يصبحوا مثقفين عددياً وعليه ربطنا بين تحقيق هذا الطموح وبين جعل دروس مادة الرياضيات يومية ولمدة ساعة كاملة لجميع طلبة صفوف الحلقتين التعليميتين الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية بواقع 70 درساً على الأقل في الفصل الدراسي الواحد، حيث نتطلع لإعداد طلبة يتمتعون بثقافة عددية شاملة لا تكون مقصورة على أداء مجموعة من الإجراءات الحسابية فحسب بل تتعدى ذلك لتعتمد على تعلم مجموعة من الحقائق والمفاهيم والمهارات الرياضية والقدرة على توظيفها بفهم في سياقات متعددة، موضحا أن إستراتيجية الثقافة العددية تهدف إلى رفع مستوى الأداء لجميع الطلبة في مادة الرياضيات عن طريق تحسين جودة التعليم والتعلم والتقويم وتخطيط المنهج، على أن يتحقق ذلك من خلال توفير الإطار العام ودليل إرشادي يوضح الرياضيات التي ينبغي أن تدرس في كل صف دراسي بجانب التوجيه والتدريب لمديري المدارس والمعلمين ودعمهم في كيفية تعليم الرياضيات وتقويمها، بالإضافة لإشراك جميع المعنيين في النظام التعليمي بما يضمن وجود نهج متسق لتعليم وتعلم الرياضيات في مملكة البحرين، مشيرا وزير التربية والتعليم إلى أن الرياضيات هي أكثر من مجرد أعداد، تماماً كالقراءة التي هي أكثر من مجرد أحرف.

والثقافة الرياضية تعني وضع الأعداد في سياق ذي معنى في الحياة اليومية. ويمكن توضيحها أيضاً بأن يقوم الطلاب بوضع الأعداد في صميم حياتهم، في قصصهم وأدبهم، وأن يقوموا بطرح الأسئلة، وتخطيط استراتيجيات لطرح الحلول، كل هذه أنواع لأنشطة يمكن أن تخلق بيئة داعمة ومنمية للثقافة الرياضية

وفيما يتعلق بتوجيه وتدريب مديري المدارس والمعلمين أوضح الوزير بأنه تم خلال العام الدراسي المنصرم 2012/2013م تنفيذ برامج تدريبية حول إستراتيجية الثقافة العددية شملت المدراء والمدراء المساعدين ومعلمي الحلقة التعليمية الأولى ومعلمي الرياضيات بالحلقة التعليمية الثانية، حيث اعتمدت البرامج على دليل تعليم الرياضيات الذي يعتبر المرجع الأساسي لجميع المعنيين بتعليم الرياضيات في البحرين ويضم عدة كتيبات وضعت وفق أساليب روعي فيها تنويع إستراتيجيات التعليم والتعلم وكذلك الأدوات التعليمية المساندة مثل عصا العدّ والسبورات البيضاء الصغيرة وبطاقات الأعداد، بحيث تقدم مادة الرياضيات بصورة مبسطة ومشوقة يسهل على الطلبة التفاعل معها وفهمها، كما شملت البرامج التدريبية استعراض أفضل الممارسات الدولية في تدريس الرياضيات.

وأضاف الوزير بأننا ننظر لدور المعلم الفعّال في تدريس إستراتيجية الثقافة العددية من منطلق كوّن الرياضيات مجموعة مترابطة من الأفكار وعمليات التفكير، وأن الأطفال يتعلمون بنشاط من خلال المناقشة والاستكشاف وتطوير طرائقهم الخاصة، لذلك فالتطلعات تنصب نحو تعزيز وتنويع استراتيجيات التعليم والتعلم داخل الفصل الدراسي من حيث الإعداد الجيد للدروس وتحديد أهدافها ثم تقديم أنشطة استهلالية تحفز الطلبة على المناقشة والتفكير وفق أطر تعتمد على الربط بين الأفكار الرياضية من والبناء على ما يعرفه ويدركه الطلبة بما يحقق تطوير مهاراتهم الرياضية الذهنية.

كما أوضح بأن إستراتيجية الثقافة العددية وضعت بشكل يراعي التمايز بين الطلبة داخل الفصل الدراسي وفق التصنيف المرن لمستويات الطلبة الذي يضم المستوى المتوسط (غالبية الطلبة) والمستوييّن المنخفض والمرتفع، الأمر الذي يجعل المعلم عارفاً بمستوياتهم واحتياجاتهم التعليمية وبالتالي يبني إستراتيجية الحصة الدراسية على تقديم أمثلة وتدريبات تراعي التمايز بين الطلبة.

وأوضح الوزير أن التكوين التربوي والعلمي المتكامل للطلبة يتطلب أن يكونوا قادرين على استخدام الرياضيات ليس كمادة دراسية فحسب بل كمهارة حياتية تتطلبها العديد من المواقف اليومية سواء بحساب التكاليف أو المسافات أو الأزمنة، وبالتالي الأمر يتطلب إجراء عمليات حسابية ليس بالضرورة تعتمد على الوسائل الإلكترونية المساعدة بقدر حاجتها لمهارات ذهنية وحسابية يتمتع بها الطلبة ويكونون قادرين على توظيفها بالصورة المثلى وفي زمن مناسب.

وأضاف بأن الوزارة حين اختارت مشاركة طلبة البحرين في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات المعروفة ب (TIMSS) كان الهدف الأسمى هو تطوير مستويات طلبتنا استناداً لنتائج أداءهم لهذه الامتحانات ومقارنة بتنافسهم العلمي الشريف مع زملائهم في الدول الأخرى المشاركة، لذلك جاءت التغذية الراجعة بالحاجة لمزيدٍ من التطوير لمستويات الطلبة في الرياضيات بحيث تكون المرحلة الابتدائية هي منطلقاً لذلك باعتبارها مرحلة تأسيسية في حياة الطلبة الدراسية ففيها يبدؤون دراسة أساسيات مادة الرياضيات بكل إتقان ورغبة في تعلم المزيد بحيث تصبح مادة دراسية بسيطة ومحببة بالنسبة لديهم.

وأضاف الوزير انه انطلاقاً من حرص وزارة التربية والتعليم على مبدأ الشراكة بين جميع المعنيين في النظام التعليمي، خاصة أولياء الأمور باعتبارهم الشريك المكمل لجهود الوزارة في تنفيذ المشاريع التطويرية، تم تنفيذ لقاءات تعريفية وتدريبية لأولياء أمور الطلبة حول إستراتيجية الثقافة العددية، حيث تعرفوا خلال تلك اللقاءات على برنامج إستراتيجية الثقافة العددية وأطلعوا على الدليل الاسترشادي للإستراتيجية بما يضمه من شرح للدروس وتدريبات عملية على حل المسائل الرياضية كما خاضوا مواقف عملية حول استخدام الرياضيات كمهارة حياتية عند طلبة المرحلة الابتدائية.

وإيماناً من الوزارة بأهمية تنويع طرق التواصل بينها وبين أولياء أمور الطلبة فقد تم تنظيم معرض “زدني علماً .. أبني وطناً” خلال شهر يونيو الماضي في مجمع سيتي سنتر البحرين والذي استمر أسبوعاً كاملاً وضم ركناً تعريفياً بإستراتيجية الثقافة العددية حيث حظي المعرض بإقبال أولياء الأمور وتقديم شرح لهم عن الإستراتيجية وتوزيع دليل الدليل الاسترشادي للإستراتيجية وكتيبات حل المسائل الرياضية عليهم بالإضافة لذلك فقد خاض الطلبة الزوار تدريبات من واقع الحياة حول استخدام الرياضيات.

وفيما يتعلق بعملية تقويم مهارة الثقافة العددية عند المتعلمين أو الطلبة أوضح وزير التربية والتعليم أن مبررات التقويم تعتمد على التقويم من أجل التعلم الذي يقيس مقدار التقدم في التعلم عند الطلبة حيث يمثل جزءاً من التدريبات اليومية المعززة ويعكس التفاعل داخل الفصل الدراسي بين الطلبة والمعلم من خلال التواصل المستمر والتغذية الراجعة التي يقدمها المعلم لطلبته لتشجيعهم على الاستمرار في تنمية مهاراتهم الرياضية، كما تعتمد مبررات التقويم أيضاً على تقويم التعلم والذي يقيس تحصيل الطلبة وغالباً ما يكون بنهاية الفصل الدراسي من خلال الاختبارات الكتابية والذهنية الشفهية، مضيفاً الوزير في كلا الحالتين فأن أولياء الأمور ينتظر أن يكون لهم الدور الفاعل في متابعة مستوى التقدم الذي يحققهم أبنائهم وبناتهم الطلبة باعتبارهم شركاء في العملية التعليمية.

هذا وتتطلع الوزارة من وراء تنفيذ إستراتيجية الثقافة العددية لتطوير أداء طلبة المرحلة الابتدائية حتى يكونوا قادرين على فهم المفاهيم والاستدلال والربط بين مهارات التفكير والتطبيق وصولاً لتكوين ثقافة عددية نتطلع من وراءها لتحقيق نتائج أكثر تطوراً في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات (TIMSS) واستمرارية تطوير أداء طلبتنا في مادة الرياضيات.

Image