د. عبدالمعين نور: رصدنا تفوقاً واضحاً لـ «الإنجليزية» في مدارس البنات

البيان: بداية؛ هل لك أن تعطينا فكرة عن ملتقى اللغة الانجليزية الأول الذي نظمته منطقة رأس الخيمة مؤخراً، من حيث الفكرة والأهداف؟


تتلخص فكرة ملتقى اللغة الإنجليزية، في إتاحة الفرصة لعرض المبادرات الإبداعية في تعليم الإنجليزية، مع التركيز على مهارة التحدث من خلال مواقف حياتية، ودراما ذاتية المحتوى، وشعر ونثر قصصي، بهدف الخروج من الدائرة الضيقة لصفحات الكتب، إلى آفاق اللغة، باستخدام أساليب تفعيل مهارة التحدث التي لا تأخذ حقها داخل الصف.

ورفع مستوى الثقة لدى طلبتنا في قدرتهم على التعبير عن أفكارهم، من خلال التواصل اللفظي. ولو اطلعنا على ما تم عرضه من تنافسية بين المدارس، لوجدنا أن هذا الملتقى يتفق ورؤية وزارة التربية، وتحقيق أحد أهم أهداف خطتها الاستراتيجية.

وماذا عن المدارس المشاركة، والفعاليات التي طرحها الملتقى في نسخته الأولى ؟

بلغ عدد المدارس المشاركة، ثلاثين مدرسة من المراحل الدراسية الثلاث: حلقة 1 وحلقة 2 والمرحلة الثانوية، إذ نفذ الطلبة معرضاً للوسائل التعليمية ونواتج التعلم، كانت فيه اللغة الإنجليزية لغة التواصل، وعرضوا تجاربهم أمام زوار الملتقى، مع توظيف تكنولوجيا التعلم وأجهزة الـ IPad، وإنشاء مركز تعلم ذاتي، لإثراء مهارتي: التحدث والاستماع.

وهناك أيضاً التواصل مع مدارس أجنبية من خلال «فيديو كونفرانس»، وبعض الأنشطة الأخرى المختلفة، فضلاً عن محور التطوير المهني للمعلمين والذي نفذته، كليات التقنية العليا ومؤسسة الشيخ سعود للتطوير المهني، من خلال ورش عمل حضرها عدد من المعلمين والمعلمات.

ما هي أهم أوراق العمل التي تم تقديمها فيه؟

تم تقديم مجموعة من أوراق العمل التي تخدم فكرة الملتقى، وتحقق أهدافه في إتاحة الفرصة لعرض المبادرات الإبداعية في تعليم الإنجليزية، وتعزيز مهارات الطلبة في اللغة، وكان ذلك من خلال أربع ورش عمل، تم تنفيذها بمركز التطوير المهني برأس الخيمة خلال العام الدراسي.

كيف كان الحضور والتفاعل مع هذا الملتقى، وما المردود الذي تنتظره المنطقة من الطالب والمعلم، في ما بعد؟

الحضور كان كبيراً، تتقدمهم سمية حارب مديرة المنطقة، إلى جانب أعداد كبيرة من أولياء الأمور، ومديري الدوائر الحكومية والمحلية، والفعاليات المجتمعية، ورؤساء أقسام المنطقة التعليمية، ومديري ومديرات المدارس، والطلبة، والمعلمين والمعلمات، إذ يُعتبر هذا الملتقى خير إعداد للطالب والمعلم على طريق الارتقاء بالمنظومة التربوية، والسعي نحو التفوق على المدارس الأجنبية في اللغة الإنجليزية، والخروج باللغة إلى رحابة الأنشطة اللاصفية لتنمية مهارات الطالب، وإعداده لمرحلة التعليم العالي.

قدمتم ورقة عمل عن المبادرات الإبداعية بالمدارس الحكومية في تعليم اللغة الإنجليزية، هل يمكنك أن تعطينا فكرة عنها؟

ركزّتُ من خلال المحور الرئيس لهذه الورقة، على منظومة الإبداع داخل المدرسة، وطرائق التدرج البنائي لمهارات التعلم، وتوظيفها في تطوير مهارات التواصل اللفظي (التحدث)، وبالتالي عمل منظومة التكامل الأفقي بين اللغة الإنجليزية، من ناحية، والمواد الدراسية الأخرى، كالعلوم والرياضيات والحاسوب…إلخ.

ما رأيك في الواقع الحالي لمستوى اللغة الإنجليزية في مدارسنا، ومستوى معلميها على وجه التحديد؟

تعمل وزارة التربية والتعليم على رفد الميدان التربوي بكوادر وعناصر عالية الكفاءة، وهناك أيضاً مجموعة من الكوادر المواطنة التي تنافس أصحاب اللغة الأم في مجال التدريس، فضلاً عن عناصر متميزة أخرى يتم إعدادها حالياً، وسنجني ثمار ذلك كله في المستقبل القريب. ف

كما نعرف فإن التحسين والتطوير الحاصلين حالياً في اللغة الإنجليزية، لا تظهر نتائجهما في حينها، إذ هي تمتد إلى سنوات. وهناك خطة طموحة لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية لتطوير كفاءاتهم معرفياً وتربوياً، أضف إلى ذلك، أننا رصدنا تفوقاً واضحاً في اللغة الإنجليزية بمدارس البنات. وكلها مؤشرات إيجابية تصب في صالح اللغة.

تعليم «الإنجليزية» في المدارس الخاصة يختلف أكــاديمياً عن «الحكومية»

بحكم عملك، ما أسباب ضعف مستوى طلبة مدارسنا الحكومية في اللغة الإنجليزية، فيما يرتفع المستوى في المدارس الخاصة؟

تعليم الإنجليزية بالمدارس الخاصة، يختلف أكاديمياً عن المدارس الحكومية. كما يختلف أيضاً في عدد الحصص، والمواد التي يتم تدريسها باللغة الإنجليزية. ففي المدارس الحكومية زمن حصة الإنجليزي 45 دقيقة، وبمعدل ست حصص أسبوعياً، أما في المدارس الخاصة، يكون التركيز على اللغة الأجنبية بشكل أكبر.

كما يتم تدريس مادتي الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، غير أن وزارة التربية والتعليم، بدأت في هذا الشأن، بتدريس الرياضيات والعلوم في عدد من المدارس الابتدائية باللغة الإنجليزية، فضلاً عن مجموعة من برامج التطوير التي انطلقت بالمدارس الحكومية منذ فترة، وسنرى أثرها في الأجيال القادمة إن شاء الله.

ما دور توجيه المادة، لتعزيز ورفع مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطلبة منذ المراحل التأسيسية؟

على توجيه اللغة الإنجليزية، دور بالغ الأهمية، نذكر منه مثلاً: التركيز على تفعيل دور المتعلم بالصف. وإعداد برامج تطوير مهني للمعلمين، وتشخيص مواطن الضعف، ومساعدة المعلمين على تصميم خطط علاجية، وتوظيف استراتيجيات التعلم القائم على المهارة والتعلم الإلكتروني والتعلم الذاتي والتعلم عن بعد. إلى جانب إعداد حزمة من البدائل للمعلمين، مما يحسن مخرجات التعلم.

ويعزز مهارات الطلبة الأربع، وهي: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، مع المتابعة الدائمة، والاستعداد لتقديم الدعم والمساندة عند الضرورة للطالب والمعلم، مع التركيز على الحلقة الأولى، لأن أثر المعلم في المرحلة التأسيسية هو ما نعول عليه. هناك أيضاً متابعة وتعزيز حصيلة ما درسه الطالب وأتقنه من الصف الأول إلى الصف السادس.

البعض يرى أن تعلم اللغة الإنجليزية، وإتقانها قد يؤثران سلباً في اللغة العربية الأم، ما رأيكم، وكيف نعطي كلاً منهما حقه، دون التأثير في الأخرى؟

هذا قول ليس له ما يدعمه، فاللغة الإنجليزية لغة عالمية وتعلمها لا يُمكن أن يتسبب في ضعف لغتنا الأم. الصورة التشريحية للعقل البشري، أثبتت أن المخ به 8 غرف للتعلم. منها غرفة خاصة بتعلم اللغات تتسع لتعليم 3 لغات في مرحلة واحدة.

كما أن اللغات تخدم ويغذي بعضها بعضاً، ودراسة علم اللغة الاجتماعي أظهرت كيف ساهمت اللغة السواحلية في تنزانيا، في إتقان الإنجليزية. هذا على سبيل المثال. هناك أيضاً حقيقة تقول إنه لا يمكن إتقان مهارة الترجمة، دون إتقان اللغة العربية، وعند ميلاد الطفل في بعض الدول الأوروبية تجتمع الأسرة لتقرر أي لغة ثانية سيتعلمها طفلهم، وغالباً ما تكون الإنجليزية.

لدينا فجوة حقيقية في مستوى اللغة الإنجليزية بين المرحلتين الثانوية والجامعية، تُرى ما السبب، وهل لديكم حل تقترحونه؟

نعم هناك فجوة في مستوى اللغة الإنجليزية بين المرحلتين الثانوية والجامعية. ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها: المناهج، والضعف التراكمي، وإهمال المتابعة، وغياب خطط العلاج، واعتماد أساليب التعلم القائم على التلقين، وغياب الواقعية في التقويم، هذا بالنسبة للتعليم العام.

وفي المقابل يأتي تميز البنية التحتية التكنولوجية بالجامعة، واعتمادها أساليب التعلم القائم على المهارة. غير أن لدينا تجارب تربوية نجحت في تجسير الفجوة بين التعليم العام، والجامعي في اللغة الإنجليزية، والسنوات المقبلة ستشهد تفوقاً ملحوظاً في مستويات هذه اللغة، وفي مخرجاتها وتعلميها، خاصة بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بتدريب معلمي الصف الأول على أساليب التعلم القائم علي المعايير Standards. وأود أن أبشر الجميع بأن منظومة تعليم الإنجليزية بالمدارس الحكومية في تطور مستمر، وسيجني أبناؤنا ثمار هذه الجهود قريباً.

Image