ليلى بنت سالم السلامية
مقدمة:
العالم اليوم هو عالم المعرفة سريع التغير, تتحكم فيه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات, وتتعقد فية شتي المشكلات في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها. مما جعل المجتمع والمربون وأولياء الأمور يواجهون مشكلات غير مسبوقة تتعلق بكيفية إعداد أطفالهم اليوم لمواجهة تحديات عالم الغد . فالنجاح في مواجهة تلك التحديات لا يعتمد على الكم المعرفي والعلمي والتقني , وإنما يعتمد على القدرة على الإسهام في إنتاج المعرفة وعلى كيفية استخدامها وتطبيقهاوطريقة حل المشكلات بكفاءة وسرعة .
ونتيجة للتقدم والتطور المعرفي الملازم للتغيرات التقنية والفنية والاجتماعية والساسية والإقتصادية في عالم اليوم , أصبحت مختلف قطاعات ومستويات التعليم في المدارس والجامعات والكليات الخاصة أمام مسؤوليات أساسية وهي قدرتها على تزويد الطلاب بالمعلومات التي يحتاجونها طوال حياتهم وذلك نظرا لتعقد المشكلات الحياتية الحاضرة والمستقبلية التي يصعب التنبؤ بها, مما فرض عليهم أن يركزو على مفهوم إعداد الأفراد للحياة وتقوية مهاراتهم ومداركهم و تزويدهم بالمهارات والاستراتيجيات اللازمة للتعلم الذاتي, التي تمكنهم من حل المشكلات الحياتية بشتي الاساليب والطرق الصحيحة .
لذا نجد الطالب في مسيرته الحياتية في العصر الحالي وهو عصرالتطور والتقدم المعرفي والتقني يواجة الكثير من المشكلات والمعوقات والضغوطات المختلفة في طبيعتها وعناصرها وطرقها التي تعيق اداركه وقدرته على حل المشكلات والتغلب عليها ، فيسعى دائماً إلى اكتساب تلك المعارف والمهارات والاتجاهات المناسبة التي تمكنه من مواجهة تلك الأحداث والضغوطات وحل المشكلات المرتبطة بها من خلال البيئة المحيطة المتمثلة بالاسرة والمدرسة والمجتمع ، وهنا يتطلب من المختصين والمعلمين والخبراء والاستشاريين في مجال التوجية والإرشاد الطلابي أن يسعوا إلى بناء برنامج إرشادي لمهارات حل المشكلات واتخاذ القرار لدى الطلاب.
مما يتطلب إيجاد البرامج التدريبية والورش والمحاضرات التعليمية التي يتم اعدادها داخل المدارس والكليات والجامعات من قبل المختصين والموجهين والاستشاريين في تلك المجالات التي تهدف إلى ايجاد السبل الميسرة في كيفية اكتشاف وحل المشكلات واتخاذ القرارات الفعالة في حل المشكلة وصقل شخصية الطالب أن يكون صاحب وصانع القرار.
والهدف الاساسي من تصميم هذه البرامج هو وضع الطالب في مواقف حقيقية تمكنه من ممارسة المهارات بشكل منطقي ومتتابع كلما واجهته مشكلة، سواء كانت مشكلة معرفية أو أكاديمية أو شخصية أو نفسية، وعندها يكون الطالب او المتعلم :-
قادراً على حل مشكلاته بكفاية وكفاءة واقتدار.
اكتساب صفة المرونة في سلوكه و أدائه .
الاستقلالية في اتخاذ وصنع القرار.
بناء مهارات الحوار والنقاش الجماعي .
بناء الافكار والخبرات وتوظيفها في مكتسباته لتنمية مهارات التعلم الذاتي لديه.
مفهموم مهارات حل المشكلات:
هي نشاط ذهني معرفي تسير في خطوات معرفية ذهنية مرتبة ومنظمة في ذهن الفرد باستخدام ( التفكير العلمي لحل المشكلات ) من خلال اتباع الخطوات والأليات المناسبة ، بهدف الوصول إلى حالة اتزان معرفي تزود الفرد بالمهارات الأدائية لمواجهة الضغوط والمعيقات
بكفاية عالية. وايضا استخدام وادخال الأساليب والطرق الابداعية في حل المشكلات
(Creative problem solving) (حل المشكلات بالطرق الابداعية). التي ينشئ بها الحل بطريقة استقلالية أكثر من أن يُتعّلم بمساعدة شخص اخر.والتي تعتمد دائماً على الإبداع . من خلال وصف الحل كحل للمشكلة ذات قيمة ووضوح ومحددة بهدف من خلال ادخال اسلوب الابتكار والاختراع كحلول ابداعية في طرق حل المشكلات من خلال تحديد الاهداف المطلوبة للمشكلة العلمية اوالابداعية المطلوبة للدرسة لتكون كفكرة تسويقية لإيجاد حلول للمشكلات الموجودة.
مفهموم اتخاذ القرار :
هو اختيار القرارات البديلة التي يكون الفرد قد ولدّها مسبقاً ، حيث يكون هذا الاختيار على أساس موازنة الإيجابيات والسلبيات لكل بديل، إضافة إلى تقويم احتمالية نجاح كل بديل وتفضيل الطالب او المتعلم لذلك البديل.وترتبط عملية اتخاذ القرار بعملية حل المشكلات لتحليل المشكلات، فنجد حل المشكلات تتسم بالتوسع والشمولية واتخاذ القرارات جزء من المشكلة، وهنا نجد أن هناك علاقة بين اتخاذ القرار وحل المشكلات، كلاهما تبدأ بمشكلة وبحاجة إلى تقييم ووضع وبدائل وإيجاد حلول متنوعة التي تهدف إلى الوصول إلى قرار نهائي لحل تلك المشكلة .
خطوات وطرق استخدام استراتيجيات حل المشكلات:
تعتمد على استخدام تقنيات متعلقة بتحديد المشكلة وطرق التخطيط واسلوب تنظيم الافكار وتحديد الأهداف المتعلقة بالمشكلة من خلال طرح الموضوع بصورة مشكلات, يتم التعامل معها وفق خطوات محددة, تتمثل في تحديد وفهم المشكلة, ووضع خطة حل, وتنفيذ الحل, ومراجعة الحل وتوسيع نطاقه. ويكون دور المعلم او الموجه او الاخصائي التوجيه والإرشاد, وتقديم “التغذية الراجعة” للطالب او المتعلم وذلك من خلال اتباع الاساليب والخطوات الابداعية في حل المشكلات والتي تتمثل في :-
الإحساس بالمشكلة :اي الوعي للمواقف والظروف التي تحتاج إلى تطوير أو تعديل.
البحث عن المعلومات والحقائق التى تساعد على فهم أكبر للمشكلة أو الموقف وتجسيد الأسباب التي أدت إلى حدوث المواقف من طرح أسئلة محددة والتأكد من إجاباتها.
تحديد المشكلة :من خلال النظر إلى المشكلة ككل لمعرفة العلاقات بين أجزائها، وكيفية تجميعها واستخدام الحقائق للتعرف على أجزاء المشكلات الكبيرة مع اختيار وتحديد مشكلة يمكن معالجتها.
إيجاد الفكرة: من خلال طرح حلول كثيرة لحل المشكلة.والتفكير في طرق مختلفة ومتباعدة والتفكير في أشياء غير مألوفة ولم يتطرق لها أحد.
إيجاد الحلول :لدراسة وتقييم الأفكار لمعرفة أيهما الأكثر ملائمة ليكون حلاً للمشكلة. ووضع مقاييس ومعايير لمعرفة مدى كفاءة الأفكار.ثم اختيار أفضل الأفكار تبعاً للمعايير المستخدمة في المقاييس.
قبول الحلول :لتجهيز خطة عمل لتفعيل الأفكار وتوضيح ما يجب القيام به وكيفية القيام به وعدم إهمال الأمور التي تحتاج إلى تطوير.
والهدف الاساسي من تطبيق الاستراتجيات :
تزويد الطلبة بمعايير اختيار الاستراتيجية.
تدريب الطلبة على توليد الاستراتيجيات وانتقاء أنسبها.
تدريب الطلبة على تقويم النتائج.
– تعريف عملية تنفيذ الاستراتيجية.
– تدريب الطلبة على وضع خطة التنفيذ.
– تدريب الطلبة على اشتقاق وسائل فعالة للتنفيذ.
لذا تعتبر الاستراتيجيات خطط عمل لتحقيق الأهداف الخاصة لكل متعلم ومتلقي وبالتالي هي جزء مهم من عملية حل المشكلات وكلما كان انتقاء الاستراتيجية مناسباً ازدادت الفرصة نجاحاً في تحقيق الهدف. فاختيار الهدف يوجه الفرد إلى وضع أكبر عدد ممكن من الاستراتيجيات للوصول إلى النتيجة السليمة .
مثالا على ذلك لتفعيل ايجاد حلول للمشكلات المطروحة :
طرح مشكلات متعلقة بالسلوكيات(التدخين).
طرح مشكلات متعلقة بتدني التحصيل العلمي(الرياضيات)
طرح مشكلات متعلقة بالمجال الانفعالي( الإكتئاب والاحباط).
بعض الاساليب والنماذج المستخدمة في طرق حل المشكلات واتخاذ القرار:
اولا/مهارات حل المشكلات (الاسلوب المثالي ) IDEAL
1. تحديد المشكلة
I = Identification
2. تعريف المشكلة وصوغها
D = Definition
3. استكشاف الاستراتيجيات (البحث عن حل)
E = Exploring strategies
4. تطبيق الأفكار
A = acting on ideas
5. البحث عن النتائج أو آثار الحل
A = looking effects
ثانيا /مهارة حل المشكلات لسيرت ((Syert
انظر إلى الصور الكلية، لا تنظر إلى التفاصيل.
لا تتسرع باصدار الحكم، لا تلزم نفسك بالموقف مبكراً.
اطرح اسئلة شفوية ذات أشكال متتوعة.
كن مرناُ، وتفحص مرونة فرضياتك.
ارجع للخلف، عد من الخلاصة إلى المقدمة (من آخر المشكلة إلى أولها).
تقدم بطريقة تتيح لك العودة للحل الجزئي.
ثالثا /نموذج التعلم المبني على حل المشكلات للأطفال Harvard Model
حل المشكلة يقوم على التعلم في بيئة تعليمية تقود عمليات حل المشكلات إلى تعلم .
تقديم المشكلة وصياغتها بلغة بسيطة تلائم تذكير الأطفال .
يقوم على توفير بيئة آمنة، نشطة، تعاونية .
التركيز على الطالب.
يقوم الاطفال بتقويم أدائهم ذاتياُ.
يعطى أهمية كبيرة لتفضيلات الأطفال الشخصية.
تعليم الأطفال أسلوب تبادل الخبرات الشخصية.
توعية الأطفال بمسؤولية حل المشكلات ونتائجه وتبني نتائجه.
تطوير ثقة الأطفال بأنفسهم والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
الطالب او المتعلم لايقل أهمية و قيمة عن التقنيات والاليات المستخدمة في التعلم و التعليم والتدريب وامكانية اكسابه تلك الخبرات والمهارات من خلال توظيف برنامج مهارات حل المشكلات لتوجية وارشاد الطلبة في تنمية قدراتهم ومهاراتهم على ممارسة التفكير العلمي والمنطقي والابداعي في القدرة على حل المشكلات المتنوعة التي تواجههم ذاتياً لتصبح جزءاً حيوياً من منظوماتهم المعرفية وخبراتهم العملية. فهومليئ بالافكار والمعلومات والجواهر المعرفية الباحث الصغير الذي يتمتع بمهارات عالية وهو بناء واساس المجتمع للاجيال القادمة.
المراجع:
الخبرات العلمية والمعرفية في مجال التوجية والارشاد الطلابي واعطاء المحاضرات في التخطيط وطرق حل المشكلات ، ليلى السلامي .
مقالة”دور المرشد في تدريب الطلبة على حل المشكلات”، سيف الدين زريقي.
بحث في اسلوب حل المشكلات، mathgaza.4umer.com/t427-topic .
مقالة” Creative problem solving” حل المشكلات الإبداعي – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
مقالة”كيفية تنمية قدراتك في حل المشكلات” ،www.saaid.net/aldawah/189.htm
خاص بمدارسنا