ماذا يحدث في مدارسنا ؟؟!!

سعيد المعمري

” لله العجب ” هكذا قالها ذلك الرجل السبعيني عندما بدأ يحكي قصة ما حدث في إحدى مدارس الحلقة الأولى ، يقول : لم يكن هذا ليحدث في زماننا ، فكيف يحدث الآن ؟ وبعد أن فهمت منه الحكاية تبادرت إلى ذهني الكثير من التساؤلات ، وارتسمت أمامي العديد من الاستفهامات ،

وما زادني عجباً أن خطيب الجمعة قبل إلقاء الخطبة تحدث عن هذه الظاهرة مبيناً أهمية التصدي لها من جميع الجهات في المجتمع ، فهذا يعني أنها ظاهرة باتت تؤرق المجتمع ، ولا أدري مدى استيعاب الجهات المسؤولة لخطورتها ، وهل هناك خطوات قد اتخذت بشأنها ؟ إنها ظاهرة التحرش الجنسي بين الطلبة من الجنسين .

وانطلاقاً من قول القائل : كل الحوادث مبدأها من النظر .. ومعظم النار من مستصغر الشرر .

علينا أن نعمل جاهدين لإطفاء هذه الشرارة قبل أن تلتهم الأخضر واليابس وتستشري في المجتمعات المدرسية من خلال استراتيجية واضحة تنطلق من المبادئ الإسلامية ويشترك فيها كل الأطراف المعنية ( الأسرة ، المجتمع ، المؤسسات الحكومية ) .

ولا يخفى على كل ذي لب وبصيرة العواقب الوخيمة التي سيجنيها المجتمع من جراء انتشار مثل هذه الظاهرة ، والويلات الأليمة التي سوف تتجرعها الأسر .

وكما هو معلوم أن السبب الرئيسي في انتشار مثل هذه الظواهر هو سوء استخدام التقنيات الرقمية الحديثة المتاحة في غير ما وضعت من أجله ، وعدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وتوجيههم التوجيه السليم لكيفية استخدامه والاستفادة منه كالإنترنت والهواتف الذكية ، وما صاحبها من مواقع التواصل الاجتماعية وغيره ، مما جعل الانفتاح على العالم في متناول الأيدي حيث يستطيع الطالب الولوج إلى شتى المواقع بمختلف مشاربها وتوجهاتها ، والتي جاءت مكملة للقنوات الفضائية التي غزت العالم ودخلت البيوت وبثت الأفكار المشوهة .

لهذا يجب التعامل مع مثل هذه الظواهر بالشدة والحزم ؛ فنحن هنا نتحدث عن طلبة المدارس في سنواتها الأولى ناهيك عمّا يحدث في مدارس التعليم ما بعد الأساسي ، أو ما يحدث مع طلبة وطالبات الجامعات والكليات ، فاسألوا القائمين عليها إن كنتم لا تصدقون ؟

فهذه رسالة أوجهها إلى كل الجهات المعنية من أجل العمل على أرضية صلبة ، وإستراتيجية واضحة للتصدي لهذه الظاهرة ، وما شابهها من الظواهر .

خاص مدارسنا – عُمان

Image

آخر الإضافات