عزيزي القارئ .. شكرا لك لأنك قررت أن تقرأ مقالي
وأبارك لك لأنك اجتزت الخطوة الأولى التي توصلك إلى السعادة بإذن الله ..
أجبني .. هل تريد أن تكون سعيدا؟!
دائما ما يكون جواب هذا السؤال لدى الجميع بنعم، ومن منا لا يبحث عن السعادة فالعالم يسير أجمع نحو شيء يود جميع البشر الوصول إليه وهو السعادة، فيعمل العامل ليجني المال ونسأله لماذا فيقول لكي أشعر بالسعادة ، ويجتهد الموظف في عمله فنسأله لماذا ويقول لكي أشعر بالسعادة ، ونسافر إلى بلد آخر بعد عراك طويل مع ضغوط الحياة ، فنسأل أنفسنا لماذا؟ فنجيب لكي نشعر بالسعادة !
وإذا رأينا شخصا مبتسما نقول أنت محظوظ لأنك تشعر بالسعادة
فالسعادة غاية نبحث عنها جميعا ولكن يتفاجأ وتتفاجأ ويفاجأون في نهاية الطريق أنهم لم يصلوا إلى ما كانوا يتمنون وهو السعادة
نعم ..
خدعوك عنما أخبروك أن السعادة في أشياء تبحث عنها في الخارج ..
فيخطئ الكثر منا طريقه إلى السعادة أو يتوهم أن هذا الطريق قد يوصله إليها، فيبحث الكثير منا عنها في طريق كتب على عنوانه المال
وآخرون يتزاحمون في بحثهم عن السعادة على طريق عنوانه الشهرة
وآخرون على أبواب الأعمال التجارية
ومنهم من تجده يهيم في طريق الشهوات بحثا عن ما يسمى ” سعادة “
وقليل منا من يصيب الإختيار فيبحث عنها في ذاته حيث هي السعادة موجودة، فكل واحد منا توجد السعادة في داخله فقط ما عليه سوى أن يبحث جيدا حتى يصل إليها فهذه هي الحقيقة الغائبة عن أعين الكثير من الناس.
فالحقيقة أننا نحن من يسرق سعادتنا من قلوبنا لنبحث بعد ذالك عنها بعيدا أو أننا نعلق سعادتنا بأشياء خارجة عن إدارتنا.
فيقول البعض لو توفر لدي مليون ريال لكنت سعيدا، فيبدأ مشوار البحث عن المال حتى إذا ما جمع المليون ، وجد نفسه شارد البال منشغلا طوال وقته في تجارته وماله وأرباحه فيتفاجأ في نهاية الطريق أنه لم يجد السعادة
ومنهم من يعلق سعادته برتباطه بإنسان آخر فإذا ما ارتبط به رأى الجحيم بعينه، واسودت أيامه، وتلعثمت حياته، وقال أنى أجد السعادة.
عزيزي القارئ دعني أهمس في أذنك بسر خطير وهو أن السعادة في داخلك فلا تبحث عنها في الخارج ، ولكي أكون معك بشفافية أكثر فأقول : راقب حوارك مع نفسك، وكلامك لذاتك، فإن كان إيجابيا وجيدا أقول لك : ما عليك إلا أن تجد جوهرة السعادة في داخلك وتعيش بها، وإن كان الكلام سلبيا، فأقول حينها : غير من حوارك الذاتي واجعله إيجابيا وأرسل رسائل جيدة إلى نفسك ولاحظ الفرق
فسبحان من قال ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.
ولكي تكون سعيدا أكثر أقول لك لا تحمل معك كيس البطاط ..
ألا تدري ما كيس البطاطا ؟! لا بأس أنا سأخبرك ..
يحكى من زمن غابر عن معلم حكيم، طلب من طلابه أن يحضر كل واحد منهم كيساً، وأن يضع فيه عددا من البطاطا الطازجة، وطلب منهم أن يحملوا هذا الكيس المليئ معهم أين ما ذهبوا، وأن لا يتركوه إلا وهو معهم، فوافق الطلاب وبدأوا بحمل كيس البطاطا معهم أين ما ذهبوا وهم يجهلون الحكمة من ذالك، ولكنهم وبعد مرور عدة أيام لاحظ الطلاب أن ريحا نتنة تخرج من كيس البطاطا، لدرجة أنها أصبحت شديدة الإيذاء لهم، ولمن حولهم، فذهبوا يشكون ذالك إلى المعلم الحكيم، أن ضاقت بهم الدنيا بما رحبت بسبب رائحة ذاك الكيس ، وكم أنها نكدت عليهم صفو حياتهم،
وهنا قال لهم المعلم الحكيم: يا طلابي إن هذه البطاطا مثلها كمثل المشاكل والمواقف والمشاعر السلبية، التي تعترض حياتنا فإن نحن حملناها معنا أين ما ذهبنا أنستنا السعادة، وأشعرتنا بالنكد، والضيق، وإن نحن تعلمنا منها وتركناها حيث وجدناها لم تؤثر علينا ولعشنا في سعادة وصفو جميل،
وأنا أقول لك قارئي العزيز أنه أنت من يقرر أي حياة تعيش لتجني بعدها ثمار قراراتك فقرر معي من اليوم وفي كل صباح أن تعيش يومك سعيدا، وابدأ يومك وأنت تقول لنفسك في أول كل صباح أنا إنسان إيجابي، وقررت أن أعيش يومي هذا بسعادة، وهناء، وأن أحيا جميع أيامي بسعادة، ولن أسمح لأي كان بتعكير صفو يومي وحياتي فهذه حياتي وهذا قراري،
عزيزي يامن تسمع وتعقل، لا تعلق سعادتك بأمر دنيوي فان، كالمال، المنصب، الشهرة، وغيرها.
بل قرر أن تعيش بسعادة يأتيك كل ما تتمنى وزيادة.
خاص بمدارسنا
——————-
* مدرب في الإدارة والتنمية البشرية