الرياض: يقول د. مينا بديع عبدالملك ان اكتشاف العبقرية عند الأطفال تعتبر بمثابة مسؤولية تقع على كاهل الآباء والأمهات حيث ان الإهمال فيها يؤدي حتما الى ذبول هذه العبقرية واخفاق ملكات الذكاء والنبوغ التي تحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام حتى تكبر وتزدهر وتصل الى اقصى مداها منذ الصغر.
ويشير العالم المصري الى انه من الضروري ان يدرس الآباء والأمهات الطفولة في حياة العلماء العباقرة حتى إذا وجدوا ما شابهها في حياة أبنائهم وتلاميذهم يتعهدون بالعناية الكافية بهم حتى تؤتي ملكات الذكاء والنبوغ بالثمار المرجوة.
وقد تعرض د. مينا عبدالملك لعبقرية بعض الأطفال في مجالات الحياة المختلفة حتى تصبح نبراسا لتنمية مواهب الذكاء عند الأطفال مثل أديسون ـ العبقري المخترع والتي كانت والدته تبث فيه روح الحماس والتشجيع المتواصل منذ أن كان عمره في السابعة وكان والده يحضر له كتب الاختراعات وعمل الآلات وهو ساهم في قيام اديسون في اختراع المصباح الكهربائي وساهم في تحسين خدمة التليفون والتلغراف.
وفيكتور هوجو العبقري الأديب صاحب رواية البؤساء والذي حصل على جائزة الأكاديمية الأدبية في فرنسا وهو لا يزال في الثالثة عشرة وقد فسر الأطباء هذا النبوغ المبكر عند الأطفال بأنه وليد نشاط غير طبيعي للفرد وخاصة الغدة النخامية والغدة فوق الكلية والغدة الصنوبرية فهذه الغدد تساهم في تنمية القدرة العقلية أو تعطيلها.
وجيمس وات ـ عبقري الرياضيات الذي استطاع منذ صغره قراءة الكثير من كتب الميكانيكا والرياضيات وكان يقضي ساعات طويلة وهو يراقب براد الشاي على النار وهو يغلي والبخار يتصاعد منه وخاصة وهو يدفع غطاء الاناء ويخفضه حيث ساهمت قوة ملاحظته في الاستغلال الأمثل للبخار وقوته.
وموزارت العبقري الموسيقي الذي كتب أول أعماله الموسيقية قبل أن يبلغ سبعة أعوام وكانت أول أوبرا من اخراجه وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة ونجح وهو في سن الثامنة أن يؤلف أربعة أغان وسيمفونية كاملة من تأليفه. والشاعر العبقري لونغفلو الذي بدأ تذوق الغناء والموسيقى وهو لا يزال في الثمانية أشهر الأولى من عمره ونجح في طبع أولى قصائده وهو لا يزال في الرابعة عشرة من عمره.
ويشير د. مينا عبدالملك الى بعض الملاحظات التي تساهم في اكتشاف عبقرية الطفل مثل الطفل الذي ينام لفترات قصيرة ويبدي اهتماما ملحوظا بكل ما يدور حوله ودائم السؤال عن كيفية عمل الأشياء وأسباب سلوك الأشخاص على نحو معين.
ثم الطفل الذي يعلم نفسه قبل أن يلتحق بالمدرسة وهناك الطفل الذي يمتلك قوة ملاحظة غير عادية وقدرة على التركيز وتحليل الأشياء واستخلاص النتائج ومخاطبة من هم أكبر منه سنا بكفاءة تحسب لعبقري ولا تحسب لطفل.
وأشار د. مينا عبدالملك الى أن الحب في حياة الطفل خلال سنوات عمره الأولى ولاسيما للطفل العبقري يساهم في تطوير ذكائه وسرعة اكتشاف العبقرية ويخلف طفل سوي خال من العقد النفسية والأزمات الانفعالية.
اترك تعليقاً