• Home
  • مبادرات تطوير
  • «دكان الخضرة في الأقصى».. طازج من المزرعة إلى المدرسة علي الظاهري

«دكان الخضرة في الأقصى».. طازج من المزرعة إلى المدرسة علي الظاهري

البيان: العمل على تحقيق أفضل المستويات الصحية للطلبة، والتقليل من نسبة السمنة في المجتمع، على ما يبدو أمسى الهم الأكبر والقاسم المشترك للكثيرين في المجتمع التربوي. إنها آمال لا تتحقق إلا بتغيير نمط حياة الطالب في الغذاء داخل المدرسة وخارجه.. من هنا وُجد مشروع «دكان الخضرة» في مدرسة الأقصى للتعليم الأساسي في دبي، للتصدي لارتفاع معدلات البدانة التي يرصدها الأطباء في المدارس، وزيادة نسبة الدم لدى الطلبة المصابين بفقر الدم.

 

المشروع يهدف أيضاً إلى الترويج للوجبات الغذائية الصحية في ظل استشراء الوجبات السريعة في عقول كما بطون الكثيرين، وقد باشرت إدارة المدرسة والهيئة التدريسية فيها، بتطبيق المشروع منذ عام 2011، وهي تحرص على فتح «الدكان الأخضر» يومي الأربعاء والخميس، وتقدم فيه ثمار الخضروات والفواكه في قوالب شهية.

في هذا السياق، تقول الاختصاصية الاجتماعية تهامة إبراهيم، إن الفكرة ترتكز على قيام مجموعة من المعلمات بشراء وجلب كمية من الخضروات والفواكه الطازجة أسبوعياً من بعض المزارع في الدولة، وتفريغ الخضار والفواكه في علب بلاستيكية بعد تنظيفها بشكل جيد، كي تُباع يومي الأربعاء والخميس خلال الاستراحة الأولى في المدرسة، باعتبار أن اليوم الأول مخصص للخضار والثاني للفواكه، لافتة إلى أنهن يحرصن أيضاً على إعداد المقبلات الشهية للطلبة مثل «الفتوش» و«التبولة» من الخضار الطازجة.

فقر الدم

وتضيف الممرضة فاطمة فاعور، إن حالات فقر الدم ترتفع عاماً بعد عام، وقد رصدت المدرسة 11 حالة حديثة هذه السنة لدى أطفال الصف الأول، فضلاً عن 17 حالة أخرى قديمة، و116 مصاباً بالسمنة، إذ ترتفع معدلات الإصابة بالسمنة وفقر الدم بعد إجازة فصل الصيف كما تلاحظ، نتيجة الممارسات الغذائية الخاطئة مثل تناول الوجبات السريعة بصورة متزايدة، والسهر على وجبات غير صحية.

مؤكدة أن المصابين بمرض فقر الدم يُصرف لهم دواء يحتوي على الفيتامينات اللازمة، ونتيجة عدم اهتمام الأمهات بمتابعة الطفل أو الاتكال على الخادمات في إعطاء الدواء، فإن مشكلات الطالب الصحية تستمر أكثر، لذا تحرص المعلمات قدر الإمكان على تأدية دور ولية الأمر المفقود نسبياً في العناية بالطلبة.

مكافحة السمنة

واستغلت إيمان لطفي معلمة الرياضة، الفرصة لربط «دكان الخضرة» بمشروع مكافحة السمنة في المدرسة، وقد ساهم الدكان في تعزيز الثقافة الصحية لدى الطلبة، وزيادة الرغبة لديهم نحو تناول الغذاء الصحي.

وقد بدا الإلحاح لديهم قوياً بالمطالبة بفتح أبواب الدكان على مدار الأسبوع، كما طالب مجموعة من الأطفال أمهاتهم بإعداد أطباق الفواكه في قوالب جديدة على غرار ما يقدمه الدكان في المدرسة، مما أثار فضول الأمهات في معرفة طريقة الإعداد.

وترى المعلمة فرخندة محمود أن الهدف من اختيار المزارع المحلية في عملية الشراء، هو الحصول على ثمار طازجة أكثر مقارنة مع ما يُباع في السوق، ومن جهة أخرى تعتبر الثمار المتوفرة في المزارع أقل ثمناً من المتداولة في السوق، إلى جانب تشجيع الإنتاج الزراعي المحلي، لافتة إلى أن تعميم الفكرة على المدارس من الضروريات الواجب تنفيذها كي نحظى بجيل يستمد طاقته من الخضروات والفواكه.

أجيال سليمة

ساهم «دكان الخضرة» في بروز مشاريع أخرى في المدرسة، كما توضح عبير حمدي معلمة التربية الرياضية، منها مشروع «أجيال سليمة» الذي يعتمد في المقام الأول على تعريف الطلاب بالعادات الصحية السليمة، فقد كان للدكان دور فاعل في الترويج للغذاء الصحي وسط المجتمع الطلابي، بطريقة جذب خارجة عن المألوف، وتعريف الطلبة بأهمية الغذاء الصحي ودوره في مد الجسم بمختلف الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان، ناهيك عن الأضرار التي سينتج عنها تناول الطعام غير الصحي على المدى البعيد.

Image
Image