رؤية الشباب تحتضن 20 فكرة إبداعية ومبتكرة

عُمان – وردة بنت حسن اللواتية: شهدت النسخة الثالثة من مسابقة العطاء الأكبر التي نظمتها مؤسسة رؤية الشباب للمؤتمرات مؤخرا، بقاعة الفعاليات بمبنى عمانتل بمسقط حضورا ومشاركة واسعة في المسابقة والمتابعين والمهتمين بالجانب التطوعي في المجتمع العماني. وكانت مسابقة هذا العام قد شهدت زيادة ملحوظة في عدد الفرق المشاركة،


 

حيث تجاوز عددها هذا العام السبعة عشر فريقا وخلصت المسابقة إلى أكثر من (20) فكرة إبداعية مبتكرة، عمل الشباب المشاركين على تنفيذها خلال فترة لم تتجاوز الخمسة أيام، تتباين بين مشاريع استثمار المتبقي من الطعام، وبين أفكار الاستفادة من المواد المستهلكة التي يمكن إعادة استخدامها بعدما أخضعها الشباب لإعادة التأهيل والتطوير والتهذيب لتصبح قابلة للاستخدام.

استعرضت مريم العامرية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة رؤية الشباب البداية الأولى لحكاية العطاء الأكبر، وما حملته من إبداعات وعطاءات على مدى سنوات عمرها، كما أثنت فيها على المشاركين، وعلى ما بذلوه من منافسة شريفة في ميدان العطاء، وما قدموه من أفكار إبداعية في هذا المجال، وخصت بالشكر شركة النفط العمانية التي كان لها الأثر المادي والمعنوي الملموس في رعاية المسابقة لهذا العام، والشركة العمانية للاتصالات على دعمها المستمر للمؤسسة.

تكريم الفرق المشاركة
تم خلال الاحتفال تكريم الفرق المشاركة في المسابقة، حيث حصل فريق (لراحتهم) على المركز الأول عن مشروع إعادة استخدام الفرش وأسرة النوم بعد إعادة تأهيلها، في حين جاء فرق الإحسان في المركز الثاني عن مشروع إعادة الاستفادة مما يتبقى من طعام في الفنادق والمطاعم الكبرى .واختتمت مريم الخربوشية رئيسة فريق مسابقة العطاء الاكبر فقرات الحفل بكلمة استعرضت فيها آلية التقييم التي استندت عليها اللجنة التحكيمية للمسابقة، وذلك حتى يتسنى للمشاركين معرفة النقاط التي غفلوا عنها.

فكرة مسابقة العطاء
انطلقت مسابقة العطاء الأكبر هذا العام بدعم من شركة النفط العمانية وهي مسابقة أو حملة خاصة بالشباب خلال أيام شهر رمضان فقط، بحيث يتجمع عدد من الشباب لتنفيذ مشروع خيري ابتكاري للمجتمع خلال فترة زمنية محددة وبنظام الفرق التنافسية يتم فيه استغلال الموارد. والموارد هي أي مواد يتم استعمالها ويبقى منها كمية تكون مفيدة وآمنة للاستعمال وذات جودة يمكن الاستفادة منها بطريقة ابتكارية وإبداعية للفئات المحتاجة، يتم التنافس في مسابقة العطاء الأكبر حسب نظام الفرق التنافسية حيث يتكون الفريق من (3-7) أعضاء ذكورا وإناثا تتراوح أعمارهم بين (15 – 27) عاما، وكان عدد المشاركين في المسابقة هذا العام 98 مشاركا ومشاركة موزعين على 17 فريقا، يتنافسون بمشاريع إبداعية ابتكارية ويزيد هذه المنافسة ضرورة التزامهم بفترة زمنية قصيرة كانت محدودة بـ5 أيام فقط.

الفرق المشاركة
شهدت مسابقة هذا العام زيادة ملحوظة في عدد الفرق المشاركة، حيث تجاوز عددها هذا العام السبعة عشر فريقا مثلها ما يقارب المائة مشارك جاءوا من جميع مناطق السلطنة سعيا وراء الخير ونيل الأجر والثواب، والفرق المشاركة هي (الإبداع، والإحسان، والأيادي البيضاء، والساعين للجنة، والطريق الأخضر، وبالعطاء نحيا، وبصمة خير، وبني خالد، وتاج الوقار، وتكافل، وحي على الفلاح، وشباب البحارة، وشباب بلا حدود، وعطاؤنا، وعطايا، ولراحتهم وومضة أمل).

وخلصت المسابقة إلى أكثر من (20) فكرة إبداعية مبتكرة، عمل الشباب المشاركون على تنفيذها خلال فترة لم تتجاوز الخمسة أيام، تتباين بين مشاريع استثمار المتبقي من الطعام والمأكولات بطرق إبداعية مختلفة، وإعادة توجيهها إلى الفئات المستهدفة، وبين أفكار الاستفادة من المواد المستهلكة التي يمكن إعادة استخدمها بعدما أخضعها هؤلاء الشباب لإعادة التأهيل والتطوير والتهذيب لتصبح قابلة للاستخدام، فعمد بعضهم إلى الاستفادة من قطع القماش والأكسسورات المستهلكة بعد إعادة تشكيلها، في حين استفاد آخرون من علب البلاستيك الكبيرة في ابتكار أجهزة كهربائية تساعد على تلطيف الجو وتبريده عبر رش الماء، كما استفادت فرق أخرى من مصادر المعرفة المختلفة كالكتب وأجهزة الحاسب الآلي في ابتكار مشاريعها، والتي كان لعمومها صدى طيب على الفئات المحتاجة، بل كانت هذه المسابقة دافعا لهؤلاء على البحث عن مثل هذه الأفكار التي من شأنها أن تحسن من مصادر دخلهم.

النتائج والتوصيات
النتائج التي خرجت بها مسابقة العطاء الأكبر هي نتائج متميزة من حيث المشاريع التي قدمها المشاركون من خلال حرصهم على استغلال الموارد المختارة الاستغلال الأمثل يُضمنون فيه الابتكار والإبداع وخدمة فئات المجتمع وتقدم نحو العمل الاجتماعي والتطوعي. بعض المشاريع والأفكار من الممكن أن يتم استغلالها تجاريا إذا وجدت الدعم والتطوير للفكرة كمشروع تصميم آلة تصفية الماء وتلطيف الهواء، وبعض المشاريع الحِرفية التي تحتاج تدريب وتنمية كمشروع استخدام الكراتين الورقية في صناعة الكراسي والأدوات المكتبية وغيرها، أما بالنسبة للمشروع الذي تم فيه اكتشاف الفتاة المعاقة التي تملك موهبة صناعة الاكسسوارت، ولقد حقق هذا المشروع نتائج مبهرة إلى جانب المورد الذي قاموا باستغلاله والاستفادة منه، أما بالنسبة للأثاث والفرش والأقمشة فهي موارد استهلاكية دائمة للإنسان، كان رائعا سعي الفرق في البحث عن الأسر والفئات المحتاجة إلى هذه الموارد، وقد حققت الفرق الهدف حيث أدرك الكثير من المشاركين أن هذه الحياة عطاء وأن هناك الكثير من الناس المحتاجين للمعونة، وما أجمل العطاء في شهر رمضان المبارك وخاصة قبل وقت الإفطار وفي وقت السحور بتقديم الوجبات إلى الأسر المحتاجة التي ترحب بهذا العطاء، ومع تعاون المؤسسات الأخرى كالفنادق والمطاعم ترى تكافل المجتمع في ذلك، ومن الموارد المادية هناك أيضا اهتمام آخر بالمورد الثقافي والمعرفي لم تغفل عنه بعض الفرق في مشاريعها كمشروع المكتبة العامة الذي استطاع الفريق أن يخطو خطوة جيدة نحو توفير مكتبة عامة في مستشفى قوات السلطان المسلحة، وأيضا مشروع الكتب المستعملة الذي يتم فيه استغلال الكتب الزائدة وتوزيعها على من يحب الاطلاع والمعرفة، ومشروع آخر في المعرفة الالكترونية الذي تكفل بتجميع أجهزة الحاسوب وصيانتها، والى المشروع المتلعق بشبكة الانترنت الذي يقوم بجمع مواقع الجمعيات والمؤسسات التطوعية في مكان واحد.

أغلب الفرق كانوا حريصين كل الحرص على إيجاد الطرق والوسائل لاستمرار المشروع من خلال مخاطبتهم لبعض الجهات لتتبنى مشروعهم أو البدء في توسع أعمالهم في ولايات السلطنة الاخرى. ويمكننا تلخيص نتائج وتوصيات المسابقة في الآتي:

– الاستمرار في العمل على هذه المشاريع هو أهم مؤشر لنجاح فكرة المسابقة حيث أن الهدف من المسابقة غرس مفهوم العمل التطوعي والاستمرار فيه.

– استغلال الموارد.. جميع الموارد الزائدة عن الحاجة بعد تجميعها هي بحاجة إلى تخزين أو مكان يتم تجميعها فيه، فمن الجيد أن يتم توفير أماكن او مخازن لهذه الموارد أفضل من رميها.

– نشر الوعي الثقافي للمجتمع لدعم مثل هذه المسابقات والأعمال ويمكن ذلك من خلال البدء في إجاد فرق عمل في الولايات تعمل على نشر الوعي وتطبيق المشاريع واستغلال الموارد.

– بعض مؤسسات القطاع الخاص على أتم الاستعداد لتقديم العون والمساعدة في مثل هذه المشاريع، لأن الموارد غير المرغوب فيها تسبب لها عبأ وترغب في التخلص منها.

– أن يتم استغلال المواهب الحرفية والصناعات اليدوية في فئات المجتمع ذوي الدخل المنخفض وخاصة إذا كان الفرد من ذوي الإعاقة.

– التعاون بين المشاركين أصحاب هذه الأفكار الابتكارية وبين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص الذين رحبوا بأفكارهم ومشاريعهم وقاموا بتبني البعض منها.
انطباعات المشاركين

المشاركون خرجوا من أمسية التكريم وعلامات الفرح قد رسمت على قسمات وجوههم، ومشاعر الرضى تغمر نفوسهم بأن الفوز الحقيقي قد كتب لهم في موازين السماء، وهذا ما اكده لنا زايد المحروقي من فريق الإحسان حينما سألناه عن رأيه في فكرة المسابقة، حيث أجاب بأن الفكرة كانت رائعة جدا وكانت كفيلة بزرع حب الخير ومساعدة المحتاجين .

فاطمة الراشدية من فريق “لراحتهم” رأت أن فكرة المسابقة أتاحت لها فرصة التفكير في امور لم تكن تتصورها في الحياة، واوجدت لديها بعض المفاهيم، كما عززت في نفسها مفهوم العمل التطوعي بشكل آخر، وأكدت على ضرورة أن تتكرر مثل هذه المسابقات بشكل مستمر، من شأنه أن يوسع دائرة العمل الشبابي التطوعي في السلطنة.

بهذا يسدل الستار على العطاء الأكبر في نسختها الثالثة، دون أن يسدل على رغبات العطاء التي نمت وأينعت في قلوب من عاش تفاصيل الحدث، لذا فإن الجميع مصمم أن تكون هذه التجربة هي بذرة حقيقة في مجال العطاء الإنساني عموما، من أجل الرقي بهذا البلد الطيب.

Image
Image