• Home
  • إعلام أجنبي
  • تجارب من العالم: الجامعات تعيد صياغة التعليم على الشبكة العنكبوتية

تجارب من العالم: الجامعات تعيد صياغة التعليم على الشبكة العنكبوتية

تامار لوين

فى إطار النقلة المزلزلة للتعليم على شبكة الإنترنت التى تعيد صياغة التعليم العالى، أعلنت شركة كورسيرا Coursera التى أسسها منذ عام اثنان من علماء الكمبيوتر بجامعة ستانفورد، عن انضمام أكثر من عشرة من كبار الباحثين بالجامعات إلى مشروعها. وفى الخريف القادم، سيقدم المشروع حوالى 100 دورة من الدورات المفتوحة المجانية والشاملة المنتظر أن تجتذب ملايين الطلاب والدارسين البالغين على مستوى العالم.

 وحتى قبل التوسع، سجلت الشركة بالفعل، كما أشار مؤسساها دافن كولر واندرو نج، 680 ألف طالب فى 43 دورة مع الشركاء الأصليين، جامعات ميشيجان وستانفورد وبنسلفانيا.

والآن، سينضم إلى قائمة الشركاء معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة جونز هوبكنز وجامعة ديوك ومعهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة رايس وجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو؛ وحملة أوربانا بجامعة إلينوى وجامعة واشنطن وجامعة فرجينيا. وستضم قائمة الشركاء الأجانب جامعة إدنبره بسكوتلندا، وجامعة تورنتو وإى بى إف لوزان، وهى جامعة تقنية بسويسرا. وستقوم بعض هذه الجهات باعتماد الشهادات.

●●●

يقول ريتشارد أ. دميلو، مدير مركز جامعات القرن الحادى والعشرين بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، «إنه تسونامى. وآفاق هذه التجربة كبيرة بحيث يصعب علىّ تصور امتناع جهة البحث فى أى جامعة عن المشاركة».

ونظرا لمنجزات التقدم التكنولوجى التى من بينها التحسن الكبير فى جودة منصات التوزيع على الشبكة، والقدرة على إضفاء السمة الشخصية على المادة وتحليل تجارب أعداد ضخمة من الطلاب لمعرفة أفضل الطرق سوف يفتح هذا المشروع باب التعليم العالى أمام مئات الملايين من الأشخاص.

قبل المشروع، كانت معظم هذه الدورات تدرس علوم الكمبيوتر والرياضيات والهندسة، لكن كورسيرا تمتد إلى مجالات مثل الطب والشعر والتاريخ. وإلى حد كبير، لم تكن دورات الانترنت المفتوحة والمجانية والشاملة هذه معروفة قبل موجة الدعاية التى شهدها العام الماضى حول الدورة التى نظمتها جامعة ستانفورد على الشبكة عن الذكاء الاصطناعى واجتذبت 160 ألف طالب من 190 بلدا. ولم يكمل الدورة سوى عدد قليل، لكن الأعداد كانت مذهلة على الرغم من ذلك.

تقول مولى كوربت برود، رئيس المجلس الأمريكى للتعليم: «الحقيقة أن هذه الأعداد الكبيرة من الناس الذين تستثير الدورات فضولهم تعكس توقا إلى التعلم. صحيح أنه ستكون هناك مطبات كثيرة فى الطريق، لكنها تظل تجربة مهمة جدًّا على نطاق هائل جدًّا».

●●●

وحتى الآن، لم يتم الاعتراف بهذه الدورات، بل هناك مجرد «تقييم للأداء» وترتيب. لكن جامعة واشنطن قالت إنها تعتزم الاعتراف بهذه الدورات بحلول الخريف، كما تتحرك مشروعات إلكترونية مماثلة أخرى فى هذا الاتجاه. وقال ديفيد ب. زاتمارى، نائب عميد الجامعة، إنه من المحتمل أن يدفع الطلاب رسوما كى يحصلوا على هذا الاعتراف، بالإضافة إلى المزيد من المهام والعمل بمساعدة مدرس.

ويقول الخبراء إنه من المبكر جدا التنبؤ بأداء الدورات المجانية المفتوحة والشاملة على الشبكة أو المشروع الذى ستكون له الصدارة. وقد تكون كورسيرا، بتمويلها البالغ حوالى 22 مليون دولار منها 3.7 مليون سهم فى كالتش وبن، على وشك بلوغ هذه المكانة. لكن لا أحد يستثنى إد إكس edX، وهو مشروع مشترك بين هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أو شركة أوداسيتى التى أسسها سباستيان ثرون من ستانفورد، وهو الذى قدم العام الماضى دورة عن الذكاء الاصطناعى.

وتقدم كل شركة مواد إلكترونية مصنفة، مع أجزاء فيديو قصيرة، واختبارات تفاعلية وغير ذلك من الأنشطة إلى جانب المنتديات الإلكترونية، حيث يتولى الطلاب الإجابة عن أسئلة بعضهم البعض.

لكن حتى السيد ثرون، وهو من أساتذة هذه الدورات الإلكترونية المفتوحة، يحذر من أن الدورات لا تزال فى طور التجريب، على الرغم من كل ما تعد به. وقد قال: «أعتقد أننا نتعجل فى هذا بعض الشىء. فأنا لم أرَ دراسة واحدة تظهر أن التعليم الإلكترونى على القدر نفسه من الجودة التى لغيره من أنواع التعليم».

●●●

إن هدف كورسيرا هو التواصل على نطاق العالم. وتقول السيدة كولر إن « إى بى إف لوزان، التى تقدم دوراتها بالفرنسية، تتيح التواصل بين الطلاب فى نصف قارة أفريقيا». وتقوم كل جامعة بتصميم وإنتاج دوراتها الخاصة وتقرر إن كانت ستعطى شهادة أم لا.

ولا تدفع كورسيرا شيئا للجامعات، ولا تدفع الجامعات شيئا لها، لكن كلاهما يتحمل تكاليف كبيرة. وتنص الاتفاقات على أنه فى حال تحقيق عوائد، تتقاسمها الجهتان.

على الرغم من أن هذه الدورات ستتمكن من الاستمرار بالاعتماد على نفسها يوما سواء بتحصيل مصروفات من الطلاب مقابل اعتماد الشهادات أو خدمات التأمين أو من الشركة مقابل الحصول على أفضل الطلاب قالت السيدة كولر ومسئولو الجامعة إن هذه ليست مسألة ملحة.

ثلثا طلاب كورسيرا تقريبا من الخارج، وتجتذب معظم الدورات عشرات الآلاف من الطلاب، وهو أمر لا يمكن لكثير من الأساتذة مقاومة إغرائه. ويقول سكوت إ. بيج، الأستاذ بجامعة ميشيجان الذى قام بتدريس دورة طريقة تفكير كورسيرا وشعر بفرح شديد لتنزيل 40 ألف طالب لفيديوهاته. وهو يقول: «وفق معظم الحسابات، كان فصلى يضم ما يعادل طلاب مائتى عام».

●●●

سيمر بعض الوقت قبل أن يتضح تأثير الدورات الإلكترونية المفتوحة الجديدة على الالتحاق بالمعاهد الإلكترونية التى تستهدف الربح، وما إذا كانت ستؤثر على الالتحاق بالجامعات نفسها التى تنتجها أم لا. وما زال كثير من الأساتذة يستبعدون هذا الخطر.

وقال السيد بيج، الأستاذ بجامعة ميشيجان: «هناك حديث عن احتمال تراجع الجامعات أمام التعليم عبر الإنترنت، لكن الكثير مما نفعله فى حرم الجامعة هو مساعدة الشباب بين سن الثامنة عشرة والثانية والعشرين على التحول، وهى مسألة معقدة»، كما أضاف أن هذه الدورات ستكون الأكثر عونا ل«الأشخاص من سن 22 سن102، والطلبة الدوليين، والمتقاعدين الأذكياء».

وأخيرا، كما تقول السيدة كولر، فقد يصبح الطلاب قادرين على الالتحاق بمجموعة من الدورات الإلكترونية المجانية المفتوحة والخروج بشىء له تقريبا وظيفة الشهادة التقليدية نفسها.

وتضيف كولر: «لا نعتزم أن نكون معهدا للتعليم العالى يمنح الشهادات، بل ما يهمنا هو ما يمكن عمله بهذا النوع غير الرسمى من الشهادات».

كل الحقوق محفوظة لشركة النيويورك تايمز لمبيعات الخدمات الصحفية. يحظر نشر هذه المادة أو إذاعتها أو توزيعها بأى صورة من الصور.

الشروق المصرية: الأثنين 8 / 10 / 2012م

Image
مقالات ذات العلاقة
Image