سعيد بن سالم المعمري
لا شك أن لكل مادة دراسية – أياً كانت تلك المادة – كيانها ، وقوتها ، ومكانتها فهذه من الثوابت التي ينبغي الإيمان بها وإلا فهي لم توضع عبثاً إلا بعد دراسات عدة أُقر بعدها تأليف تلك المادة .
وأعني بالمادة هنا المنهج المدرسي الذي كان وما يزال مثار جدل في أوساط المجتمع التربوي سيما تلك المناهج التي تمت إحالتها إلى التقاعد المبكر دون النظر إلى ما تمثله من أهمية كبيرة في تكوين الفكر ، وتنمية الوعي الثقافي ، وتقوية الارتباط بالبيئة والموروث المحلي ، وتأصيل مبدأ الانتماء إلى الوطن .
ودون النظر أيضاً إلى ما تمثله تلك المناهج من اهتمام كبير ، وارتباط روحي عميق لدى المعلمين الذين يقومون بتدريسها ، والذين أصبحوا بعد توقيفها كالذي يعيش بلا هوية ، فالمعلم عندما ينتزع من مادته التي يحبها ، وتعب من أجلها ، حتماً سوف يتأثر نفسياً إذا ما تم إلغاء مادته ، أو تهميشها من قبل المعنيين .
كما أن النظرة الدونية من قبل الهيئات التدريسية لتلك المادة ، ولمعلم المادة ستكون ذى تأثير نفسي ، إن لم تكن تسبب له جرح عميق .
وهذا ما يعانيه معلمو مادة المهارات الحياتية ، ولعلني لم أوفق في طرح تلك المعاناة ولكن تقريباً للأذهان ، تلك هي الصورة التقريبية ، فبعد الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل الرقي بهذه المادة حتى أصبحت السلطنة بفضلها بيت خبرة في هذا المجال ، جاء قرار عزلها فجأة ومن دون مقدمات أو مبررات واضحة .
السؤال الآن ؟؟؟
هل قرار العزل لهذه المادة جاء وفق خطط مدروسة لا تحتمل التأويل ؟
فإذا كان كذلك ، فهل تم أخذ رأي المختصين القائمين على هذه المادة ، والمعلمين الذي يدرّسونها ؟
فبمجرد أن يلغى نظام التقويم لأي مادة فهذا يعني أنها أصبحت بلا جدوى .
وإذا كان كذلك فإن المعلمين سيصبحون بلا مأوى ، ووجودهم بمدارسهم لا يمثل أية أهمية .
لأن تلك المادة ستفقد أهميتها عند الطلاب وأولياء أمورهم ، فبطبيعة الحال ولي الأمر لن يجبر ابنه أن يذاكرها أو يضيع وقته في مراجعة وحل أنشطتها ، ولسان حاله يقول الاهتمام بالمواد الأخرى التي تتطلب درجات تقويمية أفضل لأنها من ستنفعه في آخر العام .
فهل ستكون هناك إعادة نظر لإلغاء الحضر عن هذه المادة أسوة بالمواد التي كانت قبلها ؟ ربما …….
خاص بمدارسنا