أرقام: أظهرت نتيجة تصنيف « المنتدى الاقتصادي العالمي « ومقره مدينة جنيف عاصمة سويسرا ، للعام السابع على التوالي ان اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة هو الاقتصاد العربي الوحيد و ٢٣ عالميا ضمن فئة « الاقتصاد القائمة على الإبداع والابتكار « من أصل ١٤٤ دولة تتنافس على هذه القائمة، وتعرف الاقتصادات القائمة على الإبداع والابتكار بانها الاقتصادات التي يمكنها المحافظة على مستويات أعلى من الأجور والعمل بتخطيط استراتيجي للارتقاء بجودة الحياة ومستويات المعيشة ،
كما تعمل هذه الاقتصادات على تعزيز قدرة شركاتها الوطنية على المنافسة محليا وعالميا من خلال المنتجات والخدمات النوعية ، إضافة الى تبني المؤسسات الحكومية أفضل الممارسات العالمية في إدارة أعمالها .
وما لفت انتباهي في هذا التقييم , هو المعايير التي يستند عليها ، والتي ارى انها تمثل منظومة متكاملة ذات طرفين ، في بداية طرفها الأول طريق الإبداع والابتكار وفي نهاية طرفها الثاني شركات لديها قدرات تنافسية ومستوى معيشي متميز للعاملين فيها ، وهنا يجب علينا ان نتأمل قليلا نحو مفهوم أداء العمل والخروج من قوسين الحقوق والواجبات للعامل وصاحب العمل الى ما هو ابعد من ذلك ، وان نعرف العمل على انه نادي الابداع والابتكار فمنهم الهواة ومنهم المحترفون والجميع يحتاج للتدريب والجميع يتطلع الى تحقيق نتائج متميزة .
عندما نتأمل ما الذي نفقده لكي نكون مجتمعا متميزا ومبدعا ومبتكرا ، هل هي الفطرة أم نحن شعب لا نعشق أبسط أنواع التحديات أم ننتظر ان يكون الطريق ممهدا لنا ومفروشا بالورود وان يقدم لنا الإبداع على طريق من ذهب ، اجزم ان هناك من سيقرأ ذلك ويوافق عليه بالمطلق ومن سيعترض على ذلك ، ولكن الواقع وان كان لدينا الكثير وأنفقوا الكثير والكثير ، إلا انه ينقصنا الشيء المهم وهو عدم وجود استراتيجية واضحة لبناء الابداع والابتكار في شتى المجالات مربوطة ومتاحة منذ الصغر ومدعومة بحوافز مطلقة دون قيود .
البعض يقول دعونا نحلم وآخرون يقولون سئمنا وتعبنا من أحلام لا تسمن ولا تغني من جوع ، وان كنا أكثر الناس الحالمين الطامحين الطامعين ، إلا اننا في الجانب الآخر الأكثر سلبية والأقل انتاجية واحترفنا مهنة اللاعمل وأكثر الناس انتقادا وتوسعنا في ذلك استنادا الى الابتعاد عن اي رؤية وعمل ايجابي حقيقي، ونقول هنا الى متى ونحن نتابع ونلاحق وننظر الى الآخرين ونحن واقفون دون ان نتقدم بل قد يكون هناك تراجع الى الوراء ، وهنا تكمن الخطورة حيث إننا في اليوم الواحد نبني أجيالا على مفاهيم خاطئة ونبحث عن من يصححها ، فهل ستتغير ام مدرج المتفرجين هو المكان الأنسب .
اترك تعليقاً