الرياض: يَفتتح سوق عكاظ في نسخته السادسة في محافظة الطائف المقرر انطلاقه يوم الثلاثاء 24 شوال 1433ه الموافق 11 سبتمبر 2012م، نافذة جديدة لزواره على عالم العلم والمعرفة، من خلال برنامج ينفذ للعام الثاني على التوالي تحت مسمى “عكاظ المستقبل”، تشرف على تنفيذه وزارة التعليم العالي وجامعة الطائف.
ما تبقى من سوق عكاظ القديم
وأوضح مدير جامعة الطائف والمشرف على برنامج “عكاظ المستقبل” الدكتور عبدالإله باناجة أن إطلاق برنامج “عكاظ المستقبل” للعام الثاني يهدف إلى تحقيق الدور المنشود لسوق عكاظ، باعتباره ليس فقط منارة للفكر والشعر والثقافة والأدب، بل مركز إشعاع للثقافة والإبداع والتميز العلمي.
وذكر الدكتور باناجة أن تنفيذ البرنامج يحقق الهدف الإستراتيجي الثالث لسوق عكاظ، والمتمثل في دعم وتشجيع التميز العلمي، وفي ضوء اتجاهات البحث العلمي والتطور المعرفي والتطبيقات التكنولوجية المعاصرة التي استحوذت الاهتمام على كافة المستويات في معظم دول العالم، وهو ما يتسق مع رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية بأن يكون سوق عكاظ محاكاة للمستقبل، كما هو محاكاة للماضي.
ويشرف على برنامج (عكاظ المستقبل) لجنة خاصة يرأسها وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وتضم في عضويتها ممثلين من جامعات: الطائف، الملك سعود، الملك عبدالعزيز، والملك فهد للبترول والمعادن، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى أمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الدكتور سعد بن محمد مارق.
وبين الدكتور عبدالإله باناجة أن برنامج “عكاظ المستقبل” لهذا العام يشتمل على برامج متنوعة في مجال دعم وتشجيع التميز العلمي، من بينها ندوة علمية، وبرنامج لتكريم الباحثين المتميزين، ومعرض متخصص في مجال الإبداع والابتكار، مشيراً إلى أن الندوة العلمية ستتناول موضوع الطاقة المتجددة (بدائل النفط)، وتهدف إلى التعريف بموضوع الطاقة المتجدةة، وتتضمن عرضاً مرئياً لها، وتسليط الضوء على جهود المملكة العربية السعودية للاستفادة في هذا الجانب، مستطرداً أن الندوة تشتمل أيضاً على عرض لمجموعة من الأبحاث وأوراق العمل المتعلقة بالطاقة المتجددة وبدائل النفط التي أنجزت ونفذت في المملكة العربية السعودية؛ حيث سيشارك فيها الحائز على جائزة الإبداع والتميز العلمي الدكتور أحمد ظافر القرني، وحبيب أبو الحمايل، وعبدالله عسيري، ونوار ثابت من الجزائر، بحيث تكون الندوة أشبه بلقاء مفتوح مع الباحثين والمشاركين.
وكان الدكتور أحمد القرني الحائز على جائزة عكاظ للتميز العلمي قدم بحثاً حول مصادر الطاقة المتجددة تناول الطاقة الشمسية والرياح، فضلاً عن استخداماتها في قطاع المياه وتحلية المياه.
وسبق للدكتور أحمد القرني أن شارك مع فريق من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الحصول على براءة اختراع من مكتب الاختراعات بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال تحلية المياه بالتقطير بوسائل مبتكرة وجديدة لتحلية المياه ذات جدوى اقتصادية أفضل باستخدام الطاقة الشمسية والرياح المتوفرة في المملكة، وهي جزء من مشروع مبتكر وواعد اقتصادياً يمكن أن يوفر للمملكة ما قيمته 100 مليار ريال خلال عقدين من الزمن، وذلك باستخدام الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية والرياح) المتآلفة مع البيئة.
وتتسق ندوة الطاقة المتجددة مع الجهود التي بدأتها المملكة في هذا القطاع عبر الجامعات ومراكز الأبحاث، فيما انضمت أخيراً له مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة؛ حيث بدأت في أولى خطوات طرح عطاءات مشاريع الطاقة المتجددة بالمملكة العام المقبل 2013م، وتعمل حاليا على صياغة النسخة المبدئية لطلبات تقديم العروض لتطوير مشاريع للطاقة المتجددة، إذ تشير التأكيدات إلى أن المملكة تعتبر من أكثر الدول المؤهلة لنجاح مشاريع الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وصولاً إلى تنويع مصادر إمداد الطاقة في المملكة وتسهيل إمداد المناطق النائية بالطاقة وخفض تكلفتها ونقل وتوطين الطاقة وفتح آفاق من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، كما أن اكتمال مشاريع الطاقة المتجددة سيساهم في تنويع مصادر الطاقة المحلية والتقليل من الاعتماد على النفط والمحافظة على طاقة الاجيال القادمة وهو ما يتوافق ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتركيز على مصادر بديلة للطاقة بهدف التقليل من الاعتماد على الثروة النفطية والعمل على تنويع مصادر الدخل، والتوجه نحو الصناعات التي تعطي قيمة مضافة لمصادر المملكة.
تكريم الباحثين والمبتكرين
أما البرنامج الثاني ضمن أنشطة (عكاظ المستقبل)، فهو يخص تكريم الباحثين المتميزين ويهدف إلى تكريم عدد من الباحثين السعوديين المتميزين الذين نفذوا أبحاثاً متميزة أو حصلوا على براءات اختراع خلال العام الماضي في مجال الطاقة المتجددة، كما سيشهد هذا البرنامج تكريم العلماء أو أكثر ممن أسهموا في تطوير الطاقة المتجددة أو تطوير استخداماتها، إلى جانب تكريم المبدعين والمبتكرين ومجموعة من العلماء الذين قدموا إسهامات فاعلة في خدمة المجتمعات الإنسانية بابتكاراتهم وإنجازاتهم العلمية والبحثية.
ولفت الدكتور عبدالإله باناجة إلى أن برنامج (معرض الإبداع والابتكار) يُعنى بعرض أحدث المبتكرات، وبراءات الاختراع التي حصل عليها العلماء السعوديون والعرب، والتعريف بجهود الباحثين السعوديين والعرب، وتحفيز الباحثين على إنجاز المزيد من الإبداع والابتكار، كما سيقدم مجموعة من المخترعات والمبتكرات للعلماء السعوديين والعرب، كما سيعرّف بأهم إنجازات المبدعين السعوديين، وسيشتمل أيضاً على ورش عمل لمهارات التفكير الإبداعي والابتكاري.
وشهد سوق عكاظ منذ دورته الخامسة في العام الماضي 1432ه إضافة جائزة الإبداع والتميز العلمي المستحدثة إلى قائمة جوائزه السنوية، واختير لها في العام الأول موضوع “تقنية النانو” Nanotechnologi للجائزة.
وتعمل الجائزة على دعم وتشجيع الإبداع والتميز العلمي، في ضوء اتجاهات البحث العلمي والتطور المعرفي والتطبيقات التكنولوجية المعاصرة. وتهدف إلى تكريم الباحث المبدع الذي قدم أبحاثاً علمية عالمية المستوى، أو حصل على براءة اختراع يخدم من خلاله البشرية، وتمنح الجائزة لباحث أو أكثر، ويتولى التحكيم فيها لجنة من كبار العلماء المتميزين في مجال التخصص على المستوى المحلي والإقليمي والدولي..
اترك تعليقاً