• Home
  • الإبداع والتألق
  • تنفذ برامج متنوعة – جمعية «مبدعون» التطوعية تساهم في تنمية طاقات الشباب

تنفذ برامج متنوعة – جمعية «مبدعون» التطوعية تساهم في تنمية طاقات الشباب

عُمان – سُعاد بنت فايز العلوية: يعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع وبث روح الانتماء لدى المواطنين في المجتمعات بشكل عام؛ حيث يعتبر العمل التطوعي مؤثرا فاعلا من أجل إعداد جيل واع، فهو يدخل في تكوين الافراد خلقيا ونفسيا واجتماعيا لما يعززه من قيم لديهم. ويعتبر العمل التطوعي أحد أهم وسائل استغلال الطاقات الشبابية وتنميتها خدمة للمجتمع مما يؤثر إيجابيا على الترابط والتماسك الاجتماعي لدى الأفراد.

 

وقد تعددت أشكال الأعمال التطوعية والخدمية في السلطنة لتشمل معظم فئات المجتمع استهدافا وتنفيذا. حيث كثرت الجمعيات التطوعية الشبابية لتنخرط في مجالات شتى مثل برامج الأطفال من تعزيز للقراءة وحفظ القرآن الكريم والدورات التدريبية المجانية والمكتبات العامة والبرامج التي تعنى بغرس السلوكيات الإيجابية لدى أبناء هذا الوطن معززة بذلك دور الانتماء والولاء لدى المواطنين، وزرع قيم مجتمعية ترتقي بمستوى القيم العمانية الأصيلة.

جمعية مبدعون التطوعية العمانية لصاحبتها نور الهدى بنت مرزوق السالمية أحد النماذج الوطنية الواضحة لترسيخ الانتماء الوطني لدى الأفراد بما تقدمه من برامج تطوعية وتثقيفية من شانها تقوم سلوكيات أبناء المجتمع. حيث بدأت هذه الجمعية عملها في صيف 2004 من خلال استغلال الاجازة الصيفية في إعطاء الاطفال دروسا في القرآن واللغة الانجليزية، ليتم بعدها تأسيس جماعة صغيرة حملت مسمى نور الهدى بثلاث عضوات توسعت بعدها من حيث الاهداف والمسمى والفئة المستهدفة لتكون( جمعية مبدعون التطوعية).

هدفت هذه الجمعية إلى تنمية المجتمعات الريفية وتكثيف الجهود لتأسيس مجتمع يقرأ وإعطاء الطفل جرعة تحفيز من أجل جعله مبدعا منطلقا معطاء نحو خدمة بلده ومجتمعه، و تقديم برامج لأكبر شريحة ممكنة من الناس والأطفال.

أهم أعمال جمعية مبدعون التطوعية
وتسرد لنا نور الهدى أهم الأعمال التي قامت بها الجمعية وتقوم بها حاليا قائلة: للجمعية عدد من البرامج التي تم تنفيذها على مدار الأعوام السابقة، ومن بين تلك البرامج :

برنامج التجار الصغار” وهو برنامج ابداعي يشجع الأطفال على التصميم والرسم وصناعة لعبتهم بأنفسهم، وتتيح الجمعية لهم بيع ما ابدعوا في انتاجه للمجتمع من خلال تنظيم معرض لهم، والطفل الذي يبيع أكبر قدرا من منتوجاته يحصل على لقب التاجر الأذكى.

“برنامج طفلي والقرآن” وهو برنامج يختص بتعليم الأطفال القرآن الكريم وأحكام التجويد ومساعدتهم على حفظه.*«برنامج صناع المجد» وهو برنامج تربوي تقدمه اخصائية في مجال التربية، تغرس بداخلهم قيم جميلة من خلال سردها لقصص أبطال الاسلام والأسماء اللامعة في عالمنا المسلم ليتمثلوا بها ويأخذوا العبرة منها ويكتسبوا المعلومات.

*”برنامج إبداع”- قيد الإنشاء- وهو برنامج أدبي قائم على تشجيع الأطفال على الكتابة من خلال اعطائهم مقدمة لقصة قصيرة بحيث يقومون باكمالها في أسطر من نسج خيالهم، في حين تعمل الجمعية بعد ذلك على تجميع كتابات الأطفال ونشرها في موقع ومجلة الفريق الرياضي الداعم للجمعية.

*”برنامج الملتقى الترفيهي” وهو برنامج ترفيهي، فكرته قائمة على تفعيل منافسات رياضية بين الأطفال وألعاب ترفيهية في يوم كامل خاص بذلك، بالاضافة إلى اقامة سوق لبيع الالعاب والمواد الغذائية والاكسسوارات.

“برنامج الذوق سلوك الروح” وهو برنامج تربوي يقدمه الشيخ صالح القنوبي للأطفال لغرس اخلاقيات المسلم التي يستخلصوها من جلسات القرآن الأسبوعية.
“برنامج سينما مبدعات” وهو برنامج.ترفيهي/تعليمي قائم على عرض فيلم مدبلج للعربية للأطفال كل نهاية اسبوع.. مع تقديم المقرمشات لهم وتفعيل نظام المسابقات من خلال طرح اسئلة متعلقة بالفيلم وتوزيع الهدايا للمجيدين..

*”برنامج يوم من حياتي ” وهو برنامج جميل واخلاقي،.يقوم فيه الأطفال بتنظيف شوارع المدينة في يوم كامل مخصص لهذا الغرض، مع توزيعهم للمنشورات وسلل المهملات في أماكن مختلفة.

*”برنامج إحسان” وهو برنامج خيري يقوم على تجميع تبرعات المجتمع من الملابس وغسلها وكيها ومن ثم تكييسها لتكون بصورة لائقة ونظيفة.. ترسل التبرعات للمحتاجين في السلطنة وفي خارجها.. في افريقيا، الهند وباكستان.

*”برنامج مهنة في اليد أمان” وهو برنامج يخدم المرأة من خلال اقامة دورات تدريبية لها في مجال الخياطة والطبخ والحاسوب، حيث يقدم الدورات مختصون في هذه المجالات.

*”برنامج طموحي” وفيه يحدد كل طفل في استمارة الانتساب طموحه في مهنة المستقبل، وبعد ذلك توزع لوحات صغيرة في الفصول الدراسية تشمل اسم الطفل مسبوقة برمز المهنة مثلا (دكتور أحمد) كما ويحضر الأطفال دفتر ملاحظات صغير يجمعون فيه كل يوم صورة أو معلومة تتعلق بطموحهم، والجمعية تختار اسبوعيا مهنة من بين المهن التي انتسب لها الصغار ونقوم بالحديث عنها في جلسة جميلة يصحبها استضافة شخص يعمل بها.*”برنامج الجسم السليم” وهو برنامج صحي تستضيف فيه الجمعية طبيب أو اختصاصي يعلم الأطفال بشكل عملي كيفية التعامل مع الجروح والحروق والحوادث البسيطة بالاضافة الى كيفية العناية باسنانهم .

*جلسات قراءة متنوعة .. في النوادي ومركز كتابي جليسي بالتعاون مع حملة الأطفال يحبون القراءة.

*جلسات تأمل في المشاعر، الطبيعة،قدرة الله و الذات .

*تفعيل عدد من حلقات العمل الخاصة بتنمية فكر وثقافة الاطفال وابداعهم بالتعاون مع عدد من محاضري التنمية البشرية.

الصعوبات والتحديات:
وتقول نور الهدى السالمية: إن من أهم ما شكل تحديا ضد استمرارية هذه الجمعية هو عدم تقبل المجتمع لفكرة الجمعية في بداية تأسيسها حيث كان التشجيع فقط في الجانب المختص بتعليم علوم القرآن الكريم، أما البرامج الابداعية فقد كانت بالنسبة إليهم مضيعة للوقت لا تسمن ولا تغني من جوع. ولكن سرعان ماتلاشت الفكرة بعد ملاحظة بعض أولياء الأمور لتصرفات أطفالهم وتفكيرهم الإيجابي.

والصعوبة الأخرى كانت لكون جميع المنتسبات المتطوعات في الجمعية مازلن يدرسن في المراحل الدراسية المختلفة، مما أحدث ضيقا في الوقت بالتالي تقلص الناتج المرجو، إضافة إلى ضعف الدعم المادي وهذا بدوره يضيع الكثير من فرص الانجاح وفرص المشاركة في الفعاليات الوطنية المقامة في السلطنة.

الخُلاصــــــة
إن تطويع النفس على العمل التطوعي الخدمي لهو تربة خصبة لنمو الانتماء للوطن من حيث تربية النشء على أدائها الأمر الذي ينعكس على كافة مجالات المجتمع وفي جميع القطاعات فيتحقق بذلك الانتماء للوطن.فمثل هذه الأعمال التطوعية الخدمية الشبابية في كينونتها تعد داعما لعجلة التنمية في البلاد إضافة إلى ما لها من تأثير في تعزيز الانتماء لهذا الوطن وتأصيل الهوية الثقافية العمانية، وعلى غرس قيم مجتمعية نبيلة يفخر بها المجتمع العماني.

Image
Image