بقلم : سعيد بن سالم المعمري
مدارسنا.نت : يعتبر المعلّم من أهم العناصر التي تؤثر في فاعلية التعليم وجودته وصولاً لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها الأنظمة التعليمية ، كونه أساس القاعدة في عملية البناء التعليمي وباعتباره المشرّع الأول للتلاميذ منذ التحاقهم بسلك التعليم . هذا مع أهمية
وجود بعض العوامل الإدارية والفنية المساعدة للطلاب إلا أنها تقف عاجزة أمام تأثير المعلم ودوره المهم في العملية التعليمية برمتها.
إن أي مجتمع يعوّل بالدرجة الأولى على المعلمين ذوي الكفاءة القادرين على أداء مهامهم الوظيفية ، والقيام بواجباتها وأعباءها وفق ما تقتضيه المعايير المطلوبة ، وبطبيعة الحال لن يتأتى ذلك إلا إذا توافرت لدى المعلم مجموعة من السمات الشخصية ، والكفايات المهنية في مجالات عدة ، وأن يتمتع بالمعرفة والمهارة اللازمة لتطبيقها .
لا ريب أن أدوار المعلم قد تغيرت في عصر التكنولوجيا ، وعصر العولمة ، فلم يعد دور المعلم يقتصر على التلقين فحسب ؛ بل أصبح دوره موجهاً ومشجعاً للتعلم ، باعتبار أن الطلاب أساس العملية التعليمية .
من هنا تأتي أهمية التربية المهنية للمعلم ، التي تشكل بدورها نقطة انطلاق لأي مشروع يعنى بإصلاح وتطوير التعليم بمجالاته المختلفة . فلا يمكن القول بأن العملية التعليمية من الممكن أن تحقق أهدافها من غير المعلم .
إن المعلم والمشرف وإدارة المدرسة ، بل وكل عضو من أعضاء العملية التعليمية بحاجة ماسة إلى التدريب حتى يتمكنوا من تطوير الفكر التعليمي كل في مجاله ، لأن للتدريب أهمية كبيرة في رفع المستوى المهني حتى يستطيع كل واحد منهم الوصول إلى نقطة ( الرضى الوظيفي ) لينعكس ذلك بشكل إيجابي على تحصيل الطلاب .
فعلى الجهات المسؤولة في الأنظمة التعليمية أن تعي أهمية التربية المهنية للمعلم ، وأهمية إشراكه في الندوات والمؤتمرات والدورات الداخلية والخارجية ليبقى ذلك في رصيده المهني شاهداً على إبداعه في مجال عمله ، وتأثيره حاضراً في نفوس طلابه . وحتى لا يقتصر الإنماء المهني على الإداريين ، ومتخذي القرارات فحسب ، علينا إعادة النظر بجدية في هذه القضية .