لوجه الله .. جهد مضن لدعم الاختراعات

حاوره: فيصل الهشامي و سعود السليماني – مدارسنا دوت نت: هلال سالم السيابي هو أحد قامات الاختراع بالسلطنة. تخرج بشهادة الثانوية العامة عام 1990. عمل بعدها في جهة عسكرية لمدة 14 سنة و نصف و يعمل الآن مشرفا و باحثا غير مقيم في جامعة Ucl.
 
بداية الاختراع لديه كانت متواضعة إذ لم يكن في المدا رس نادي علمي و مراعاة للابتكار، و كان الابتكار أمرا غريبا حينها. كان يقوم بإصلاح الأجهزة المعطوبة في البيت و يقوم بإعادة فكها و إصلاحها.. كان الجيران أيضا يطلبون منه مساعدته في ذلك، فكان يصقل نفسه بالمحاولة.
يقول هلال: “كانت لدي صعوبة في مواصلة الدراسة في مجال الاختراع إذ لم ألقى أي تشجيع في بدايات ظهوري كمخترع، بل إنه حدثت ضجة إلى حد معين بسبب بعض ابتكاراتي. كان الموقف صعبا في ظل عدم وجود بيئة تشجيعية و لكني بقيت متجلدا بقول الشاعر: لا تحسبن العلم تمرا أنت آكله…. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
الصعوبات الأكبر التي تواجهني مثل أي مخترع هي أنه لا يوجد مستثمر حقيقي للاختراعات. ينقصنا الاهتمام و هذا أكبر

تحدي يواجه كل مخترع.. فالتعب و الجهد في عمل الاختراع لن يكفي إذا كان يذهب هباء دون أن يجد من يستثمره و يحمل هوية البلد، فالمخترع يطمح أن يحمل المبتكر هوية بلده حين يكتب عليه مثل: صنع في عمان.
دور جمعية الموهوبين أنها نافذة صحفية و ليست جمعية لها مقرها و مبناها اطرح فيها اعمالي و ابتكاراتي للجميع و نشاطها في الفيسبوك.
التركيز الحالي في مجال الاختراع.
في وقت فراغي اقوم بتعليم الآخرين بعضا مما علمني الله. لا أحب رفض طلب تقديم جلسة ابتكارات إلا إذا كان جدولي مزدحما.. هذه الأعمال من الله و إلى الله..
هل توجد صعوبة بين الالتزامات العائلية و نشاط الابتكارات؟
للوهلة الأولى تبدو كذلك.. و لكن لأنه عمل تطوعي ارجو منه الثواب أشعر دائما بالتيسير و لا أشعر أبدا بهذه الصعوبات.. الله تعالى يقصر لك الوقت و يسهل لك بكرمه.. و هذا ليس إدعاء و ليس تخيلا، إذ أشعر دائما أن الل يفتح لي ما كنت أتصوره صعبا.. من صور التوفيق الرباني هي أن عمل تصور لبعض اختراعاتي التي تأخذ وقتا كبيرا و تحتاج ل 20 محاولة تقريبا لتعديله ولكن بتوفيق الله و لطفه أعمله في جلسة واحدة.. تتسهل لي الخطوات بتوفيق الله.
من يساندك في النشاط التطوعي في المدارس؟
لا أكترث في الدعم المادي فالحمد لله صلتي جيدة بالمسؤولين و أثق في دعمهم لي ماديا إن أردت، و لكني أعتمد على مبلغ أخصصه من مصروفي سنويا لدعم الاختراعات سنويا كصدقة لله، إذ يذهب المصروف لكل ما من شأنه أن يخدم المشروع سواء لوقود السيارة أو تكاليف حاجيات المشاريع التي أنجزها. حتى الآن لم أطرق باب الدعم المادي.. في العام الدراسي أمر تقريبا على 50 مدرسة.. و أشترط أن لا أقبل أي دعم مادي.. لا أريد من الناس إلا الدعاء.. و لا ألقي اللوم على أحد بل أتحمل أنا بنفسي كل ذلك.
هل لديك فريق عمل؟
ليس لدي فريق.. مجهود فردي الآن..
هل توجهك للمدارس الحكومية أو الخاصة؟
كليهما.. لا أفرق بين أحد. المدارس الحكومية تتقبل أكثر دخولي إليها بدون عراقيل أو إجراءات بيروقراطية لتقديم مشاريع الابتكار، لأني معروف كثيرا و الحمد لله بين الكادر التربوي، و المحتوى الذي أقدمه ليس فيه أي شكوك من قبل الوزارة و ذلك بسبب تعاوني معهم منذ فترة طويلة نسبيا.
المجتمع لا يشجع على الاختراع. كيف برايك يجب أن يكون دور المجتمع في هذا؟
بكل صراحة ثقافة الاختراع بكل صراحة ما زالت تحبو في بلادنا و غير معروفة لدى الغالبية.. و هناك فرق بين الاختراع و الإنجاز.. الاختراع هو أن تأتي بشيء لم يسبقك به أحد.. أما الإنجاز فليس بالضرورة جديدا.. قد يكون إعادة تجربة تم

تطبيقها في بلاد أخرى . و هذا ما لا يعرفه الكثير من الناس..فمثلا مشروع النافورة الذي ابتكرناه لا يعد اختراع و إنما قدمناه للطلاب على أساس أنه إنجاز علمي سبقنا به أحد و لكن لأترك لهم المجال في إضافة الجديد من بصمتهم الخاصة التي تحيل المشروع إلى اختراع..
ما هي الريقة المثلى لتشجيع الأبناء على الاختراع؟
هناك عوامل مختلفة في التشجيع..الطفل ذو الهمس سنوات مثلا شجعه على ألعاب المكعبات أو اجعله يمسك القلم ليكتب.. إذا كنت تريده مؤلفا اسرد لهم كل يوم قصة أو روابة أكثر من مرة و لكن اجعل النهايات مختلفة في كل مرة حتى تولد لديه الخيال و تشجعه على حس التجديد.. أو اجعله بعد ذلك يكمل النهاية لوحده.. هذه الطريقة السهلة المجانية تبني شخصا مفكرا مبدعا
هل توجد طرق عملية أخرى تقترحها؟
نعم.. يمكن أن تجعل الطفل يفك دائرة الكتررونية من لعبة و يكتب عنها أو يستنتج فائدتها او أنه يعيد تركيبها بنفسه. فالطفل عجينة أنت تشكلها كما تريد.
ما موقفك من ابتكارات المخترعين؟ ماهو دعمك؟
أشجعهم على الفكرو تحفيز الذات. أوصيهم بداية في محاضراتي أن لا يتكلموا عن اختراعاتهم عملا بالهدي النبوي الذي يوصين بقضاء حوائجنا بالكتمان، فأوصيهم بأن يتواصلوا معي شخصيا حتى لا يبوحوا بأفكارهم أمام الملأ ويأتي أحد ليسرقها و ينفذها باسمه.. اوصيهم بالبحث عن الفكرة في موقع الويبو WIPO و هو موقع عالمي لتسجيل الاختراعات لمعرفة أصالة الاختراع و و حداثته، و إذا كانت الفكرة موجودة فأوصي المخترع أن يبحث عن إضافة بصمته الخاصة عليه.
توجيهاتك الكادر التعليمي في تشجيع الطلاب للابتكار:
معالي الدكتورة وزيرة التربية فتحت لي المجال بعرض توصياتي حول ذلك، و مسيرة التعليم الآن رغم أنها بطيئة لكني ما زلت متفائلا و أرى أنها تسير في مصلحة الاختراع.. انا ليس لدي وصاية على الوزارة لكن لدي فكر أحاول أن أعرضه و لا أفرضه.. هناك نقد ايجابي و هناك فكر و هذا ما احاول أنا إبرازه.
ما نصيحتك للطلاب في ظل عدم وجود دعم الابتكار و الامكانات؟
كثيرا ما يواجهني هذا السؤال في محاضراتي و حملاتي في دعم الابتكار.. أجاوب حرفيا: هل فكرتك مجدية؟ ما هو الدعم الذي تطلبه؟ هل هو ابتكار جديد؟ أحيانا مشاريع لا تتجاوز تكاليفها 5 ريالات قد يطلب المخترع مبلغا كبيرا لا يستحقه للدعم.. كما أن هناك سؤالا آخر ينبغي لمخرتع طرحه و هو: ماذا بعد ذلك الاختراع؟ هل ما تطلبه يزيد عن حجم الاختراع؟ الدعم الحقيقي هو أن تبحث عن التوجيه بينك و بين المستثمر. الدعم الحقيقي الذي يسعى وراءه كل مخترع حصانة الاختراع و ملكيته الفكرية عندما يتم تبني اختراعه..
كما يمكن أن يبحث المخترع عن نقاط جذب المستثمرين و ذلك بعمل معرض سنوي. فهذا يجذب الشركات للبحث عما نقصها من خلال معارض الاختراعات.. أطالب من هذا المقام بأن تقوم الجهات المسؤولة بقوة ترويج أكثر… الاتجاه الذي يفرضه الواقع الآن هو أن يبحث المخترع بنفسه عن مستثمر بدل التعويل على الجهات المسؤولة التي قد لا تهتم.. قد تجد فكرتك قد تم تنفيذها إن بقيت تنتظر، فكما أن المخترع يفكر فالعالم أيضا يفكر، يقول تعالى: كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا.
المشاركات الخارجية:
مشاركات محدودة لأني لا أحب الظهور و الشهرة، و لكن فرض علي الإعلام و المجتمع بالظهور.
هل لديك توجه معين في دعم الابتكار؟ الانتقال من مجال الاختراعات الروبوتية مثلا؟
بعض مشاريعي في مجال الروبوتات ليست اختراع بل مجرد انجاز علمي مثل روبوت اطفاء الحرائق.. لكن روبوت نقش الحنا اختراع لأنه فكرة جديدة.. و لا يبدو أن لدي توجه مختلف..و قد أتوقف عن هذا العمل. فأعاني أحيانا من ضغط شديد في العمل و هذا ما قد يقودني إلى التوقف.
ابتكاراتك للصم و البكم:
عندما ابتكر شيئا لهذه الفئة أتخيل نفسي مكانهم و أحاول أن أعيش واقعهم.. كثيرا ما يعشقون الرسومات و الأشكال.. أتعاون مع الجمعيات للعرض فقط. قبل 4 سنوات حاولت التعاون مع مؤسسة خيرية لتبني مشروع و كان الرد أننا دول غير منتجة و غير ذلك من مثل هذا الكلام.. المعاقين كانت لديهم رغبة في شراء مشاريعي و لكن لا استطيع بيعها لهم لأنهما مكلفة و متعبة و لم يتم استثمارها بشكل تجاري..
براءات الاختراع:
أنا أسجل براءات اختراعاتي في الخارج لأن البراءات افي عمان تمنح محليا و لا تحميك عالميا.. في الخارج تمنح شهادة دولية لبراءة اختراع تحمي ملكيتك الفكرية و أسبقيتك للاختراع.
تسجيل براءة الاختراع لها سلبيات و ايجابيات و هي قضية معقدة.. أحيانا أنصح عدم تسجيل براءة اختراع لأنه سيأتي آخر و يضيف إضافات شكلية عليه و ستسجل له براءة اختراع أيضا، و هذا يتنافى مع مكانة الاختراع.
كلمة أخيرة:
ما أتمناه هو أن يفهم الناس المعنى الحقيقي للاختراع قبل أن يفكر في اختراع شي..و من ثم يسأل نفسه ماذا أخترع و ذلك بان يكون مطلعا و يقيم عمله هل يستحق الجهد و المال للعمل فيه؟ أم أنه سيكون مكررا؟ لو تحدثنا مثلا عن اختراع الهاتف الذي اخترعه جراهام لو تخيلناه يعود للحياة فلن يعرف الهاتف النقال مع أنه هو صاحب الفكرة الأساسية، و هذا هو لب قضية الابتكار، و هو ما تستطيع أن تضيفه انت لا أن تكرر ما يعمله الآخرون.
Image
Image