الشبيبة: شارك الأكاديمي العماني الناشط بمجال البحث العلمي بجامعة صحار سعيد بن ناصر العمراني بالمؤتمر العالمي الثاني لعلوم اللغات بالعاصمة الاسترالية كامبرا، وذلك خلال الفترة من 29 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر 2011 ، والمنعقد بجامعتي كامبرا وجامعة استراليا الوطنية.
وقد قدم العمراني ورقة عمل بعنوان (أثر الثقافة العربية على مفهوم الاستعداد للتخاطب باللغة الانجليزية كلغة أجنبية). وتتمحور ورقة العمل حول دور الاستعداد للتخاطب على الأداء اللغوي عند المتعلمين للغة الانجليزية كلغة أجنبية في المجتمع العربي، ويُعرَّف مفهوم الاستعداد للتخاطب بمدى استعداد المتعلمين على بدء أو دخول حوار باللغة الأجنبية مع شخص أو أشخاص في وقت ما، إذا ما أتيحت لهم الفرصة بذلك. وقد صمم مجموعة من العلماء بقيادة ماكأنتير عام 1998 نموذجا عاما لوصف وقياس واستنتاج مدى استعداد المتعلمين للتخاطب بلغة أجنبية، ويشتمل هذا النموذج على مجموعة من العوامل المترابطة، وهي عوامل نفسية، واجتماعية، ولغوية، وعوامل مهارات اتصال.
غير أن هذا النموذج قد صمم بناء على دراسات أقيمت في المجتمع الغربي، ونظرا لما لثقافة المتعلمين في الدول الأجنبية من تأثير كبير على مدى استعدادهم للتخاطب فإنه من الأصول العلمية أن يتم اختبار النموذج في مجتمعات أخرى؛ لكي يتم فحص مدى صحته ومصداقيته وملاءمته لتلك المجتمعات؛ وقد تم ذلك بأن طبق هذا النموذج في المجتمع الصيني، مع إجراء بعض التعديلات التي تناسب المجتمع بشرائحه وثقافته.
وتعد دراسة العمراني هي أولى الدراسات من نوعها، والتي قامت باختبار صحة ومصداقية نموذج الاستعداد للتخاطب باللغة الانجليزية كلغة أجنبية في المجتمع العربي. ويطمح العمراني أن تساعد دراسته لتطوير النموذج الحالي ليتناسب مع متعلمي اللغة الانجليزية، وغيرها من اللغات الأجنبية في المجتمع العربي.
ويتم اختبار مدى استعداد المتعلمين للتخاطب بلغة أجنبية عن طريق استبانات مصممة لهذا الغرض من قبل باحث ولقد أضاف إليها العمراني بعض المواقف التي قد يمر بها المتعلم للغة الإنجليزية في المجتمع العربي، والجدير بالذكر أن معظم الدراسات السابقة تشير إلى أن هذه الاستبانات تتمتع بمصداقية وصحة عالية، و هذا ما لامسته الدراسة الحالية. وتقيس هذه الاستبانات عوامل مختلفة منها الاستعداد للتخاطب، و التقييم الذاتي للمقدرة على التخاطب، وعامل القلق من التخاطب، وعوامل نفسية كالدافعية مثلا، من تعلم اللغة الانجليزية وموقف المتعلم والمجتمع المتحدث بها كلغة أولى، وغيرها من العوامل.
ولقد شملت عينة البحث 233 طالبا وطالبة، يدرسون في قسم اللغة الانجليزية والترجمة بجامعة صحار. وتشير النتائج الأولية للدراسة إلى أن الطلاب العمانيين لديهم استعداد للتخاطب باللغة الانجليزية بشكل عام، ولكن يتفاوت استعدادهم للتخاطب بها؛ اعتمادا على علاقتهم بالطرف الآخر، فيكون استعدادهم للتخاطب مرتفعا شيئا ما إذا كان الطرف الآخر هو أحد أصدقائهم أو معارفهم مقارنة به إن كان غريبا عنهم مثلا. وبالرغم من ذلك فإن حجم المجموعة التي يتحدث إليها الطالب، ومكان المحادثة (عام أو خاص) يؤثر على الاستعداد للتخاطب، أيا كان نوع الطرف الآخر. هذا وما زالت عملية تحليل البيانات مستمرة؛ كي يتم الحصول على نتائج أكثر فعالية؛ وعليها سيتم تقديم بعض الاقتراحات لتطوير مهارات التخاطب باللغة الانجليزية كلغة أجنبية في المجتمع العربي بشكل عام، والمجتمع العماني بشكل خاص.
وفي الختام توجه الباحث بجزيل الشكر والامتنان لجامعة صحار لدعمها المستمر والمتواصل لتطوير وتنمية مهارات البحث فيها كما تمنى أن تساهم وزارة التعليم العالي خاصة وغيرها من مؤسسات القطاع الحكومي في دعم الأكاديميين في الجامعات الخاصة، وذلك لما للبحث العلمي من أهمية كبرى في دفع عجلة التطوير والازدهار لبلداننا العربية، ولبلادنا خاصة، في ظل القيادات الحكيمة التي ساست الأمور خير سياسة.