الوطن: أكدت حلقة العمل الدولية الأولى حول استراتيجية عمل المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة التي اختتمت فعالياتها في المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس على وضع استراتيجية متكاملة للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة من خلال وضع الهيكل التنظيمي للمركز بما يخدم أنشطته ومهامه وعلاقته بالمؤسسات المحلية والدولية القائمة ، وتقدير الاحتياجات الأولية للمركز من الناحية المالية والبشرية كما أكدت الحلقة على أهم الخدمات والمشاريع البحثية التي يتوقع أن يقدمها المركز ، وأولويات المشاريع والخدمات المتوقع أن يقدمها المركز خلال الفترة القادمة .
وقال الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة : إن هذه التوصيات المهمة التي خرجت بها حلقة العمل والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام متتالية سوف ترفع إلى معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة لمناقشتها مع مجلس إدارة المركز واعتمادها ومن ثم بدء التنفيذ .
وأضاف قائلا : لقد دأب المركز من خلال هذه الحلقة على الاستفادة من الخبراء والمختصين في المجال البيئي سواء من داخل السلطنة أو خارجها والاستفادة من تجاربهم في هذا المجال لوضع استراتيجية متكاملة للمركز نستطيع أن نحقق الأهداف المنشودة منه على المستوى المحلي والخارجي ، ومن أهم المنظمات والهيئات الخارجية التي شاركت هي مؤسسة نتشرل انجلند ، ومركز البادية الأردني ، والولايات المتحدة الأميركية ، وجامعة الأمم المتحدة ، ومنظمة إيرث وتش ( رصد الأرض ) بالمملكة المتحدة ، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني بالسلطنة وهي وزارة البيئة والشؤون المناخية ، وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ، وزارة الزراعة والثروة السمكية ، وزارة التربية والتعليم ، ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ، وحديقة النباتات والأشجار العمانية التابعة لديوان البلاط السلطاني ، جامعة السلطان قابوس ، مجلس البحث العلمي ، جمعية البيئة العمانية ، وجمعية المياه العمانية ، والجمعية الجيولوجية العمانية .
وأشار الدكتور سيف الشقصي إلى أن الحلقة سلطت الضوء على الوضع الراهن في السلطنة فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة والقوانين والأنظمة المعمول بها في هذا المجال وذلك من خلال أوراق العمل المقدمة من خبراء وأكاديميين محليين ودوليين ، كما يتم التعرف على خبرات وتجارب المؤسسات والمراكز البحثية المحلية والدولية العاملة في نفس المجال ، ومناقشة مجالات عمل المركز وفقا لنطاق التكليف وعلاقته بالمؤسسات الأخرى ، ومناقشة الهيكل التنظيمي الملائم لعمل المركز ومدى توافقه مع استراتيجية العمل وما ينبثق عنها من مشاريع وبرامج وخدمات بحثية مع تحديد أولويات العمل والتنفيذ ووضع التكاليف التقديرية لها وآليات تمويلها ، ووضع التحديات والصعوبات التي قد تواجه المركز ، ومناقشة وسائل التواصل والتعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة .
وأوضح بأنه تمت مناقشة محاور هذه الحلقة في سبع جلسات عمل هامة صحبتها مناقشات وأسئلة مستفيضة من قبل المشاركين ، وهذه المحاور هي الخبرة الدولية والتوقعات المحلية للمركز من خلال مراكز البحوث والتنمية ، إدارة بيانات ومعلومات التنوع الإحيائي ، التوقعات المحلية للمركز من خلال المؤسسات الحكومية المختصة في حماية البيئة ، الخبرة الدولية والتوقعات المحلية للمركز من خلال المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ، الخبرة الدولية والتوقعات المحلية للمركز من خلال بناء القدرات والتوعية ، ومناقشة النقاط والمواضيع التي تم طرحها والمتعلقة باقتراح الخدمات والمشاريع البحثية التي يتوقع أن يقدمها المركز ، واقتراح أولويات المشاريع والخدمات المتوقع أن يقدمها المركز ، ومناقشة النقاط والمواضيع التي تم طرحها المتعلقة بالهيكل التنظيمي للمركز بما يخدم أنشطته ومهامه وعلاقته بالمؤسسات المحلية والدولية القائمة ، وتقدير الاحتياجات الأولية للمركز المالية والبشرية .
وأكد المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بأن إنشاء جاء بموجب المرسوم السلطاني رقم 54/ 2009 ، ترجمة للاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالبيئة العمانية والمحافظة عليها إذ يهدف المركز وفقا لما نص عليه النظام الأساسي الخاص بإنشائه إلى تنظيم وتشجيع البحث الميداني في مجال حفظ البيئة ، وتشجيع العاملين والباحثين والمتخصصين والدارسين العمانيين في المجال البيئي ، وإبراز قدراتهم وإمكانياتهم العلمية ونشر أبحاثهم محليا ودوليا ، حث يعنى المركز في المقام الأول بتحديد وتطوير مشاريع الأبحاث الميدانية لحماية البيئة واستدامتها بالسلطنة والحفاظ عليها بكافة أشكالها مشيرا إلى أن المركز أيضا يعني بتشجيع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة والباحثين والمهتمين على القيام بالدراسات البيئية الميدانية والأبحاث العلمية الحقلية الجادة المتميزة وضمان التزامها بالمنهج العلمي لكي تحظى بالاعتراف الأكاديمي من خلال نشرها في الدوريات العلمية المحكمة داخل وخارج السلطنة وذلك لإعطاء مزيد من الثقة في نتائجها مما يشجع متخذي القرار على رسم السياسات البيئية السليمة لهذا البلد الغني بتنوعه والفريد بثرائه البيئي ، إلى جانب نشر الوعي البيئي وزيادة تأثيره من خلال المناهج الدراسية على رأس أولويات المهام المناطة بهذا المركز وذلك لما يمثله هذا الجانب من قوة التأثير في هذه الشريحة الأساسية من المجتمع مما يجعل تطبيق الاستراتيجيات البيئية أكثر يسرا وبالتأكيد أعمق تأثيرا على المدى البعيد ، كما يعنى المركز ببناء شراكة حقيقية بين المجتمع المحلي ومفردات البيئة المحيطة من خلال تحديد المنافع والمصالح المشتركة التي تسهم في الحفاظ على المفردات البيئية والتي ستنعكس بشكل واضح وملموس على الحياة الاجتماعية اليومية لهذه المجتمعات .