أتذكر أنني كنت أدوِّن ملاحظات وأقرأ الكتب المدرسية وأكمل أوراق العمل عندما كنت في المدرسة، وعندما بدأت التدريس، كنت أرغب في خلق تجربة أكثر تفاعلاً لطلابي. ووجدت أن الدروس التي نشأت عليها والتي تعتمد على الجلوس والتلقي يمكن أن تصبح بسهولة تجارب تعليمية أكثر نشاطًا من خلال دمج بعض الاستراتيجيات المختلفة. إذا كنت تأمل في زيادة تفاعل الطلاب ومشاركتهم ولكنك تشعر بالقيود التقليدية للتعليم المباشر، فإليك بعض الأساليب التي يمكنك تجربتها.
تحويل المحاضرة إلى تعلم بقيادة الطلاب
إن إلقاء المحاضرات، على الرغم من شيوعها إلى حد ما في المرحلة الثانوية، قد لا يوفر للطلاب فرصة المشاركة الهادفة في المادة أو التفاعل مع بعضهم البعض. ويمكن للأفكار البديلة التالية أن تضع الطلاب في موضع المتعلمين النشطين بدلاً من مجرد المستمعين الجيدين.
حاول تدوير المواقع: قسّم مادة المحاضرة إلى أجزاء، وحدد مواقع في الفصل الدراسي ليتعلم الطلاب عن كل جزء في موقع بعينه. يجب أن تحتوي المواقع على تعليمات ومواد ضرورية. قسّم الطلاب إلى فرق مساوية لعدد المواقع الصفية، ثم اضبط مؤقتًا للمدة التي ستقضيها المجموعات في كل موقع. على سبيل المثال، بدلاً من إلقاء محاضرة حول الأنظمة الحسية، أطلب من طلاب علم النفس الانتقال إلى مواقع مختلفة في الفصل الدراسي لتعلم وممارسة المفاهيم المتعلقة بالرؤية والسمع والحواس الأخرى مثلا.
مراعاة منحى الدروس القائمة على الاستقصاء: يقدم الدرس القائم على الاستقصاء للطلاب سؤالاً يجب الإجابة عليه. ابدأ بتحديد هدف الدرس أو موضوعه، وحوله إلى سؤال عام. على سبيل المثال، بدلاً من إلقاء محاضرة حول الهجوم الياباني على بيرل هاربور عام 1941، قم بتأطير الدرس بالسؤال التالي: “ما الذي دفع اليابان إلى مهاجمة بيرل هاربور؟”. بعد تحديد السؤال، قم بتشجيع الطلاب على إيجاد الإجابة من خلال تحديد الخطوات وتوفير الموارد في مظاريف يشتمل كل منها على عامل مختلف يحفز الهجوم، مثل المستندات والصور، ومقاطع الصحف، وروايات المؤرخين، والخرائط. لتعمل المجموعات على كل مظروف للتحقق من الأسباب الأربعة للهجوم.
دمج الألغاز: في الألغاز، يصبح الطلاب كمعلمين. قسّم المحاضرة إلى ستة مواضيع رئيسية على الأكثر. قسّم الفصل إلى مجموعات صغيرة، بنفس حجم عدد المواضيع. سيكون كل عضو في المجموعة مسؤولاً عن أحد المواضيع، سواء تم تعيينه أو اختياره. قدم إرشادات لجمع المعلومات، وحدد إطارًا زمنيًا واضحًا. ثم يقوم الطلاب بإبلاغ نتائجهم إلى فرقهم. وللحصول على دعم إضافي، اطلب من الطلاب مقابلة زملائهم الذين يدرسون نفس الموضوع قبل تدريسه لفرقهم، مما يتيح لهم الوقت لتوضيح سوء الفهم وجمع التفاصيل. لذا بدلاً من إلقاء محاضرة حول أحداث الحرب الباردة مثلا، استخدمت طريقة الألغاز، حيث قمت بتعيين كل عضو في الفريق في منطقة ساخنة مختلفة ليصبح خبيرًا فيها ويشرحها لفريقه الصغير.
إعادة تصور القراءات
كما هو الحال مع المحاضرة، يمكن أن تكون القراءة بمثابة مصدر للمعلومات في اتجاه واحد، مع وجود مساحة صغيرة للطلاب للتفاعل مع المادة أو مع الآخرين. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي ساعدتني على تحويل قراءات الفصل الدراسي إلى أنشطة نشطة وتعاونية.
التصفح بين الوثائقيات: التصفح للوثائق التاريخية، هي شكل مختلف للتجول في المعارض . عند تفصح الوثائق، تُنشر قراءات قصيرة في الفصل الدراسي. يحمل الطلاب معهم حافظة وورقًا أثناء قراءتهم والرد على المقاطع القصيرة عند كل محطة. على سبيل المثال، بدلاً من جعل الطلاب يقرؤون بصمت عن دوافع حكومة الولايات المتحدة لاستيطان في السهول الكبرى، أقوم بإعداد سيناريو لتصفح الوثائقيات مع قراءات قصيرة لها وومشاهدة صورها في الفصل.
تجميع الأنشطة ومناقشتها: يقسم نشاط إلى أقسام أصغر توضع في أكياس (أو صناديق) مع صور فوتوغرافية ذات الصلة. يتم وضع علامة على كل كيس بحيث تتوافق مع الأسئلة الموجودة في ورقة النشاط. يمكن للطلاب العمل في مجموعات صغيرة أو بشكل فردي، حسب عدد الأكياس المتاحة. تحدد جلسات القراءة بوقت (من خمس إلى ثماني دقائق فقط) ليستكشف الطلاب موارد كل حقيبة بشكل كامل قبل تناول حقيبة جديدة. وبدلاً من جعل الطلاب يقرؤون بصمت عن التجربة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم طريقة “التقط وانطلق”. كل حقيبة تمثل مجموعة مختلفة من الناس وتجاربهم أثناء الحرب.
جرب طريقة القراءة والتحريك النرد: تتضمن استراتيجية القراءة هذه قيام الطلاب بتحريك حجر النرد لتحديد كيفية معالجة النص. على سبيل المثال، قد يعني تحريك الحجر على الرقم واحد برسم صورة لما قرأوه، بينما قد يعني تحريك الحجر على الرقم اثنين كتابة ما يلخص النقطة الرئيسية. عادةً ما أقوم بتقسيم القراءة إلى أقسام، ليقرأ الطلاب وتحريك النرد حسب طول النص. في علم النفس، يقرأ طلابي في أبحاث تقسيم الدماغ وأقوم بتقسيم القراءة إلى خمسة أقسام، وفي نهاية كل قسم، يقوم الطلاب بتحريك النرد لإكمال المهمة. تضيف هذه الاستراتيجية عدم قدرة الطلاب على التنبؤ المنظم ويسمح بالتفاعل والمشاركة في القراءة التقليدية.
تحويل أوراق العمل إلى أنشطة تطبيقية
بعد أن يكتسب الطلاب المهارات الأساسية، يطلب المعلمون منهم في كثير من الأحيان تلخيصها وممارستها. ومن خلال تجربتي، كان ذلك في العادة في شكل أوراق عمل مطبوعة. وفيما يلي طرق لنقل المهارات النظرية إلى أنشطة تطبيقية ينفذها كل فريق.
إنشاء حوافظ رسومية تعاونية: تساعد الحوافظ الرسومية الطلاب على معالجة المعلومات باستخدام تنسيقات مثل المخططات على شكل حرف T ومخططات فين والشبكات. وبدلاً من فرز المعلومات على الورق، يمكن للطلاب المساهمة في الحوافظ التعاونية إما في مساحة جماعية في الفصل الدراسي والاجابة على الملاحظات اللاصقة على أسطح طاولاتهم بفرز البطاقات المادية. على سبيل المثال، عندما يتعلم طلابي في علم النفس عن الغدد الصماء والجهاز العصبي، بدلاً من عمل المقارنات والتباينات، يقومون بفرز بطاقات الحقائق وفق “مخطط فين” المرسومة على طاولاتهم بأقلام قابلة لمسح الكتابات من على الطاولات.
جرب عروض صناديق الألعاب: بدلاً من تعريف وتطبيق كلمات المفردات على ورقة عمل، يمكن للطلاب ممارسة تحديد المفاهيم وتطبيقها من خلال البناء باستخدام الألعاب. باستخدام مجموعة من الألعاب والتماثيل، يمكن للطلاب إظهار معنى المفاهيم المختلفة من خلال إعداد عروض الألعاب. على سبيل المثال، طلبت من طلابي في علم النفس توضيح مفاهيم السلوك الجماعي باستخدام الألعاب على طاولاتهم. قامت الفرق ببناء شاشات، والتقاط الصور، ومشاركتها في الفصل بحيث توضح شاشاتهم المفاهيم المحددة.
دمج أشكال اللعب بالصلصال: في العديد من الفصول الدراسية، يحدد الطلاب أجزاء من جسم ما، مثل حساب الزوايا أو تحديد أشكال الأرض. وبدلاً من وضع علامات على أوراق العمل المطبوعة، فإن بناء الأجسام باستخدام صلصال وتحديد الأجزاء باستخدام أقلام التحديد القابلة للمسح أو الملاحظات اللاصقة يمكن أن يجعل هذه المهارة أكثر جاذبية وتفاعلية. على سبيل المثال، في فصلي لعلم النفس، يحدد الطلاب أجزاء العين والأذن والدماغ.
لقد ساعدتني مثل هذه الاستراتيجيات على الابتعاد عن بعض الأساليب التقليدية التي بدأت بها وخلقت تجربة تعليمية أكثر نشاطًا لطلابي. وقد أفادهم هذا، وكان من المثير بالنسبة لي كمعلم أن أشاهد الطلاب يتفاعلون مع المادة ومع بعضهم البعض بطرق ذات مغزى عميق.