تخطط شركة أبل لإضافة ميزات الذكاء الاصطناعي إلى منتجاتها – مثل آيفون – في وقت مبكر من هذا الخريف، حسبما أعلنت الشركة في 10 يونيو، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه الترقيات على المدارس.
تستطيع مميزات Apple Intelligence كما تسميها الشركة مراجعة وإعادة كتابة المستندات، وإنشاء الصور والرموز التعبيرية، ونسخ المكالمات الهاتفية والمذكرات الصوتية، وتلخيص رسائل البريد الإلكتروني والمحاضرات، وحل المسائل الرياضية.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة من إعلان شركات “التكنولوجيا الكبرى” والتعليم الأخرى عن توسيع منتجات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للطلاب والمعلمين استخدامها. توفر جوجل أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها كإضافة للمؤسسات التعليمية التي تستخدم منتج Workspace for Education الخاص بها، وتتعاون أكاديمية خان ومايكروسوفت لتوفير الوصول المجاني إلى المساعد الأكاديمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي للمعلمين.
في حين أن إعلان شركة Apple لم يذكر أي شيء محدد حول التعليم من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر، فإن العديد من المعلمين والطلاب يستخدمون أجهزة iPhone ومنتجات Apple الأخرى ومن المرجح أن يتفاعلوا مع هذه الميزات الجديدة. قال سايمون جيست، كبير مسؤولي التكنولوجيا في Code.org، وهي منظمة غير ربحية تعمل على توسيع وتحسين تعليم علوم الكمبيوتر: “إن استكشاف الطلاب للذكاء الاصطناعي على الأجهزة التي يستخدمونها أمر مثير للغاية”. “إن إدخال الذكاء الاصطناعي إلى الفصل الدراسي حتى يتمكن الطلاب من فهم ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي وهو أمر في غاية الأهمية. وأعتقد أنه إذا كان من الممكن القيام بذلك على جهاز يعرفه الطلاب، فقد يكون ذلك فعالاً.
قالت كلير زاو، نائبة رئيس شركة GSV Ventures، التي تستثمر في شركات تكنولوجيا التعليم في المراحل المبكرة، إنه بالنسبة للمجال التعليمي، هناك ميزتان من المرجح أن يكون لهما آثار على المدارس هما مساعد الكتابة القائم على الذكاء الاصطناعي وتطبيق الآلة الحاسبة الجديد. تم دمج مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي – المدعوم من ChatGPT من OpenAI – في التطبيقات التي تحتوي على ميزات الكتابة، مثل القدرة على صياغة رسائل البريد الإلكتروني؛ ومع تطبيق الآلة الحاسبة الجديد على جهاز iPad، يمكن للمستخدمين كتابة معادلة وسيقوم التطبيق بحلها تلقائيًا.
يشعر العديد من المعلمين بالقلق بشأن استخدام الطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي للغش في الواجبات ، على الرغم من أن نتائج الاستطلاع وجدت أن غش الطلاب لم يرتفع بشكل كبير خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية أو نحو ذلك، عندما توسع استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بعد إصدار تقنية الChatGPT.
يشعر المعلمون بالقلق أيضًا بشأن الإفراط في استخدام الطلاب للهواتف المحمولة. ولكن من غير الواضح كيف يمكن أن تؤثر ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة على مقدار الوقت الذي يقضيه الطلاب على هواتفهم.
وقال جيست إن ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة Apple متاحة فقط في أحدث منتجاتها، لذا فمن غير المرجح أن تتمكن معظم المدارس والطلاب الذين لديهم أجهزة Apple من الوصول إليها عند إطلاقها كنسخة تجريبية هذا الخريف وبشكل كامل في العام المقبل.
وأضافت زاو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لمعرفة ما إذا كانت هذه الميزات ستعمل كما هو مصمم لها.
إعداد الطلاب لمستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي
ومع ذلك، يرى الخبراء إمكانات كبيرة في ميزات Apple. على سبيل المثال، قال زاو إن الإعلان يمكن أن يشير إلى الشكل الذي سيبدو عليه مستقبل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه التفاعل البشري مع هذه الأجهزة في المستقبل.
وقالت “ربما يؤثر ذلك على كيفية استخدام المعلمين للأجهزة في الفصول الدراسية”. وأضافت أن ذلك يُظهر أيضًا مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التحول إلى ذكاء شخصي وسياقي أكثر.
يقول الخبراء إنه مع قيام المزيد من شركات التكنولوجيا بطرح ميزات الذكاء الاصطناعي، يصبح من الضروري أكثر بالنسبة للمدارس تدريب المعلمين والطلاب على محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي .
إذا كان بإمكان الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي القيام بمهمة الكتابة أو واجب الرياضيات، تتساءل زاو عن التأثيرات التي قد تحدث في نهاية المطاف على مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب.
وقالت “ستحتاج إلى إعادة التفكير كثيرًا في كيفية تقديم التدريس في بعض الوسائط”.
وأضافت زاو أن المدارس تحتاج أيضًا إلى إعداد الطلاب لمستقبل الذكاء الاصطناعي، لأن أصحاب العمل يبحثون عن قوة عاملة جاهزة للعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقالت: “إذا لم تقم المدارس بإعداد طلابها لمستقبل الذكاء الاصطناعي، فإنها تترك طلابها في وضع غير مؤات”.
* كاتبة في موقع ( https://www.edweek.org ) وتغطي تكنولوجيا التعليم وبيئات التعلم
