• Home
  • المقالات
  • يدرس الباحثون كيف يمكن لروبوت الدردشة أن يعلم الأطفال الحوار الذاتي الإيجابي

يدرس الباحثون كيف يمكن لروبوت الدردشة أن يعلم الأطفال الحوار الذاتي الإيجابي

المصدر: جامعة واشنطن – أصل المقال كتبه: ستيفان ميلن

ملخص المقال: أنشأ الباحثون روبوت دردشة صوتيًا جديدًا، يهدف إلى مساعدة الأطفال على محاورة أنفسهم بشكل إيجابي، ويُعد هذا برنامج الآلي بمثابة “تجربة للبرنامج التليفزيوني الشهير “Sesame Street – شارع سمسم”.

كان بعض الآباء حذرين من استخدام برنامج “الدردشة الصوتية” لتعليم أطفالهم محاورة أنفسهم بشكل إيجابي من خلال دروس تتمحور حول بطل خارق يدعى “Zip -زيب. وقد شكك البعض بأن صانعي تطبيقات “سري” المستخدم في أجهزة شركة أبل و “إليكسا” المستخدم من قبل شركة أمازون هي وُجدت للرفاهية فقط.

أنشأ الباحثون في جامعة واشنطن روبوتا جديدًا على “الويب” بإسم “Self-Talk with Superhero Zip – تحدث مع البطل الخارق زيب ” يهدف إلى مساعدة الأطفال على تطوير مهارات مثل الوعي الذاتي والتحكم في المشاعر العاطفية. وقد وجد فريق البحث أنه بعد التحدث مع هذا الروبوت لمدة أسبوع، تمكن معظم الأطفال من شرح مفهوم الحوار الذاتي وتطبيقه في حياتهم اليومية. وكان الأطفال الذين انخرطوا في حوارات ذاتية سلبية مع أنفسهم قبل الدراسة صاروا قادرين على تحويلها إلى حوارات ذاتية إيجابية. ونشر فريق جامعة واشنطن النتائج التي توصل إليها في يونيو 2023 في مؤتمر التصميم التفاعلي والأطفال. ولا يزال الروبوت نموذجًا أوليًا خاضعا للتجربة ولم يصبح متاحًا للعامة بعد.

رأى فريق الجامعة بأن عدة أسباب تجعلهم لتطوير روبوت الدردشة التعليمي حيث أظهر الحوار الإيجابي عن النفس مجموعة من الفوائد للأطفال الذين أستخدموه، بدءًا من تحسين الأداء الرياضي، زيادة احترام الذات وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الأطفال يمكنهم تعلم مهام وقدرات مختلفة من روبوتات الدردشة. ومع ذلك، فإن القليل من الأبحاث تستكشف كيف يمكن لروبوتات الدردشة أن تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية بشكل فعال.

وقال ألكسيس هينيكر، أحد الباحثين الرئيسين في فريق جامعة واشنطن والأستاذ المشارك في كلية المعلومات بالجامعة: “هناك مجال لتصميم تجارب تتمحور حول الطفل باستخدام روبوت الدردشة الآلي ليوفر فرصًا ممتعة وممارسات تعليمية دون جمع البيانات التي تعرض خصوصية الأطفال للخطر”. وأضاف الباحث “على مدى العقود القليلة الماضية، أظهرت البرامج التليفزيونية مثل شارع سمسم ومستر روجرز وحي دانيال تايجر أنه من الممكن للتلفزيون أن يساعد الأطفال على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية وقد تساءلنا هل يمكننا توفير مساحة للأطفال من ممارسة هذه المهارات في شكل روبوت حاسوبي تفاعلي؟ لقد أردنا إنشاء شيء مفيد وممتع مستوحاة من برنامج شارع سمسم بايجاد روبوت يكون بمثابة المتحدث الذكي يعزز الجوانب الإيجابية لدى الأطفال.”

بدأ الباحثون في جامعة واشنطن بفكرتين نموذجيتين بهدف تعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية على نطاق واسع. وبعد الاختبار، قاموا بتضييق النطاق، مع التركيز على البطل الخارق المسمى ب Zip والهدف من ذلك تعليم الحوار الذاتي حيث قرروا اختبار الروبوت على مجموعة من الأشقاء أولا وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال يكونون أكثر تفاعلاً عندما يستخدمون التكنولوجيا مع شخص آخر. وشارك في الدراسة عشرة مجموعات من الأشقاء في منطقة سياتل لمدة أسبوع بالتفاعل مع راوٍ يقص عليهم قصص البطل Zip ويطلب منهم التفكير في لقاءات البطل مع شخصيات أخرى، بما في ذلك شخصية الشرير الخارق. وأثناء الدراسة وبعدها، ذكر الأطفال بأن الروبوت ساعدهم كثيرا بشكل إيجابي عندما كانوا منزعجين أو غاضبين في مختلف الأوقات.

بحلول نهاية الدراسة، جميع الأطفال الخمسة الذين قالوا إنهم اعتادوا على الحوار الذاتي السلبي من قبل، ولكنهم بمساعدة الروبوت استبدلوه بالحوار الذاتي الإيجابي. إذ لوحظ بأن الأطفال في بعض الحالات عملوا وتعاونوا مع أشقائهم، ولكن بعض الآباء وجدوا أن الأطفال يواجهون صعوبة في التناوب أثناء استخدام الروبوت. ويشير الباحثون إلى أن طول هذه التأثيرات غير واضحة لأن الدراسة امتدت لمدة أسبوع واحد فقط، وقد يؤدي ميل المشاركين في الاستطلاع للرد بطريقة تجعلهم يبدون في حالة جيدة وهو ما دفع الأطفال إلى الحوار الذاتي الإيجابي مع الروبوت. ونتوقع بأن تتضمن الأبحاث المستقبلية دراسات أطول في بيئات طبيعية أكثر ملائمة.

وقال الباحث الرئيسي كريس (يوي) فو، وهو طالب دكتوراه في جامعة واشنطن: “هدفنا هو جعل الروبوت في متناول جمهور أوسع في المستقبل وحاليا نستكشف حول دمج نماذج لغوية كبيرة مثل ChatGPT مع نموذجنا الأولي ونخطط للعمل مع منشئي المحتوى لتكييف وتعزيز مواد التعلم الاجتماعية والعاطفية الموجودة في نظامنا. ونأمل أن يسهل ذلك على مداخلات أطول وأكثر فعالية.”

الباحثون الآخرون هم مينغروي تشانغ، عالم أبحاث ولين. ك. نجوين مساعد باحث في الجامعة وييفان لين وهي طالبة ماجستير في الجامعة ويسكونسن وطالبة دكتوراه في الجامعة ريبيكا ميشيلسون، وكلتاهما في قسم التصميم والهندسة الذي يركز على الإنسان؛ وتالا جون طيبي، طالبة ماجستير في جامعة جنوب كاليفورنيا، وتم تمويل هذا البحث من قبل مؤسسة جاكوبس والمعهد الكندي للباحثين المتقدمين.

Image