«الذكاء الاصطناعي» يستقطب إبداعات الشباب

الخليج: تطبيق على الهاتف يقرأ الصور ليعطي تقريراً طبياً عن وضع الفيتامينات في الجسم، وآخر يقيس استهلاك النفايات، ويضع خططاً ذكية للحد من الاستهلاك، ويساعد على الفرز وإعادة التدوير. ويرتدي تطبيق آخر قبعة خبير الزراعة ليقيس درجة حرارة ورطوبة التربة، ويعطي النصائح اللازمة للمزارعين، ويربط مزارعهم بالجهات المختصة، وآخر يربط الذراع الذكية بالدماغ. تطبيقات عدة، تلتزم، وتساهم في تقدم العلم والمجتمع بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، شاركت في مسابقة «رواد إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي» التي أطلقتها «دو» مؤخراً، لتستقطب إبداعات الشباب المبتكر، والتي سنتعرف إلى البعض منها في السطور القادمة.
تنسجم المسابقة، التي أطلقتها شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» بالتعاون مع كل من بوابة الإمارات لابتكارات الجيل الخامس المدعومة من سلطة واحة دبي للسيليكون، ومركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال «ديتك»،المملوك لسلطة واحة دبي للسيليكون، مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، في عام 2014 والتي تهدف لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم. وتهدف المسابقة إلى ضمان مواكبة الدولة لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن إنشاء جيل جديد من المبتكرين والمبدعين في مجال التكنولوجيا.
تلقت لجنة تحكيم المسابقة 43 عرضاً لمشاريع مبتكرة من جانب رواد الأعمال والطلبة.

مصادر الغذاء

تقوم فكرة مشروع كل من جايكوب سام، وكازيا توماس، على تطوير برنامج يرصد مصادر الغذاء، ويصل المزارع الموردة للأغذية بالجهات الحكومية المختصة بمراقبة الأغذية، مختصراً فترة طويلة من عملها لتحديد مصدر الأغذية المسببة لحالات التسمم، كما أنه يساعد المزارعين في الحصول على المعلومات التي يحتاجونها للاعتناء بمحاصيلهم، والاستغناء عن المواد الكيماوية لدرجة كبيرة، فيوفر لهم معلومات وأساليب قياس هامة، مثل معرفة درجة رطوبة التربة، ودرجة الحرارة، وكمية السماد اللازمة.

أما المشروع الذي قدمه أحمد سيف الدين، الفائز بالمركز الثاني في المسابقة، وفريقه المكون من: محمد آية قاسم، ووسام شعيب، وسيج جلاييني، فهو عبارة عن تطبيق يحمل على الموبايل أيضاً، أطلقوا عليه اسم «فيتا كام» يساهم في تقديم فحص فوري للفيتامينات في الجسم بالاعتماد على تصوير أماكن معينة كالعين والأظفار، ويقول سيف الدين: تم اختبار التطبيق في جامعة عجمان من قبل أطباء مختصين، لإثبات دقة وصحة الفحوص التي يجريها عن طريق الصور، والنتائج التي يقدمها، وبالتالي تمت الموافقة عليه، ونطمح إلى أن يكون مساهمة حقيقية للمساعدة في الحد من الأمراض التي تنتج عن نقص الفيتامينات، وأضاف أن أبحاث الفريق لن تقف عند هذا الحد، فالتطبيق قابل للتطوير وإضافة الخدمات الصحية الجديدة بالاعتماد على تطور الذكاء الاصطناعي.
وفي نطاق خدمة المجال الطبي أيضاً شارك مشروع «الذراع الذكية» الذي يعتبر إضافة نوعية في عالم الأطراف الاصطناعية، وقام بالعمل عليه كل من وليد بن ناسي، وعبيدة النجار، ومحمد عجم، من خريجي جامعة عجمان، ويشرح لنا «عجم» عن فكرة المشروع، ويشير إلى أنه عبارة عن ذراع صناعية مصنعة تماماً باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، والميزة فيها أن التحكم فيها يتم من خلال الإشارات العصبية للدماغ، وقد جاءت الفكرة من الرغبة في تطوير آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال، وهو الذراع التي تعمل بالاعتماد على إشارات العضلات، وخبرتها السابقة بالنسبة لأشخاص فقدوا أطرافهم، وهي تقنية تعتبر غير مفيدة بالنسبة لأشخاص ولدوا من دون ذراعين لكونهم لا يمتلكون خبرات سابقة لتحريك هذه العضلات، لهذا عملنا على تطوير الذراع، وربطها بإشارات الدماغ فتمكن المريض من تحريك الذراع الذكية تماماً، كما يحرك الذراع الطبيعية.

الحد من التلوث البيئي

واختارت ناديا الشيزاوي، الفائزة بالمركز الأول، مشروع «الإدارة الذكية للنفايات»، لتعمل على تقديم تطبيق يساعد في قراءة بيانات النفايات لكل منزل، من خلال تركيب جهاز على كل حاوية تتم قراءته عبر تطبيق على الهواتف الذكية، وتقول: ينتج المشروع الذي شاركت فيه نجيبة الشيزاوي، وعائشة النعيمي، قاعدة بيانات لكمية النفايات المنتجة من قبل الأفراد، وكمية النفايات المعاد تدويرها بهدف الحد من التلوث البيئي، وتفعيل مشاركة الأفراد في الحد من هذه الظاهرة، ويوفر مصدر دخل إضافي للدولة بالاستفادة من إعادة تدوير النفايات واستخدامها على شكل سماد، أو طاقة بديلة، أو لإنتاج الغاز.

Image