الدافع للتوجه نحو هذا المجال ليس الخوف من استباق العصر، إنما لتعريف الجميع إلى علم حديث يتقدم ويتطور تباعاً، ويجمع ما بين التقنية والتسلية ما يمكن أن يملأ فراغ الناشئة الصيفي بما هو مسلٍ ومفيد، وذلك بحسب تعريف ميراي بركات – منسقة دورات «الروبوت» في المؤسسة للسنة الثالثة على التوالي، ويعتقد شادي معصراني – مؤسس فريق التدريب تحت مسمى «تريبولي روبوتيكس»، أن «ما وصلنا من تكنولوجيا حديثة كان معظمه من غير النافع، إذا لم نقل الاستهلاكي، والمضر للأجيال الجديدة التي وصلها ما يرضي انفعالاتها، ولا ينشط عقلها على التفكير المنطقي الخلاق، لذلك ارتأينا أن نروج لفكرة مستقبلية من شأنها أن تنمي قدرات الفرد العقلية، وملكة المنطق لديه»، كما قال، وهو ما نحاول تسليط الضوء عليه في السطور التالية..
بركات تحدثت عن العمل الذي يقوم على مبدأ الاختراع لفكرة، وتحويلها إلى عنصر فاعل، بالاستناد إلى تجهيزات تقدمها الجهة المشرفة على العمل، من معدات كهربائية، ومجسمات، وما يحتاج إليه «الروبوت» لتكوينه، ومع العدة حاسوب مزود ببرمجة خاصة تمكن من تحريك الآلة التي يتم اختراعها.
عن مشاهدات لعمل تركيب الروبوت، أعطت بركات مثالاً توضيحياً لخشبة طويلة، وعليها ألوان، ويبرمَج الروبوت بطريقة يميز فيها الألوان، وينطقها بصوت عالٍ. عند اللون الأسود، يتوقف عن الحركة، ويتحرك وفق الأوامر التي يتلقاها عبر الحاسوب.
ينقسم العمل إلى مجموعات من شخصين، وتعمل كل مجموعة على فكرة أو مشروع صغير، وقد يخرج المتدربون ب3- 4 تجارب يومياً، تشمل الروبوت.
وتضيف بركات «المستقبل سيقوم على هذه التقنية، بما فيها طبخ الطعام».
يشارك في الدورة 156 شخصاً، من مختلف الأعمار، وتنجز مختلف الفرق مشاريعها اليومية، ويخترعون عشرات الأفكار، ويتم التدريب الصيفي على فترة أربعة أيام أسبوعياً، لمدة خمسة أسابيع. وفي فصل الدراسة، تعطى الأولوية للبرامج المدرسية أو الجامعية. وتفيد بركات أن «الدورة تقاس بأربعين ساعة لفترة شهر، وعند الانتهاء، يكون المتدربون قد تحضروا للمسابقة، وقد لاحظنا بين المتدربين، من يمكن وصفهم بالعباقرة، وفي كل صف نلاحظ الموهوبين الذين تتم متابعتهم لاحقاً بصورة مستمرة من قبل فريق التدريب حفاظاً عليهم، وتطويراً لمهاراتهم».
انقسمت الدورة إلى فترتين متتاليتين، شارك نصف العدد في كل منهما. ويتم تنفيذ مئات المشاريع في الدورتين، ومن القطع التي يتم اختراعها ما يمكن وصفه بالمتطور الذي يحتاج لمهندس متخصص لتصنيعه.
وفي المحصلة يتم من خلال هذه الدورات اكتشاف مواهب وطاقات كبيرة، كما تقول بركات.
الجهة المشرفة على التدريب، وهي «تريبولي روبوتيكس»، مؤسسة تربوية تتبع مناهج عالمية حديثة تختص في ابتكار وتجميع وبرمجة الرجال الآليين والماكينات الذكية، كما يعرف بها مؤسسها شادي معصراني الذي يحمل شهادة الماسترز في الإلكترونيات، وحصل على تدريبات متعددة في لبنان وخارجه على الروبوت.