10 أبحاث إجرائية لتطوير أساليب تدريس لغة «الضاد»

الخليج: أكدت فاطمة غانم المري، المديرة التنفيذية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن أهمية تطوير البرامج والمشروعات البحثية المعنية بأساليب التدريس تكمن في قدرتها على توفير معلومات دقيقة، باستخدام

منهجية علمية، ما يسهم في إرشاد المعلمين وأصحاب القرار بأهم المتطلبات اللازمة لتطوير خطط تعليمية فاعلة وقائمة على الابتكار واستشراف مستقبل تعليمي وتعلّم اللغة العربية.

جاء ذلك خلال مناقشة معلمي مدارس خاصة في دبي أمس، نتائج 10 أبحاث إجرائية نفذتها مجموعات من معلمي اللغة العربية، ضمن مبادرة البحوث الإجرائية التي أطلقت العام الدراسي الجاري، على هامش فعاليات مبادرة «عش العربية»، بدعم من هيئة المعرفة والتنمية البشرية التي تعتزم نشر الأبحاث المشاركة عبر موقعها الإلكتروني نهاية العام الدراسي.

وقالت المري، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من «عش العربية» إن استشراف مستقبل العربية والمحافظة على مكانتها بوصفها من الروافد الأساسية للمعرفة، يشكل دافعاً لكل معلم للاستماع إلى طلبته وتفهم احتياجاتهم وتوقعاتهم المستقبلية للطريقة التي يريدون من خلالها تعلّم العربية، ونشر الشغف بها كونها إحدى الأدوات المهمة لتنمية مهاراتهم، وهي الفكرة التي أوجدت مبادرة «عش العربية»، معربة عن ثقتها بأن تشارك الجهود والممارسات الإيجابية للمعلمين تحت مظلة «عش العربية» من شأنه بناء تجربة مستقبلية في ميدان تعليم العربية وتعلمها للناطقين وغير الناطقين بها.

البحوث الإجرائية

وركزت مجموعات المعلمين المشاركة في المبادرة التي كشف عن نتائجها خلال المبادرة للعام الدراسي الجاري تحت شعار «المستقبل»، واستضافته مدرسة «جبل علي»، الخاصة في دبي، على استخدام القراءة الجهرية لتمكين الطلبة من مهارات التخاطب بالعربية، وتحفيز التفكير الإبداعي لديهم في حل المشكلات باللغة العربية، وتمكين غير الناطقين بها من المخارج الصوتية الصحيحة لحروف الهجاء غير المتضمنة في اللغات الأخرى.

وتقدم منهجية البحوث الإجرائية للمعلمين أدوات تطبيقية علمية لتحسين أداء المعلم والطالب معاً، كما تعتمد على دراسة العوامل والمعايير التي تقع ضمن دائرة التأثير الخاصة بالمعلم، ويمكنه من خلالها تحقيق تغيير جذري، باستثمار مجهوده وأدوات التعلم الخاصة به داخل الصف؛ ما يوفر مقترحات وحلولاً عملية ناجحة قابلة للتطبيق.

المدارس الرائدة

واستقطبت مبادرة البحوث الإجرائية 50 معلماً ومعلمة ينتمون إلى 21 مدرسة خاصة، فيما تولت 5 مدارس، أطلق عليها المعلمون «المدارس الرائدة» مهمة تدريب المشاركين على تطبيق البحوث، ومتابعة عملهم وتقديم الدعم الفني واللوجستي لهم، حيث تعاون معلمو المدارس المشاركة في تخطيط الخطة البحثية الإجرائية وتنفيذها لكل المراحل العمرية، من بينها الطفولة المبكرة، وضمن محاور تعليم العربية وتعلمها، داخل الصف وخارجه، مع التركيز على المهارات الأساسية الأربع: القراءة، والكتابة، والاستماع، والتحدّث.

13 جلسة نقاشيةوعلى مدار 13 جلسة، ناقش 250 معلماً ومعلمة ينتمون إلى 100 مدرسة خاصة في دبي، بحضور ممثلين عن الجامعة الأمريكية بدبي، ومؤسسة Education Development Trust المعنية بتطوير التعليم وتتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، فضلاً عن أولياء أمور الطلبة الذين شارك أبناؤهم في مسابقة الخط العربي ضمن المبادرة، إثر تطبيق مختبر اللغة العربية على تعزيز مهارات الطلبة عبر منتجات إثرائية تدعم تعلم العربية، ونشر تجربة دمجها بالمواد الأخرى، وأفضل السبل لاستخدام الروبوت في تطوير مهارتي القراءة والمحادثة لدى الطلبة، وكيفية تفعيل استراتيجيات التواصل الصفية.

منظومة تعليمية

وقالت جاكي بار، مديرة مدرسة جبل علي الخاصة «في ظل عالم يتطور بسرعةٍ مذهلة تفوق قدرة أية منظومة تعليمية، فإن علينا إعداد أجيال المستقبل ليكونوا جاهزين للتأقلم مع مختلف التحديات، وامتلاك المرونة المطلوبة للتكيف مع العالم المتسارع، فضلاً عن تبني معلمينا لوسائل مبتكرة في التدريس من شأنها بناء عقول مبدعة ومبتكرة قادرة على التكيف ومواجهة التحديات غير المتوقعة».

مختبر «عش العربية»

استفاد المعلمون المشاركون في مختبر «عش العربية» من 3 برامج تعليمية وإثرائية، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمعلمي العربية والطلبة لأدوات تعلم تقنية مبتكرة تحفّز تعلم العربية.
وناقشوا خلال ورشة، تجارب 15 مدرسة خاصة التي شاركت في المختبر، للاستفادة من هذه الوسائل ضمن خططهم الدراسية، فضلاً عن توثيق استجابة الطلبة وأدائهم.
وأتاح المختبر الاستفادة من أحدث الوسائل المتوافرة في تعليم العربية وتعلمها، بالتعاون مع المؤسسات المشاركة.

Image