الخليج: لحظة التخرج والنجاح عادة ما تكون فريدة في عمر الإنسان يتوقف عندها الزمن ولا تُمحى من الذاكرة، وبقدر الجهد والمشقة التي سبقت تلك اللحظة تكون الفرحة والاعتزاز بالإنجاز.
وفي مهرجان مشاريع التخرج لطلاب كلية الإعلام والمعلومات بجامعة عجمان، كان الاحتفاء بالنجاح والعمل والأنشطة التطبيقية للخريجين كبيراً بقدر الجهد المبذول في إنتاج مشاريع التخرج من كل التخصصات.
مؤيد القاضي، تخصص جرافيك، فكر في حملة لأسبوع المرور الخليجي، تتحدث عن مجموعة من النصائح لسلامة الطريق. يقول: «الهدف الرئيسي من المشروع هو توعية الناس بأهمية اتباع اللوحات المرورية والابتعاد عن الطيش والتهور أثناء القيادة،
واخترت هذه الفكرة لرؤيتي للحوادث المرورية بشكل متكرر وبسبب أخطاء بسيطة للغاية تؤدي لهلاك الأشخاص، واستغرق تنفيذ المشروع نحو شهرين وحددنا أفكاراً وجمعنا معلومات كافية واستخدمنا برامج الحاسوب لتنفيذ شعار وملصقات وتصميم الموقع الخاص بالمشروع».
ويضيف: «المشروع تجربة جديدة طوّر من قدرتي على ابتكار الأفكار وقدرتي على التصميم باحترافية أكثر، وتركيزي على ابتكار طرق جديدة».
ويطرح أحمد زيدان، تخصص تصميم الجرافيك، فكرة مشروعه (ذوي التحدي البصري)، قائلاً «حملة إنسانية واجتماعية عن ذوي الإعاقة البصرية. واخترت الفكرة من قناعتي بأنه يجب أن يكون وراء كل عمل أقوم به رسالة وقيمة حقيقية. وأهدف من الحملة إلى دمج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع من دون صعوبات، وذلك عن طريق التوعية بمخاطر مرض السكري وتأثيره المباشر على حاسة النظر، والتأكيد على أهمية طريقة برايل للقراءة والعمل على نشرها في مختلف المجالات والأماكن، وإنشاء مكتبات صوتية تعمل على تسجيل الكتب والصحف والمطبوعات بطريقة صوتية تلبي وتدعم حاجاتهم للقراءة، فضلاً عن التعريف بفكرة مطعم (Dine in the dark)، الذي يُمكّن الزبائن من تجربة إحساس ذوي التحدي البصري من خلال تناولهم الطعام في الظلام، وإمكانية تطبيق هكذا مشاريع بشكل أوسع دعماً».
«أنت الخير» مشروع لدعم الأعمال الخيرية وتشجيع الناس على المشاركة بها، من فكرة فضل الجمال (23 عاماً)، المختص في الإذاعة والتلفزيون. يقول «واجهت صعوبة في البداية في تصوير المشروع لأنه عبارة عن لقطة واحدة فيها مجموعة قصص تحكي عن الخير. أول خطوة كانت تحديد مكان مناسب للتصوير واختباره جيداً، واستغرق التصوير 4 أيام مع جميع فريق العمل وتكمن صعوبة المشروع في كونه (وان شوت) أي مشهداً واحداً متصلاً، ما اضطرنا للإعادة من البداية كلما حدث خطأ صغير أثناء التصوير».
يشير الجمال إلى أن فريق العمل تكون من 15 شخصاً، من ممثلين ومصورين ومخرجين ومونتاج، مؤكداً أن قليلين استخدموا هذا الأسلوب في التصوير على مستوى الجامعات، موجهاً شكره لأساتذته المشرفين وزملائه ومن شاركوه لإخراج العمل بالصورة التي تليق.
استغلال الغناء والموسيقى في توجيه وتربية الأطفال، كانت فكرة محمد إبراهيم النيباري، المختص في «إذاعة وتلفزيون». ويقول «مشروع تخرجي عبارة عن أغنية تربوية موجهة للطفل قدمتها من خلال فيديو كليب مصور، ويدور محورها عن القطار الذي إذا تحلى الأطفال بالآداب التي ذكرت في الأغنية لن يفوتهم».
يرجع النيباري أسباب اختياره للفكرة، نظراً لتفردها وتميزها، إذ إن غالبية مشاريع الطلاب في الكلية لا تخرج عن الدراما والجدية، لذا وجد أن خروجه من هذا الإطار سيعطي مشروعه نوعاً من التفرد، فضلاً عن قلة الاهتمام بشريحة الأطفال على مستوى مشاريع التخرج رغم أنهم اللبنة الأساسية في المجتمع.
ويهدف النيباري من خلال مشروعه إلى ترسيخ المبادئ النبيلة لدى الطفل، إذ أرى أن توجيهه من خلال الأغنية هي أفضل وسيلة كونه سيرددها بلسانه دائماً، إلى جانب إعادة ذوق الأطفال إلى البساطة، إذ باتوا يتكبرون على الألعاب البسيطة في المتنزهات مثل القطار، وغيرها.وتشير عفراء حميد الشامسي (22 عاماً)، تخصص علاقات عامة – جرافيك، إلى فكرة مشروع تخرجها والهدف منها، قائلة إنها تقوم على نشر مفاهيم العمل الخيري على مستوى الجامعة والمجتمع والارتقاء بقيم الخير بطرق ابتكارية. وتضيف: «الهدف منها نشر ثقافة الخير داخل وخارج الجامعة، وتوعية الطلبة بأشكال الخير والمؤسسات التي يمكن أن يتطوعوا بها من خلال تبني مبادرات خيرية وتنموية وتنفيذها داخل وخارج الجامعة، كما شكلنا النواة الأساسية لفريق (سفراء في الخير) بالجامعة».
توضح الشامسي أنهم شاركوا في مبادرات «أنتم الخير» زاروا من خلالها دار رعاية المسنين في عجمان، وأطلقوا مبادرة إطعام، وزعوا خلالها وجبات إفطار على العمال داخل وخارج الجامعة، فضلاً عن مبادرة (كساء الشتاء) وزعوا خلالها الكسوة الشتوية على العمال داخل وخارج الجامعة، إضافة إلى مبادرة حماية وتنظيم ورشة عمل عن الجاهزية المجتمعية وتوعية طالبات الجامعة بأساسيات السلامة من المخاطر والحرائق وتطبيق الإسعافات الأولية، لافتة إلى أن تنفيذ المشروع استغرق شهراً و3 أسابيع، وتكون فريق العمل من 11 فرداً.
آمنة مبارك الغملاسي (24 سنة) تخصص علاقات عامة، والمشاركة مع عفراء الشامسي في نفس المشروع. تقول «فكرة مشروع تخرجنا (سفراء في الخير) وشعاره (خير في كل مكان)، وهو مشروع اعلامي خيري وتوعوي يهدف إلى نشر رسالة الخير في كل مكان وبمختلف الأشكال، ولأننا نحلم بان يكون مشروع تخرجنا له رسالة مستمرة، تبلورت الفكرة لتكون بمثابة النواة لتاسيس فريق يسعى لنشر الخير من خلال العمل التطوعي والتنموي داخل وخارج الجامعة».
أضافت تلك التجربة الكثير من الخبرات للفريق، وفقاً للغملاسي، إذ كانت تجربة عملية عن العمل التطوعي، وتؤكد أن رؤية الفرحة في عيون الناس كانت كفيلة بنشر البهجة والسعادة وسط الفريق، فهن يعملن لخدمة البلاد ونشر الخير بين أفراد المجتمع.
مهارات نوعية منافسة
د.حسام سلامة، عميد كلية الإعلام والمعلومات بجامعة عجمان، يقول: «وضعت الكلية أهدافاً استراتيجية تعمل على تحقيقها، أبرزها إكساب الطلاب مهارات نوعية قادرة على المنافسة في سوق العمل بدرجة كبيرة على أساس أن ما يدرس يمارس، ذلك أن التحديات التي تواجه الإعلامي اليوم تتطلب منه أن يكون ذا مهارات متعددة سواء في الكتابة أو التصوير أو التعامل مع تكنولوجيا الاتصال بشكل كبير».
ويضيف: «نسعى إلى أن تكون الكلية النافذة التي يطل منها المجتمع المحلي على الجامعة والتي تطل منها الجامعة على المجتمع المحيط، وأن يتم الربط بين ما نقوم به من أعمال والدوائر والمؤسسات العاملة بالدولة، وهذا ما كشفت عنه كل المشاريع التي قدمها طلبة الإعلام سواء في مجال التصميم الجرافيكي أو الصحافة المطبوعة والإلكترونية أو الإذاعة والتلفزيون أو حملات العلاقات العامة، ما يؤسس لتكوين إعلامي له رسالة ووعي بقيمة ما يقدمه في إطار المسؤولية الاجتماعية ودوره في المساهمة في بناء مجتمع».
اترك تعليقاً