عندما نَشَأْتُ فى غاتندو الريفية، فهمنا كلنا كأطفال أنَّ كل الآباء فى القرية مسئولون عنَّا جميعاً. لم يسمح الواحد منا لنفسه أن يراه أى من الآباء وهو يرتكب خطأً، ناهيك عن والديه.
وكحقيقة كل أب فى الحى يمكن أنْ يوبخنا، ويعاقبنا حتى، إذا إرتكبنا خطأً، ثم يخبر آباءنا وفى هذه الحالة سنعاقب عقاباً إضافياً.
وبإختصار كان ثمة نظام تعليم غير رسمى مدمج ركز على تكوين الإنسان الصالح. وقد تعلمنا أنه يجب علينا إحترام من هو أكبر منَّا سناً.
وإذا ما ركب شخصٌ أكبر سناً الحافلة ولم يجد مقعداً شاغراً،بينما الواحد منا جالس، فمن الطبيعى أن ينهض ويترك المقعد له.
وبنفس الأسلوب،إذا ما كان الشخص الأكبر سناً يحمل بعض المتاع، سيبدى الواحد منا رغبته فى المساعدة بصورةٍ آلية. تحدثنا بإحترام مع الكبار.
ونحن نكبر، تغيرت الأشياء لدرجة أنَّ الشباب الذين نتفاعل معهم هذه الأيام لديهم نظام قِيَم مختلف تماماً، اليوم يدخل الطالب الجامعى مكتباً ويطلب تقديم خدمة له حتى من دون تعريف نفسه أولاً.
كم مرة سمعت :- “أريدك أنْ تكتب لى خطاب تزكية ” لدى الأطفال اليوم الخبرة لمطالبة الوالدين بالأشياء والحصول عليها.
التعليم الشامل:-
وكنتيجة يصبح هذا جزءاً من شخصيتهم وهم يكبرون.
فى ذات يوم عندما تم قبول الصف الأول، كان هنالك رئيس مجلس الآباء الذى تحدث عن إعادة الضرب بالعصا لضمان التأديب.
جذب ذلك إنتباهى وتساءلت كيف يرتبط ذلك مع تكوين شاب نزيه وصالح لمستقبل مجتمعٍ نبيلٍ ومتزن؟ صحيح أيضاً أنَّ شكلاً ما من العقوبة يمكن أن يأتى بنتائج طيبة فى ردع الشباب من القيام بنماذج معينة من التصرف.
وعموماً، على كلٍ، أعتقد انَّ تفكيرنا – خاصةً ونحن نعد العدة لبدء نظام تعليمى جديد – سيكون موجهاً صوب جمع كل المؤسسات مثل الأسرة، المدرسة، الهيئات الدينية والأخرى التى لديها نوع من العلاقة بتنشئة الشباب لكى يركزوا على نظام موحد يشكل الإنسان المثالى.
وأنا مقتنعٌ أنَّه بإمكاننا كسب الكثير بالحذو حذو أنظمة التعليم التقليدية غير الرسمية التى لا تركز على مناحى نموٍ معزولة.
دومنيك واموقوندا
ترجمة: مدارسنا
رابط المصدر:
Education of our children should focus on whole person