عندما ضغطت على أودع على إمتحان LON- CAPA (المهمة المحوسبة ذات الطابع الشخصى – تعليم إلكترونى) الموجز وتنفست الصعداء أخيراً ونظرت إلى الركن الأعلى من شاشة حاسوبى، لاحظت أننى أنفقت ثلاث ساعات كاملة على نفس اسئلة الكيمياء من دون تحرك.
بقيت فى المكتبة تلك الليلة حتى الساعة الثالثة والنصف صباحاً مقنعةً نفسى أننى كنت أحرز تقدماً فى عملى.
بعد أسبوعٍ ونصف، كانت الساعة هى الواحدة والنصف صباحاً وكنت أقف على شارع غرين مع صديقتى حالما تفرقنا للعودة للمنزل بعد الساعات الأولى فى الصباح فى المكتبة.
مثل أوقاتٍ كثيرة سابقة، سألتنى عن شعورى تجاه العمل،الفصول،الأندية وأكثر. هززت راسى غير قادرة على الإجابة بكلمات توضح أفكارى.ثمَّ سألتها إذا ما شاهدت فيديو جديد لقطعة أدبية شفاهية بواسطة برنس إىْ ينشر ما وضعته على حسابى فى الفيس بوك بعنوان، “أنا فقط قاضيت النظام المدرسى.”
وقد أُعِدَّ الفيديو بحيث يبدو كمحكمة يُحاكَمُ فيها التعليم.ويطرح أسئلة مثل لماذا لم يكن هنالك مزيداً من التقدم والتمييز فى الطريقة التى يتم بها معظم التعليم واضعين فى الإعتبار كيف تغير العالم.
ويستخدم مصطلح “سوء التصرف فى التعليم”، واضعاً خطاً متوازياً بين المدرسة والرعاية الصحية.
يقول برنس إىْ:- “إذا ما كتب طبيب نفس الوصفة العلاجية لكل مرضاه، ستكون النتيجة مأساويِّة.”
يجب أن يستمع الطبيب لكل واحدٍ من مرضاه ويفعل ما هو أفضل لكل واحدٍ منهم كفرد.بيد أنَّ تلك ليست الطريقة التى يعمل بها تعليمنا.بجوهرها العام وإختباراتها المعيارية،يُدَرَّسُ الطلاب ألاَّ يفكروا بصورةٍ مستقلة ويتعلموا حل المشكلات، ولكن لحفظ الحقائق وتلاوة الإجابات التى تم تلقينها لهم.
وبدلاً عن ذلك، بإعطاء الطلاب مهمة كتابة أوراق عمل ومشاريع، تكون لدينا الفرصة لتكييف زمننا وجمع أقسام تعليمنا مع بعضها بعضاً وتوسيع أفكارنا.
لقد لاحظتُ الحاجة إلى التعليمٍ المنظم للأطفال. ثمة متطلبات أساسية يجب أن يعرفها كل شخص،بغض النظر عن كونها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم أم لا.
دراسة مستوى المقدمة من كل المواد تمَكِّن الناس من معرفة ما يحبون وما لا يحبون.بتلك الطريقة، نمضى خلال تعليمنا ونكون أكثر وعياً بما نتمتع به وما نجيده.
إنى أرى القيمة فى تحدى نفسى بمواد أعرف أننى أتصارع معها، وأنا لا أقترح حرية كاملة لإختيار اى مواد أحضرها وأيها لا أحضرها.ولكن فى نفس الوقت ،إنَّ متطلب دراسة مواد لن يكون لها تأثير على مستقبلى تتسبب فى أذى أكثر من المصلحة.
ونحن كطلاب بالمدرسة الثانوية نعد أنفسنا للذهاب للكلية ،أكثر شىء قيل لنا أن الكلية التى تتسم بالحرية سوف تشكل طريقنا الخاص كأفراد.وأخبرونا أننا سوف نتعلم العيش مستقلين ،نختار أصدقاءنا ونقرر إتجاه حياتنا اليومية.وبينما تحقق معظم ذلك، فإنَّ الجزء المتعلق بالتعليم فى حياتنا ما زال مقرراً لنا بشكل كبير.
وبينما يمكن أن يختار الطلاب أى المواد تلبى متطلبات تعليمهم العام، وثمة مواد إختيارية يمكن أخذها فى تخصصنا،فإنَّ جزءاً معتبراً من دراساتنا ما زال يوضع أمامنا عندما نبدأ دراستنا للحصول على الدرجة العلمية منتظرين فقط التأشير على أسمائنا عند الإكمال. وأكثر من ذلك، ستظل الفصول تتكون من الجلوس بصمت فى قاعات محاضرات ضخمة بينما يلقى بروفسور محاضرةً علينا.
ثم نعود إلى شققنا أو غرف نومنا وببطء نشق طريقنا خلال الواجب المقرر،لنثبت أننا فهمنا ما لفظه الأستاذ بنبرةٍ رتيبة.وكما يمكن أن يكون الحال أكثر مما يجب أن يكون،نثبت لأنفسنا أنّه بإمكاننا تعليمها المادة التى من المفترض أنها دُرِّسَت فى الفصل فى وقتٍ مبكر،ومن ثَمَّ نستقرئ من ذلك كيف نؤدى الواجب المنزلى.
التعليم مصدرٌ مذهل،ويجب إحترامه وتثمينه.يجب ألاَّ يرهب الطلاب الذهاب إلى المدرسة،وقضاء وقت أكثر فى المكتبة من الغرف خاصتنا يجب ألاَّ يكون حدثاً متكرراً.
ويقول برنس إىْ فى الفيديو:- “إذا كان بإمكاننا جعل الرعاية الصحية، السيارات وصفحات الفيس بوك حسب الطلب، فإذن من واجبنا فعل الشىء نفسه للتعليم.”
ربما يبدو التعليم المكيَّف حسب الطلب مثل مهمة مستحيلة،ولكن التقوقع فى الوضع الراهن لا يمكن أنْ يكونَ خياراً.
كتبت: *هيلَى ناغيلبيرغ
Hayley Nagelberg
*هيلِى هى طالبة فى السنة الثانية فى تخصص المفاهيم المتقدمة فى نظرية البناء الإلكترونى.
ترجمة: مدارسنا
رابط النص الأصلي
“Modern” education on trial